نتائج الانتخابات العراقية ..جرت الرياح بما لاتشتهي سفن ايران

خرج المئات من أتباع الصدر في مظاهرات فرح بعد الإعلان عن فوز قائمة “سائرون” في 10 محافظات عراقية

أربكت نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية الزعامات السياسية العراقية التي عاقب الشعب العراقي العديد منها كما أربكت إيران، الحليف الأكبر للعديد من القوى السياسية العراقية.
وقلب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي تحالف مع الحزب الشيوعي وتبنى الحراك المدني الديمقراطي، التوقعات باحتلال قائمته «سائرون» المركز الأول، طبقا لنتائج جزئية أعلنتها مفوضية الانتخابات الليلة قبل الماضية. وتجمع أنصار مقتدى الصدر الذين يتظاهرون أسبوعياً ضد الفساد منذ العام 2015، حاملين صور الصدر، ومطلقين الألعاب النارية في وسط بغداد للاحتفال بـ«النصر على الفاسدين» و«المرحلة الجديدة للشعب العراقي»، وهتفوا: «بغداد حرة حرة! إيران برا برا!».

وجاء تحالف «الفتح» الذي يضم فصائل في مليشيات «الحشد الشعبي»، مدعومة من إيران ، في المرتبة الثانية، في حين جاءت لائحة «النصر» بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي ، المدعوم من التحالف الدولي، في المرتبة الثالثة. أما ائتلاف «دولة القانون» بزعامة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، الذي يرتبط بعلاقة قوية مع إيران، فقد جاء في المرتبة الرابعة، حسب هذه النتائج الجزئية التي يمكن أن تتغير بعد حساب نتائج التصويت الخاص لقوى الأمن وأصوات المغتربين.
إلى ذلك، دعا العبادي كل الكتل السياسية إلى احترام نتائج الانتخابات ، وقال إنه مستعد للعمل مع الكتل الفائزة.
مضيفاً في خطاب تلفزيوني على الهواء، إنه مستعد للعمل والتعاون في تشكيل أقوى حكومة للعراق خالية من الفساد.

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، تبنت قائمتا، «سائرون» بقيادة مقتدى الصدر، و«الفتح» بقيادة هادي العامري المقرب من إيران، خطاباً معادياً لواشنطن في الماضي ، رغم قتالهما إلى جانب القوات الأميركية ضد تنظيم داعش. وحل تحالف «سائرون» الذي يجمع الصدر والحزب الشيوعي على أساس مكافحة الفساد ، في المرتبة الأولى في ست محافظات من أصل 18، وثانياً في أربع أخرى إثر الانتخابات التي جرت السبت.
أما تحالف «الفتح»، الذي يضم فصائل «الحشد الشعبي» التي لعبت دوراً حاسماً في دعم القوات الأمنية لدحر تنظيم داعش، فحلَّ أولاً في أربع محافظات، وثانياً في ثمان أخرى.
بالنسبة إلى العبادي، المدعوم من التحالف الدولي، فحل خلف «الفتح» و«سائرون» في جميع المحافظات ما عدا نينوى ، وكبرى مدنها الموصل التي أعلن العبادي «تحريرها» في يوليو/ تموزالماضي. وفي وقت سابق، توقع العديد من المسؤولين السياسيين إلى أن العبادي سيحتل المرتبة الأولى بنحو 60 مقعداً في البرلمان .
ومع ذلك، يمكن لتلك الأرقام أن تتغير، إذ إن تعداد الأصوات لا يشمل أصوات نحو 700 ألف عنصر من القوات الأمنية العراقية ، إضافة إلى أصوات نحو مليون مغترب عراقي.
والخسارة الأكبر في الانتخابات كانت من نصيب رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ، الذي يتزعم ائتلاف «دولة القانون»، ويحتفظ بعلاقات قوية مع إيران. وحسب النتائج الجزئية، فإن هذا الائتلاف جاء في المرتبة الرابعة.
ووجّه العبادي، أمس، كلمة إلى الشعب العراقي بثها تلفزيون «العراقية» شبه الرسمي ، دعا فيها «المواطنين والكتل السياسية إلى احترام نتائج الانتخابات والالتزام بالطرق القانونية السليمة المتعلقة بالمخالفات» ، معرباً عن «استعداده الكامل للعمل والتعاون في تشكيل حكومة عراقية خالية من الفساد والمحاصصة وغير خاضعة لأجندات خارجية” وفق قوله .

ويعتقد بعض المراقبين أن كلمة العبادي جاءت رداً على المتحدث باسم ائتلاف «دولة القانون» عباس الياسري، الذي حمَّل، في تصريحاتٍ، أمس، حكومة العبادي، مسؤولية «الفوضى» خلال الانتخابات ، معتبراً أن «ضعف الحكومة وضعف الأمن أديا إلى الفوضى التي حصلت في الانتخابات».

من جهة أخرى، دعا رئيس حكومة إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، أمس، الأطراف الفائزة في الانتخابات إلى البدء في محادثات تشكيل حكومة جديدة. وقالت رئاسة حكومة إقليم كوردستان، في بيان صدر أمس، إن رئيس حكومة إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني استقبل المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى التحالف الدولي ضد داعش ، بريت ماكغورك، ودوغلاس سيليمان سفير الولايات المتحدة في العراق ، ووفداً دبلوماسياً مرافقاً لهما.

وذكر البيان أن بارزاني دعا «الأطراف العراقية والكوردستانية الفائزة إلى البدء في محادثات تشكيل حكومة جديدة ذات مشاريع سياسية وإعمارية ورؤى لحاضر ومستقبل العراق ” .

وقد سجل أكثر من 24 مليون عراقي في سجلات الناخبين لانتخاب 229 نائبا حيث تنافس في هذه الانتخابات 320 حزباً سياسياً وائتلافاً وقائمةً انتخابية، عبر 7 آلاف و367 مرشحاً .

وهذه هي الانتخابات التشريعية الرابعة منذ الإطاحة بصدام حسين من سدة الحكم عام 2003، والأولى منذ إعلان هزيمة تنظيم داعش في العراق.

وتقول المفوضية العليا للانتخابات في العراق إن نسبة 20 في المئة فقط من المرشحين في هذه الانتخابات هم من الجدد.فيما سجلت الانتخابات نسبة مشاركة ضعيفة بلغت 44 بالمئة .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here