– مفهوم العلمانية والليبرالية العجيبة والغريبة لدى البعض من العراقيين

بقلم اراس جباري
على صفحات الفيسبوك و على صفحات;كروبات تدعي الليبرالية او صفحات لحزب ليبرالي اصبحنا نتوجس الدخول في مداخلات ومساجلات مع من نعرفهم من الاصدقاء ذوي مستويات سياسية وثقافية مقبولة من حملة الفكر المعاصر واكثرهم من الاعمار المتقدمة ومن الزمن العراقي الماضي وممن عايشوا نضالات القوى التقدمية العراقية او ممن ساهموا في الصراع مع الانظمة الدكتاتورية واحيانا تجادل اشخاصا حديثي السن ومن خلال المداخلة تكتشف انهم ينتمون الى عوائل كان فيها مناضلين يحملون مبادئ وعقائد ليبرالية وعلمانية ..وقد كان اخوتهم او آبائهم ينتمون الى المعارضة العراقية .التي كانت ممتدة من كردستان العراق الى جنوبه وقبل ان تغزوا القيم والمبادئ الطائفية المستوردة او السلفية الوهابية المتطرفة التي احتلت الفراغ الناجم من خلوا الساحة السياسية من قوى وطنية تقدمية تم انهاء وجودهم من قبل الدكتاتورية الصدامية فقتل من قتل وهجر من هجر ولم يبقى في الساحة سوى الاحزاب الاسلامية المنقسمة الى طوائف مزقت البلد .

وقد قلنا في بداية حديثنا نتوجس من الدخول في سجال فكري او سياسي مع احد هؤلاء الافاضل الذين ذكرتهم ..لانه كثيرا ما ينبري اخرون في الدخول للحوارويتكلمون باسلوب سمج بعيد عن اسلوب الحوار المتمدن واستعمال مفردات كلامية بعيدة عن الذوق العام …واذا كان الموضوع المناقش عليه يناقض ارائه الفكرية او الطائفية فيبداالهجوم بكلام سوقي متدني وصولا الى السب والشتم للعقائد ومهاجمة الاديان .ولم تبقى من عنوان الصفحة التي اسمها الليبرالية الا اسمها .فقط ..في حين ان مفهوم الليبرالية Lebralisim تعني حرية التعبير عن الفكر والمعتقد و مفهوم العلمانية يعني الدفاع عن كل العقائد والاديان والحفاظ عليها بعكس اعتقاد جهلة الملحدين بان العلمانية كفر والحاد نحن هنا في الغرب تناقش الملحد عن مسائل دينية يستمع اليك ويهز رأسه باحترام ويقول لك هذا رايك وانا احترمه دون ان يهاجم معتقدك الديني اوالسياسي

والقوانين هنا يعاقب المتجاوزين على العقائد والاديان حتى اذا كان الانتقاد او مهاجمة من يعبد السلحفاة او المعزى او السحليةوالملاحظ احيانا ان ادمن الصفحة او صاحب الصفحة المفترض ان يكون مراقبا لحوارات اعضاء صفحته الليبراليةولكن هو نفسه يبدأ بالهجوم على الاديان والرموز الدينية دون احترام معتنقيها معتقدا ان الهجوم على الاديان صفة تقدمية وبذلك يكون هو المحرض لهذه اظاهرة التي نعتبرها قمة التخلف في حين يجب على ادمن الصفحة التي تتسمى ليبرالية وضع ضوابط ومبادئ للحوارات السياسية وتجنب مهاجمة عقائد الاخرين لكي تنسجم الحوارات مع مبادئ عنوان الصفحة
ان هذه الظواهر السلبية التي نقراها على صفحات تسمي نفسها ليبرالية تعطينا مؤشرا وتدلنا على حقائق مهمة عن المشهد السياسي العراقي وفشل النظام وقادته السياسيين
اما المبادئ الدستورية التي استفتى عليها الشعب فهي ديمقراطية تعددية فيدرالية وهي عناوين لانظمة عصرية شعوبها واعية تنسجم قيمهم مع مبادئ هذه العناوين وليس لشعب قطاعات واسعة منه تعاني التخلف والجهل وتنخر السموم الطائفية جسده وقادة ليس لهم برامج اصلاح فكري بما ينسجم مع مبادئ دستور دولتهم الديمقراطية المعلنة .بل.فيها كيانات سياسية وقادة تكرس الطائفية وتحرض جماهيرها لضمان حصولها على تأييد بقائها في السلطة اقول هذا وفي نفس الوقت انحني اجلالا لحملة الفكر التقدمي المعاصر من العراقيين وهم كثرة ولكن البطش والقوة واستعمال الاساليب القمعية التي تستخدمها السلطة ضدهم تحول دون مشاركتهم في اي نشاط فكري اصلاحي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here