كل ما قّل و دّل : قاسم سليماني في بغداد لتقديم فاتورته الجهادية

مهدي قاسم

ثمة مثل هنغاري يقول :

ـــ ” حق قبر المسيح لم يحرسوه مجانا ” ! ..

و على هذا المنوال تفيد أخبار عديدة  : وصل الجنرال الإيراني قاسم سليماني إلى بغداد واجتماعه مع قادة ألويته ووحدته العراقية ــ من الموالين لنظام الفقيه في طهران ــ من أمثال العامري و المهندس و غيرهما ، وذلك  بغية ترتيب الأمور و الأوضاع المستجدة ، على ضوء نتائج الانتخابات الأخيرة في العراق ، سيما بعدما خسر نوري سبايكر المالكي ، و باقي البيادق الإيرانية السياسية في هذه الانتخابات ، في مقابل تقدم ” جنرالات ” سليماني هادي العامري مهدي المهندس ، قيس الخزعلي و غيرهم  ، و الذين في النهاية هم من سيعتمد عليهم النظام الإيراني ، كمخلب متقدم و ضارب و جارح ، سواء داخل العراق أو في أي مكان آخر ، حيث تتطلب المصالح الإيرانية القومية و الاستراتيجية المهمة ضرورة بسط النفوذ ، أو الدفاع و التضحية من أجل هذه المصالح و النفوذ بنذور بشرية عراقية جاهزة دوما و أبدا لهذه الغاية و الهدف من أبناء الجنوب الحفاة ..

المهم في  هذا الأمر، أن الجنرال سليماني  قد جاء هو الآخر لتقديم فاتورته مقابل ” جهاده ” في طرد عصابات داعش من بعض المناطق العراقية ليطالب بالثمن ، طبعا ليس المقصود هنا المطالبة تعني أخذ الثمن فلوسا أو دولارات  ، لا أبدا ، فسليماني ــ شخصيا ــ ليس بحاجة إلى فلوس العراقيين ، فهو يبدو زاهدا على كل حال ، إنما المطلوب الإبقاء على الوصاية الإيرانية الحالية على العراق بكل نفوذها و هيمنتها الواسعة ، عبر أذرعها الأخطبوطية الطويلة ، ولكن قبل أي شيء آخر ، من خلال تشكيل حكومة موالية بغالبيتها لإيران والتي يجب أن تضمن هذا الولاء و التبعية ، و تتقبل الوصاية بكل خضوع و إنحناء و من ضمنها بوسة يد الخائمني تبركا و خضوعا  ..

نعرف أن ما نتكبه  ــ أعلاه ــ قد يزعّج البعض و يدفعهم إلى الشعوربالاستياء و السخط و ربما إلى  الحقد أيضا ــ مثلما في سنوات سابقة و سحيقة ــ ولكن لا بأس ، لقد تعوّدنا على ذلك ، غيرإننا نريد أن نلفت نظر هؤلاء وغيرهم إلى زيارة مستشار الخائمني علي شريعتي هو الآخر  إلى بغداد قبل أسابيع ــ و الذي قال ما معناه وفحواه أن نظام حكمه في طهران سوف لن يسمح للعلمانيين والليبراليين أن يحكموا العراق ! ..

معنى كلامه و فحوى تهديده يعني : بكل وضوح حتى لو  لو فاز هؤلاء بالانتخابات فوزا ساحقا فسوف نمنعهم نحن جنود نظام الفقيه الإيراني من تشكيل أية حكومة كانت ..

طيب يا ولد الملحة !…

فما هذا ؟، إذا لم تكن وصاية دولة مهيمنة على دولة خاضعة وتابعة ؟!!..

علما بأن العلمانيين والليبرالين في العراق قد يحتاجون بعد إلى ربع قرن ليحكموا العراق لوحدهم .

هذا إذا وقعت معجزة و حالفهم الحظ والبخت و النصيب  و” الجماهير الغفيرة ” ..

لذا فأنا لستُ متفائلا بخصوص تشكيل حكومة عراقية جديدة ستكون بمنأى عن الوصايا الإيرانية ، ومن المحتمل أن خاسرين كبارا  كنوري سبايكر المالكي و المسكين المديون عمار الحكيم و كذلك الفائز المتقدم نقصد جنرالات ” قائمة ” الفتح ” سيشكّلون الحكومة العراقية  الجديدة أخيرا ، بعد كثير من الذي و التي !!..

مع احتمال قوي بقيام تعاون أو تحالف مع  قائمة ” النصر” بقيادة السيد حيدر العبادي :

فثمرة (  مثل حيدرالعبادي ) لا يمكن أن تسقط بعيدا عن الشجرة الإيرانية الوارفة على ضفتي دجلة والفرات !!..

هامش ذات صلة :   

 

https://www.facebook.com/TheBaghdadPost/photos/a.1079315148829737.1073741828.1070887069672545/1729358350492077/?type=3&theater

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here