الجالية العراقية في ديترويت تواري الثرى فقيدها المرحوم أحمد أياد العبيدي

بقلوب مؤمنة بقضاء الله تعالى وقدره ، تلقى أبناء الجالية العراقية نبأ وفاة إبنها المرحوم أحمد أياد العبيدي الذي وفاه الاجل إثر وعكة صحية نتج عنها فشل كلوي ، والمرحوم العبيدي أحد أهالي مدينة الناصرية الكرام الذين غادروا العراق في أعقاب حرب تحرير الكويت والتي أعقبها إندلاع إنتفاضة الشعب العراقي ضد النظام البائد ، وكانت الناصرية إحدى المدن المنتفضة آنذاك ، وبعد أحداث الانتفاضة وصل الى مخيم رفحاء الى جانب عدد كبير من المنتفضين من مختلف محافظات العراق وقد أمضى فترة من الزمن في المخيم المذكور حتى وصل الى محطته الاخيرة ديترويت – امريكا التي عاش فيها فترة زمنية من حياته تزوج خلالها من إمرأة مغربية أنجبت له فتاة وولدين ، والمعروف عن المرحوم إيمانه بقضية بلده العراق التي ناضل من أجلها منذ إعلن موقفه الرافض لسياسة النظام البائد وقد عبر عن ذلك الى جانب أخوته من المنتفضين من ابناء العراق ويتمتع بسيرة حسنة من قبل أبناء جاليته العراقية والعربية ، لما يحمله من صفات تتمثل في دماثة خلقه ، وتفاعله من أبناء جاليته الذين عاصروه في فترة مخيم رفحاء حتى وصولهم الى الولايات المتحدة الامريكية ، الى جانب كونه من الشخصيات المثقفة والواعية التي تمل رؤية وطنية تجاه بلده العراق الذي كان يحلم في أن يراه مزدهرا ً ويتمتع أبناؤه بدولة المواطنة التي يتمتع فيها الجميع بنفس والواجبات ، فضلا ً عن طموحه الوطني في رؤية عراق القانون والمؤسسات الذي يجعل من مؤسسة الدولة قادرة وقوية ومحترمة وتخضع لمعايير الشفافية ، وشأنه شأن معظم أبناء الشعب العراقي كان المروم العبيدي يتابع ما يجري في العراق والامل يحدوه في أن يتماثل العراق الى الشفاء ليبدأ مسيرة التنمية والاعمار والتخلص من الطائفية ، وعلى الرغم من الحالة الصحية والاقتصادية الصعبة التي ان يعيشها الا انه ظل يحمل وطنه في وجدانه ، وبوصفه أحد أبناء الانتفاضة الشعبانية المباركة فقد ظل الحلم يراوده في أن تتحقق أهداف الانتفاضة ، علما ً انه لم ينل حتى الان حقوقه القانونية التي يفترض أن يحصل عليها بوصفه أحد ثوار الانتفاضة لذا فقد عاش بسيط الحال وتوفي بسيط الحال ، وحين وافته المنية هرع للوقوف الى جانبه معظم أبناء الانتفاضة الشعبانية الذين هم رفاق الامس واليوم بالنسبة مؤدين واجبهم بحب وإعتزاز حيث قاموا بتشييعه في مركز الجمهور الحسيني وصولا ً الى المقبرة التي وري فيها الثرى وسط غصات من الحزن ودعوات للباري عز وجل في أن يتغمده برحمته الواسعة وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان ، وليس غريبا ً على ابناء الجالية العراقية في ديترويت الذين هم في الغالب من أبناء إنتفاضة 1991 هذه المواقف فقد تعاملت هذه الجالية بحب وسخاء مع أبنائنا المغتربين العراقيين من الذين وافاهم الاجل في الغربة ولم تتمكن عائلاتهم من تحمل نفقات الدفن الباهظة هنا وقامت بواجب الدفن والعزاء والفاتحة للكثير منهم إيمانا ً منها بالقول النبوي الشريف (إكرام الميت دفنه ) .

قاسم ماضي – ديترويت

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here