٥] أَشْيَاءٍ مَيَّزَت هَذِهِ الإِنتِخاباتِ!

لِقناتَي [العالَم] و [اليَوم] الفَضائيَّتَين؛
نـــــــــــزار حيدر
١/ تتعرَّض الديمقراطيَّة والعمليَّة الإِنتخابيَّة ومُخرجاتِها في العراق إِلى حملةِ تشويهٍ قاسيةٍ وواسعةٍ قلَّ نظيرَها، من خلالِ نشرِ الشَّائعاتِ والأَكاذيبِ وتهويلِ المشاكلِ والأَخطاءِ التي رافقتها! وكلُّ ذلك لما تشكِّل من خطرٍ على الكثيرِ من الأَطرافِ المحليَّةِ والإِقليميَّةِ والدوليَّةِ! خاصةً عندما تُنتجُ قِوىً يَنظرُ إِليها كثيرُون بعَينِ الشكِّ والرِّيبةِ!.
وما يُؤسفُ لَهُ هو أَنَّ بعضَ العراقيِّين تأَثَّروا بهذهِ الحملةِ الشَّعواء فعزفُوا عن المشاركةِ على الرَّغمِ من أَنَّ قرارهُم هذا لا يطعن بالمُطلق في شرعيَّة النَّتائج! فيما أَضاعَ عليهِم فرصةِ المساهمةِ في التَّغييرِ، اذ، وللهِ الحمد، كانت نسبة المُشاركة جيِّدة جداً بالقياسِ إِلى نِسب الكثير من العمليَّات الإِنتخابيَّة التي تشهدها أَعرق النُّظم الديمقراطيَّة!.
٢/ صحيح أَنَّ تدنّي نسبةِ المُشاركةِ قياساً بالمرَّات السَّابقة مؤَشِّرٌ سلبيٌّ إِلّا أَنَّهُ في نفسِ الوقتِ فِيهِ الكثيرِ من الفلئدةِ فهي بمثابةِ جرس الإِنذار للسياسيِّين والمسؤُولين ليُغيِّروا ويُبدِّلُوا ويُحسِّنُوا من أَدائِهم وإِنجازهِم نحو الأَحسن والأَفضل، وهو المطلوبُ من المشاركةِ والمُقاطعةِ على حدِّ سَواء.
٣/ هَذِهِ الإِنتخابات كانت الأأمن لحدِّ الآن على الإِطلاق! ولقد جرت في موعدِها الدُّستوري على الرَّغمِ من كلِّ المُحاولات المُستميتةِ التي بذلها القاصي والدَّاني لتأجيلِها!.
هذانِ أَمرانِ مُهمَّانِ يُحسبانِ لصالحِ حكومةِ الدُّكتور العِبادي.
٤/ يُمْكِنُ لنا أَن نذكرَ أَبرز مميِّزاتِها كالتَّالي؛
أ/ فوز [سائرُون] بزعامة السيِّد مُقتدى الصَّدر ولأَوَّل مرَّة منذُ التَّغيير عام ٢٠٠٣ ولحدِّ الآن، بالمرتبةِ الأُولى لتُغيِّرَ موازينَ القِوى ليصبحَ الصَّدر [صانِع الملُوك] في بغداد بدلاً عن السيِّد مسعُود البارزاني الذي ظلَّ مُتربِّعاً على عرشهِ ومُحتفظاً بهذا العُنوان طِوال المدَّة الزَّمنيَّةِ الماضيةِ.
ب/ هزيمةُ عددٍ كبيرٍ من السِّياسيِّين المُخضرَمين! وهوَ دليلٌ صارخٌ على أَنَّ النَّاخبَ تعلَّم كيفَ يُمسِكُ بعصا الديمقراطيَّة ليُعاقبَ بها السياسيِّين الذين يستحِقُّون الضَّربَ بيدٍ من حديدٍ، بغضِّ النَّظر عن إِحتمالِ عودةِ بعضهِم بطريقةٍ أَو أُخرى! ولكن تبقى هزيمتهُم من خلالِ صُندُوق الإِقتراع مُدوِّيةً!.
ج/ الهزيمةُ المُدوِّيةُ لتحالُفِ [دَولة القانُون] بزعامةِ السيِّد نوري المالكي والتي أَفقدت زعاماتهُ وقياداتهُ صوابهُم وتوازنهُم وعقولهُم والذي يظهر واضحاً وجليّاً في تصريحاتهِم المُبعثرَةِ وسعيهِم الحثيث للتَّشويش على الفائزين وعلى التَّحالُفات المُرتقبةِ لتشكيلِ الحُكومةِ الجديدةِ!.
يلزم الحذر من أَلاعيبهِم وأَكاذيبهِم وفبركاتهِم التي تملأ الآن وسائل التَّواصُل الإِجتماعي من خلالِ جيُوشٍ الكترونيَّةٍ واسعةٍ جدّاً منتشرةٌ في كلِّ مكانٍ!.
لقد ركلهُ النَّاخبُ إِلى نِهايةِ الدَّورِ! وأَعادهُ إِلى حجمهِ الطَّبيعي الذي انتفخَ كثيراً بوخزةِ إِبرَةٍ!.
د/ الاختراقُ الكبير والواسع الذي حقَّقهُ تحالف [النَّصر] بزعامة الدُّكتور حيدر العبادي لجدارِ الطائفيَّةِ بفوزهِ بالمرتبةِ الأُولى في محافظةِ نينوى!.
إِنَّها المرَّة الأُولى التي يتحقَّق فيها مِثْلَ هذا الإِختراق الذي نأملُ أَن يكونَ بدايةً لمسيرةٍ جديدةٍ للعمليَّةِ السياسيَّةِ تعتمدُ مِعيار الإِنتماء الوطني بدلاً عن الإِنتماءِ الدِّيني والمذهبي والإِثني والمناطقي!.
نأَملُ أَن يتجذَّر هذا الإِختراق في تحالُفات تشكيل الحكومةِ الجديدةِ كما وعدَ الصَّدرُ والعِبادي جمهورهُما كلَّا على انفِراد خلالَ الحملةِ الإِنتخابيَّةٍ.
هـ/ وفِي هَذِهِ الانتخابات كانت التعدديَّة أَكثرُ وضُوحاً من سابقاتِها، ما منحَ النَّاخب فُرَصاً أَكبر وأَوسع للإِختيار وبالتَّالي ساعدهُ ذَلِكَ على تحسينِ أَدائهِ الإِنتخابي بعضَ الشَّيء!.
١٦ مايس [أَيَّار] ٢٠١٨
لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏Telegram; https://t.me/NHIRAQ
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1(804) 837-3920

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here