بعد امريكا.. حكومة برعاية الصدر تضرب مصالح روسيا بالعراق

نشرت صحيفة “إكسبرت” الروسية تقريرا، تحدثت فيه عن الانتخابات البرلمانية التي شهدها العراق، وإمكانية تأثيرها على الوضع القائم في الشرق الأوسط، لاسيما بعد تصدر تحالف يدعمه زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، قائمة الفائزين في الانتخابات البرلمانية.
وقالت الصحيفة، إنه سيتم إعلان النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية التي انعقدت نهاية الأسبوع الماضي، خلال الأيام القليلة القادمة. وقد أثارت النتائج الأولية لهذه الانتخابات ضجة كبيرة، حيث فاز تحالف “سائرون” الذي يترأسه، مقتدى الصدر بثلث المحافظات العراقية الثماني عشرة. نتيجة لذلك، خرج أنصار الصدر للاحتفال في الشوارع.
وأضافت أنه “نظرا لعدم اعتماد مبدأ الكوتا الطائفية والعرقية في تحديد تركيبة البرلمان العراقي، رجح الكثيرون أن يكون النصر من حليف ممثل الأغلبية الشيعية، حيدر العبادي، الذي يعد رجل الولايات المتحدة، والضامن للحد من النفوذ الإيراني في العراق”.
وذكرت الصحيفة أن “فوز العبادي في الانتخابات من شأنه أن يخدم مصالح روسيا، التي تجمعها علاقات وثيقة مع العراق خاصة في قطاع النفط والغاز. لكن الناخبين العراقيين أحبطوا مخططات القوى الخارجية، ولم يصوتوا للجهات التي تخدم مصلحة وتطلعات هذه القوى”.
ونقلا عن بعض المصادر، فإنه من المرتقب أن يحتل تحالف “النصر” الذي يقوده العبادي المرتبة الثالثة في الانتخابات البرلمانية، لتكون المرتبة الثانية من نصيب تحالف “الفتح”، برئاسة قائد فيلق بدر، أكبر قوة ضمن قوات الحشد الشعبي الشيعية، هادي العامري. ويضم هذا التحالف ممثلي الميليشيات الشيعية التي قاتلت ضد تنظيم داعش، وجماعات سنية مختلفة.
وبينت الصحيفة أن مقتدى الصدر، سليل عائلة شيعية دينية تحمل لقب “آية الله العظمى”، من أشد مؤيدي الثيوقراطية الإسلامية، بما في ذلك المعمول بها داخل إيران. ومن جهتها، تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أن الصدر عدو بالنسبة لها، كما أنه قائد “جيش المهدي”، المحظور من طرفها.
وقد دفعت هذه العداوة واشنطن لتنفيذ بعض التحركات ضده، بما في ذلك الحرب الوحشية التي شنتها وحلفاؤها ضد “جيش المهدي” سنة 2004. نتيجة لتعدد المواجهات بين الطرفين، أعلن الصدر تجميد نشاطات جيش المهدي، في حين لم تتمكن الولايات المتحدة من نزع سلاح أنصاره.
ووفقا لكبير الباحثين في معهد الدراسات الشرقية في الأكاديمية الروسية للعلوم، فلاديمير إيساييف، فقد نجحت الولايات المتحدة في العثور على لغة مشتركة مع السلطات الحالية، إلا أن الأمر مختلف مع حكومة الصدر. ففي الغالب، لن تتمكن الولايات المتحدة من التأثير عليها. إلى جانب ذلك، يرى إيساييف أنه في حال حصل مقتدى الصدر على فرصة حقيقية لتحديد سياسة البلاد، فسيتمكن حتما من تغييرها.
وأقرت الصحيفة بأن الشركات النفطية الروسية ستواجه العديد من المشاكل في حال فوز تحالف الصدر. وبالتالي، قد ينجر عن ذلك إحداث بعض التغييرات على مستوى علاقات روسيا مع سوريا والعراق.
وأشارت إلى دعم القوات المسلحة العراقية للجهات فضلا عن التحالف المناهض لتنظيم الدولة، الأمر الذي دفعها إلى تنفيذ العديد من الضربات ضد هذا التنظيم الذي تنتشر عناصره في الأراضي السورية.
على صعيد آخر، يتوقف تطور الوضع داخل الشرق الأوسط على وجهة نظر الصدر وتقييمه للأمور. في الواقع، حاول تحالف “سائرون” خلال حملته الانتخابية توظيف العديد من الأفكار الدينية، واستغلال الشعارات التي تدعو للوحدة الوطنية، لاسيما في ظل تخبط الدولة لسنوات طويلة في صراعات طائفية.
وتجدر الإشارة إلى أن أنصار تحالف “سائرون” ينتمون إلى شيعة العراق ومعارضين اضطهدوا في ظل نظام صدام حسين. وفي الوقت الراهن، يحاول هؤلاء العراقيون تكوين قوة لخلق حالة من الوفاق بين مكونات النسيج المجتمعي العراقي.
وفي الختام، نوهت الصحيفة إلى أنه في حال التزم تحالف “سائرون” بتنفيذ وعوده الانتخابية، على الأرجح لن يكون الصدر مصدرا لمزيد خلق التوتر في الشرق الأوسط، وممرا لتوسيع النفوذ الإيراني، بل العكس. في الغالب، سيكون الصدر الرجل الذي سيعلن السلام في العراق.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here