بين الغرابة والطرفة.. عشرة أحداث سجلتها الانتخابات التشريعية العراقية

لم تخلُ الانتخابات النيابية الرابعة في العراق، منذ تغيير نظامه، من أحداث غريبة وأخرى طريفة سجلها المراقبون، وتداولها الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، رغم جدية الحدث، لتضيف لوناً على العملية الديمقراطية التي وصفت بأنها “الأخطر” بالنظر الى الظروف المرحلية التي تعيشها البلاد، والمنطقة.

وأجريت الانتخابات وسط إجراءات أمنية مشددة، احترازاً من عمليات إرهابية حذرت منها السفارة الامريكية في البلاد قبل يوم الانتخابات، كنها سرعان ما انتهت في ظهيرة يوم الاقتراع، ليرفع الحظر عن المحافظات التي فرضته، لتأمين الإجراءات.

وشهدت فترة الحملات الدعائية منافسة شرسة، وعمليات تشهير وتسقيط راح ضحيتها مرشحين، وتعرض أخرون لعمليات إرهابية طالت بعضها منازلهم، وفي بعض منها سمعتهم.

المجلس الإسلامي الأعلى في العراق، الذي فقد عماده عمار الحكيم، بعد أن قرر تشكيل تيار خاص به، يتسند الى الطبقة الشابة من المجتمع، بشيء من التحديث في الحركات والتيارات الإسلامية، بمسمى “تيار الحكمة”، كان من بين الخاسرين الأبرز في الانتخابات، لدرجة أن رئيسه، همام حمودي، لم يتمكن خلالها من الحفاظ على مقعده في البرلمان.

وحصل المجلس الأعلى على مقعدين في الانتخابات، كلاهما لنساء المجلس، بعد أن مثله 5 نواب في دورته الثالثة، دون احتساب انشقاق نواب “كتلة المواطن” الـ 24، الذين التحقوا بتيار الحكمة.

والنائبتان الفائزتان في الانتخابات عن المجلس الأعلى، الذي دخل ضمن تحالف “الفتح” بزعامة هادي العامري، هما منى الغرابي عن ذي قار، وسناء الموسوي عن محافظة النجف.

“الغرابة” التي بدت جلية على نتائج الانتخابات، استمرت للحد الذي تمكنت فيه مرشحة استُبعدت قبل الانتخابات بأيام، من الحصول على أصوات عدد من الناخبين.

وحصدت المرشحة عن تحالف “النصر”، انتظار الشمري، التي استبعدت بعد “فضيحة” مدوية نفتها أكثر من مرة، دون أن يسمح ذلك لها بالبقاء ضمن قائمة رئيس مجلس الوزراء، على 200 صوت انتخابي.

وبدوره، تمكن “الحزب المدني” من الحصول على مقعد في البرلمان، بعد شهور من تشكيله برئاسة حمد الموسوي، رجل الأعمال العراقي، وصاحب مصرف الهدى الذي حامت حوله مؤخراً شبهات فساد، وتهم بتحويل مليارات الدولارات من خزينة العراق الى حاسبه، قبل أن ينفي الموسوي ذلك، ويقول بأن “لا صحة له على الاطلاق”.

ودعاية حمد الموسوي الانتخابية سجلت انتشاراً هو الأبرز بين نظرائه المرشحين، لدرجة أن صوره لا تزال تنتشر على اللوحات الاعلانية، بأحجامها الكبيرة، وألوانها المائلة للبنفسجي، في بغداد، بعد مضي نحو 9 أيام من انتهاء الانتخابات.

حملة الموسوي التي قيل بأن مليارات الدنانير صرفت عليها، جاءت بالضبط، بما جاءت به حملة المرشح عن التحالف المدني الديمقراطي الدكتور محمد علي زيني، الذي فاز بالمقعد بعد فشله في الوصول اليه بانتخابات 2014.

الدكتور زيني، الذي من المتوقع أن يترأس الجلسة الأولى للبرلمان، بحكم كونه أكبر النواب سناً، اعتمد بحملته الانتخابية على مجهوده الشخصي، ودعم مناصريه في فيسبوك، حيث جاب الشوارع وهو يحمل سيرته الذاتية على منشورات بسيطة، يعرف الناس بنفسه، ويضع خبراته أمامهم.

ولم يعلق زيني صورة واحدة على عامود، كما لم يصرف أكثر مما سمح به وضعه المادي، لكنه فاز بالمقعد الوحيد للتحالف المدني الديمقراطي، عن بغداد.

ولم تتوقف طرافة العملية عند ذلك فحسب، ففي الانتخابات النيابية، خسرت هيأة رئاسة مجلس النواب مقاعدها بالكامل، ليخرج سليم الجبوري الرئيس، ونائبيه همام حمودي، وآرام الشيخ محمد، من المشهد خلاة الوفاض، بانتظار طعن الرئيس بنتيجته، إذ يقول إنه “حصد 24 ألف صوت بالانتخابات”، لكن هناك خطأ ما قد حصل “وينبغي التحقيق به”.

وبعد 3 دورات انتخابية كان الصوت الأعلى فيها للرجال، حيث تسيدوا القوائم الأكثر حصولاً على الأصوات في الانتخابات السابقة، بمرتين لنائب رئيس الجمهورية نوري المالكي عن ائتلاف دولة القانون، ومرة لزعيم ائتلاف الوطنية أياد علاوي، سجلت المرأة اسمها في انتخابات 2018، اذ ترأست عضو مجلس النواب ماجدة التميمي قائمة (سائرون)، التي حصلت على 54 مقعداً نيابياً. كأكبر القوائم الانتخابية.

وعن القائمة ذاتها، حقق الحزب الشيوعي مقعداً عن محافظة ذي قار ذات الطابع السياسي- الإسلامي، جنوب البلاد، ومن خلال المرأة أيضاً، وهي المرشحة هيفاء الأمين التي حصدت أكثر من 13 ألف صوت، كثالث أعلى الأصوات بالمحافظة.

وسجلت الانتخابات، فوز القيادية الكردية (الكردستانية) آلا طالباني، عن بغداد، بعد رهانها على جماهير العاصمة وهي تنشق عن الاتحاد الوطني الكردستاني، حزب عائلتها، والذي وصلت الى البرلمان في دورته الثالثة، التي سينتهي عمرها مطلع تموز المقبل، من خلاله.

وفي الانتخابات أيضاً، دخلت قائمة النصر “العربية”، العملية للمنافسة على أصوات الناخبين في كردستان، كأول قائمة عربية تنافس في الإقليم، لتكتفي بتسجيل سابقة من نوعها، وتعود هناك بخفي حنين.

وعلى مستوى آخر، أخفق المرشحان عن محافظة صلاح الدين، مشعان الجبوري، ونجله يزن مشعان، في الوصول الى البرلمان، مسجلين بذلك “خسارة عائلية”، جماعية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here