رسالة الى السيد المالكي

المعروف جيدا ان سبب مأساتنا وكل ما حل بنا من فساد وارهاب وسوء خدمات ومن صراعات طائفية وعنصرية وعشائرية ومناطقية ومن سرقة للمال العام هي حكومة المحاصصة الشراكة المشاركة وهذه حقيقة واضحة وملموسة لا يمكن لاحد سليم العقل ان يتجاهلها الا الصدامي الداعشي
لهذا كان الشعار الذي رفعته والبرنامج الذي طرحته هو حكومة الاغلبية السياسية وهذا يعني تقسيم القوى السياسية التي فازت بالانتخابات الى قسمين الاكثرية تحكم والأقلية تعارض
لا شك ان حكومة الأغلبية السياسية ستقسم العراقيين على اساس البرنامج الخطة الفكر لا على اساس الطائفة القومية العشيرة وفي هذا الحالة ستضم الحكومة كل الطوائف والأعراق والمناطق وكذلك المعارضة ستضم كل الطوائف والاعراق والمناطق
وبما ان حكومة الاغلبية السياسية لا تتم الا اذا كانت هناك سلطة تنفذ ومعارضة تراقب وتحاسب وبدون معارضة قوية ونزيهة لا يمكن خلق حكومة قوية ونزيهة فنجاح الحكومة يعود لصدق ونزاهة المعارضة استطيع القول ان العمل في صفوف المعرضة افضل من العمل في السلطة التنفيذية واكثر خدمة للشعب وهذا يعني من يريد ان يقضي على الفساد والفاسدين ويحقق رغبات الشعب عليه ان يكون في صف المعارضة ان يكون جزء من المعارضة
لهذا اقول للسيد المالكي عليك ان تنفذ الشعار الذي رفعته والبرنامج الذي طرحته وهو حكومة الاغلبية السياسية والامر يعود اليك وحدك فاذا عجزت عن قيادة حكومة الاغلبية السياسية لظروف معينة لا قدرة لديك على قهرها فلك القدرة الكافية التي تمكنك من قيادة المعارضة وهكذا حققت شعارك ونفذت برنامجك اما اذا صممت على قيادة الحكومة مع علمك انك لا تحصل عليه الا بعد وقت طويل مما يؤدي الى تأخير تشكيل الحكومة وهذا التأخير يؤدي الى الحاق اضرار بمصلحة الشعب كما يتطلب منك التوسل بهذا الطرف او ذاك وهذا يتطلب تقديم تنازلات كبيرة لهذا الطرف اوذاك وهذا يضر بمصلحة الشعب والوطن وفي صالح الفساد والفاسدين
الحقيقة ان التوسل بهذا الطرف او ذاك من اجل الانضمام اليه وتقديم التنازلات الكبيرة على حساب مصلحة الشعب لا شك انها باب للفساد وتفاقمه وتشكيل هكذا حكومة تكون ضعيفة لا تملك خطة ولا برنامج ومن الممكن ان تنهار في اي وقت لانها مبنية على المصالح الخاصة وليس على اساس مصلحة الشعب
لهذا على الحكومة الجديدة ان تشكل وفق خطة وبرنامج وضع مسبقا ومتفق عليه وعلى الجميع ان تتنافس على تنفيذ تلك الخطة وذلك البرنامج بصدق واخلاص يتنكرون تماما لمصالحهم الخاصة ومنافعهم الذانية ويتوجهون جميعا لمصلحة العراقيين ومنفعتهم ويتطلب منهم العمل في اليوم 48 ساعة وليس 24 ساعة فوضع العراق وضع صعب ومشاكله عديدة تحتاج الى جهد وتضحية ونكران ذات وصدق ونزاهة واخلاص في القول والعمل لا تشوبها اي شائبة
وعلى المعارضة ان تتحلى بهذه الصفات وهذه المزايا اي الصدق والنزاهة وهدفها مصلحة الشعب في مراقبة الحكومة وكل المسئولين مراقبة دقيقة وصارمة وتضع عقوبات رادعة بكل مسئول فاسد سارق مبدد للمال العام اخفها الاعدام ومصادرة امواله المنقولة وغير المنقولة كما يجب وضع آليات خاصة واضحة لاختيار المسئول وانه اختير ليخدم الشعب لا ليخدمه الشعب واذا لم يكن هكذا عليه الخروج والا سيكون عقابه عسيرا
وهذا لا يحدث الا بحكومة الاغلبية السياسية وحكومة الأغلبية السياسية لا معنى لها الا بوجود معارضة قوية
الحقيقة ان الانتخابات التي جرت في 12-5-2018تختلف تمام الاختلافات فهناك مقاطعة كبيرة للانتخابات وهذا دليل على ان الجماهير رافضة كل الرفض لحكومة المحاصصة لانها لم تحصد غير الفساد وسوء الخدمات والارهاب كما ان الذين ذهبوا الى صناديق الاقتراع ذهبوا كعراقيين على خلاف الذين ذهبوا الى صناديق الاقتراع في الانتخابات السابقة الذين ذهبوا يصوتون للطائفة للقومية للعشيرة
هذا من جهة ومن جهة اخرى وهي الاهم وهي الانشقاقات والاختلافات وحتى الصراعات التي حدثت بين الكتل الشيعية والسنية والكردية وادى ذلك الى تقارب بين طرف سني وطرف شيعي وطرف كردي وحدث تقارب ايضا بين الطرف السني المعادي للطرف السني ان يتقرب من الطرف الكردي المضاد للطرف الكردي ويتقرب من الطرف الشيعي المضاد للطرف الشيعي
وهذا دليل على ان شعبنا تجاوز مرحلة الطائفية والعنصرية وانه مهيأ لحكومة الاغلبية السياسية يعني الاغلبية تحكم والاقلية تعارض
يعني حكم القانون والمؤسسات القانونية يعني اقامة دولة تضمن للعراقيين المساوات في القانون والواجبات وحرية الرأي والعقيدة
مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here