وقفة صراحة : هذا مافعله مهاتير ضد الفساد أما العبادي فضل يجعجع

بقلم مهدي قاسم

عندما نكتب ضد فساد أحزاب الإسلام السياسي ” الشيعية و السنية ” ، يعتقد بعض من أتباعهم ــ ذوي عقول جوفاء و متحجرة ــ أن غايتنا من وراء ذلك هو إعلان حربنا ضد الإسلام و المؤمنين أو نحن نكره الإسلام ، و لهذا السبب بالضبط نكثر من انتقادنا للأحزاب الإسلامية الحاكمة ..

بينما الأمر ليس كذلك قطعا ..

إذ قد قلنا و كررنا مرارا ، إننا لا يهمنا ، لا من قريب ولا بعيد ، أيا كانت عقيدة الحاكم والمسؤول على شرط أن يكون وطنيا مستقلا عن وصايا أجندة خارجية و
نزيها ، مخلصا ، و أهلا ، مؤهلا لمسؤوليته الوظيفية : قيادة ، و مهنية ، مع تقديم إنجازات مثمرة وملموسة ، على صعيد تطوير و تقدم بلده وخدمة شعبه ليكون شعبا فخورا بنفسه و سعيدا و مرفها .

و بعد ذلك ليس مهما أن يكون هذا الحاكم أو ذاك إسلاميا مؤمنا بشدة ينشد الجنة بلوعة ، أو علمانيا بحدة لا تهمه غير أمور هذه الدنيا الفانية و عاشقها بلهفة .

خطرت على بالي هذه الأفكار والتأملات أثناء قراءتي خبرا يفيد أن رئيس الحكومة الماليزية القادم و السياسي المخضرم و واضع حجر التقدم و التحديث لماليزيا المزدهرة اليوم اقتصاديا كدولة حديثة ، و الإسلامي المؤمن عن حق و حقيقة مهاتير محمد ، بمجرد أن أصبح فوزه مؤكدا في الانتخابات ، بعدما علم بنية سلفه نجيب رزاق وهو يخطط للهروب من البلد فأمر( بعدما حامت شبهات الفساد الشبه المؤكدة حوله ) فأمر بمداهمة و تفتيش بيته، وقد عثرت الشرطة على صناديق كثيرة تحتوي على رزم و شدات من ملايين دولارات و يورو ، إضافة إلى عشرات كيلوات من ذهب وأحجار كريمة و ثمينة أخرى ، وهوالأمر الذي يعني أنه قد حصل عليها بطريقة غير مشروعة ، أي عن طريق الفساد والمحسوبية واستغلال النفوذ و السلطة ..

إذ قام مهاتير محمد بذاك الإجراء فورا ، بمجرد أن فاز بالانتخابات و أصبح بمثابة رئيس الحكومة أتوماتيكيا حتى قبل تشكيل الحكومة ليقطع الطريق على سلفه الناوي بالهروب قبل انكشاف أمره ..

فمهاتير محمد لم ينتظر ولم يتردد دقيقة واحد، و لا ساوم و لا جعجع بعشرات تصريحات تلفزيونية أنه سيحارب فساد و يعمل كذ و كذا ضد الفساد وأنه وأنه وأنه ….

لا لم يفعل شيئا من هذا القبيل ، مثلما حيدر العبادي أو غيره من فرسان المنطقة الخضراء مرارا بتصريحات دونكيشوتية مع إعطاء فرصة ومجالا ووقتا طويلا للفاسدين بهدف الهروب ، إنما فعل محمد مهاتير ذلك بصمت وبأسلوب مباغتة وذاك من خلال إجراء سريع وحاسم و بتصميم قاطع بدون جعجعة أم معمعة ..

بينما أن كلا الرجلين ــ أي محمد مهاتير و حيدر العبادي مسلمين ” مؤمنين ” مع فارق واحد أحدهما ” سني “: بينما الثاني ” شيعي فحسب .

فمن هنا أن عملية تكليف حيدر العبادي بتشكيل حكومة جديدة معناها الإبقاء على مظاهر الفساد إلى أجل طويل و أمد بعيد لكون العبادي ليس جديا في محاربة الفساد محاربة جدية و جذرية شاملتين ــ على طريقة مهاتير محمد مثلا ..

هامش ذات صلة :

الشرطة الماليزية تداهم منزل رئيس الوزراء السابق نجيب رزاق.

*( كوالالمبور: داهمت الشرطة الماليزية الخميس منزل رئيس الوزراء السابق نجيب رزاق، في سياق التحقيقات التي تجريها الحكومة الجديدة حول فضيحة اختلاس أموال عامة.

وتوجهت أكثر من عشر آليات للشرطة باكرا صباح الخميس إلى مجمع عائلة نجيب ودخل عدد كبير من المحققين المنزل، وفق ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس.

وقام الشرطيون بدهم المنزل وشقة أخرى لأكثر من ست ساعات في سياق التحقيقات في قضية تبييض أموال، بدون أن تجري أي اعتقالات، وفق محامي رئيس الوزراء السابق.

وأعلنت الحكومة الجديدة بقيادة رئيس الوزراء مهاتير محمد (92 عاما) المنبثقة عن الانتخابات التشريعية في 10 مايو، عزمها على استرجاع الأموال التي تم اختلاسها من الصندوق السيادي “1ام دي بي” (ماليزيا ديفلوبمنت برهاد)، وهو صندوق أسسه نجيب بعيد وصوله إلى السلطة في 2009 ويعاني حاليا من دين يبلغ نحو عشرة مليارات يورو.

ويشتبه بأن رئيس الوزراء السابق اختلس حوالى 640 مليون يورو، غير أنه لطالما نفى القيام بأي عمل مخالف للقانون. وقال هاربال سينغ غريوال محامي نجيب لوكالة فرانس برس إن “الشرطة ضبطت حقائب يد وملابس”، مشيرا إلى أن موكله تعاون مع المحققين.

وأضاف “لا ندري حتى الآن إن كانت الشرطة ستقوم باعتقالات”.

ويشار في هذا السياق إلى أن روسمة منصور زوجة نجيب لطالما أثارت الغضب الشعبي في ماليزيا جراء شغفها برحلات التسوق الفاخرة وامتلاكها لمجموعة واسعة من حقائب اليد الباهظة الثمن، وفق تقارير.

وكان نجيب يترأس ائتلافا يحكم البلاد منذ استقلال المستعمرة البريطانية السابقة في 1957 غير أنه مني بهزيمة في الانتخابات الأخيرة، نسبت بصورة أساسية إلى الاستياء الشعبي حيال فضيحة الفساد.

وبعد تنصيب مهاتير، منعت السلطات الماليزية نجيب من السفر فيما كان يستعد لمغادرة البلاد.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here