طريق المجد للشباب (حلقة ثقافية) ـ لا تخف الحياة !

(*) د. رضا العطار

من اعظم ما يدل ان بعض شبابنا يخافون من الحياة ويؤثرون الوقوف على الشاطئ المن والسلامة، مهما يكن في وقوفهم هذا من ضعة وجبن. ان كثير منهم يسألون ويبحثون عما تملكه الفتاة التي يخطبونها للزواج.
بل هم احيانا يضعون هذه المسئلة في مقدمة ما يطلبون، كانها هي الغاية الفضلى من الزواج. وهذا يدل على خوف من الدنيا. وعلى انهم يبغون قضاء حياتهم على هذه الارض بلا اقتحامات وبلا صعوبات. وليست هذه هي الحياة الالمثلى للرجل الامثل. لان الحياة يجب ان تحتوي على النور والظلام والمتعة والمحنة، كي نعيشها حافلة بالاختبارات والتجارب وكي نسبر اعماقها كما نرتفع الى ققمها.

وبما ان مجتمعنا ليس وطيدا في بنائه الاقتصادي، بل انه كثير التزعزع، فإن الشاب الذي ينشد من الزواج امنا اقتصاديا قبل كل شيء انما يضحي بسعادته ومسراته العليا من اجل الوقاية من الخوف وهو في هذه التضحية خاسر بلا شك. انها متعة الحياة التي قد تبلغ نصف قرن او تزيد وهو تكوًن، ثم نمو، ونضج، بل هو خلق جديد يستتبع تبعات قاسية سلمية في تربية الابناء وتنشئتهم.

وهذا المال الذي يتطلبه الشاب من خطيبته ليس سوى الهباء الذي لا قيمة له بالمقارنة الى ما يرث هؤلاء الابناء من الذكاء والجمال والصحة، هذه الصفات الثلاث التي يجب ان تطلب اولا من الشاب او الفتاة اللذين يبغيان من الزواج، بل ليست هناك صفة اخرى تُطلب الى جنب هذه الصفات. لانها ازلية. تورث في الاعقاب.

ايها الشاب ! اذا فكرت في الزواج فانشد الفتاة الذكية الجميلة التي عاشت مع ابوين كريمين فاضلين، فحصلت بذلك على ميزتي الوراثة والوسط. وتهيأت بذلك للزواج والامومة. وحسب هذا.

* مقتبس من كتاب طريق المجد للشباب للكاتب الموسوعي سلامة موسى.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here