على ايران ان لا تتدخل في الشأن العراقي وكفاها تدمير …

بقلم: الدكتور سامي آل سيد عگلة الموسوي

من الواضح جداً ان هناك طرفين فيما بعد الانتخابات العراقية كلاهما يسعى للسلطة … ولكي يكون الامر واضحاً فان الطرف الاول هو الذي يدين بالولاء لإيران ولقائد الثورة الايرانية ابتداءً بخميني وانتهاءً بخامنئي وازلامه. هذا الطرف هو حزب الدعوة والأحزاب المنضوية في قائمة الفتح مثل بدر وغيرها. اما الطرف الاخر فهو باقي الأحزاب وقائمة سائرون التي تضم اتباع الصدر. اما ما تبقي من أحزاب فهي تحاول ان تحصل على تنازلات سلطوية وقد يهمها بشكل نسبي هذا الطرف او ذاك.

اما بالنسبة لحزب الدعوة فقد كان الدكتاتور صدام حسين ينعته بالحزب العميل لإيران وقد اثبت هذا الحزب تلك المقولة بوجوده على مدى السنوات العجاف لحكم رئيسه نوري المالكي وتسببه بسقوط الموصل وبسونامي كاسح من الفساد المالي والإداري بحيث أعاد العراق مئات السنين الى الوراء وفشل في كافة المجالات ما عدا مجالين اثنين هما ثراء رموزه والمعتاشين عليه وعمالته لإيران. لقد دمر هذا الحزب العراق تدميراً ومزق نسيجه الوطني والاجتماعي .. طبعاً ليس وحده ولكن بالمحاصصة الطائفية المقيتة التي عشعشت في جسده وجسد كافة الأحزاب التي تحالفت في الحكومات السابقة معه. لقد كان هم وديدن أصحاب هذا الحزب ومن معه من أحزاب اخرى هو التكلم باسم المذهب الشيعي او السني او الكردي ولم نرى واحدا تكلم باسم الوطن والوطنية واحدث تغيراً في الزراعة او الصناعة او الصحة او الخدمات الأخرى. لقد غابت الوطنية وظهر بدلاً عنها الطائفة والقبيلة والمذهب وكان دفاع عضو البرلمان وتحمسه ليس لوطنه بل لمذهبه السني او الشيعي او الكردي .. فصار هؤلاء البرلمانيين مجرد دمى يحركها المذهب او القومية الى اعلى الى ادنى الى قدام …. كأنهم لعب أطفال ما ملكت زمام امورها يوماً من الايام …. لعب اذا قال انهضي نهضت ونامت ان أراد فصاح نامي …. وبالنسبة للدعوة والذين ولائهم لإيران وليس للعراق من غير الدعوة هؤلاء قد ضجر منهم الشعب واصابه الملل لذلك لم يخرج للانتخابات الا اقل من ٤٠٪ منه وحتى هؤلاء قالوا كلمتهم بانهم ليس مع الأحزاب التي تمتهن الدين لخداع الناس. الدين ليس فيه أحزاب وهو لله وللجميع ومن ادخل الدين وعباءته من اجل السلطة والولاء للدول الأخرى اساء اولاً وآخراً للدين. الدين هو الذي يوجد عند انسان بسيط يعبد الله على فطرته او ربما عند من لا يعرف الله من خلال دين ولكن عمله يوصله لله وليس عند من جلس على كرسي السلطة يتفلسف ويتسلط على رقاب الناس باسم الدين ..

ان المتمعن بالتصريحات الصادرة من ايران حول العراق يرى انهم يصدرون تصريحاتهم بتعالٍ وكأن العراق اصبح تحت سيطرتهم انهم يتدخلون بشكل سافر وعنجهية بتحديد الأحزاب والأشخاص والكتل التي يجب ان تحكم وانهم يؤكدون بان بغداد هي استراتيجي ظهير لهم وغير ذلك مما يقرف منه الانسان ولا يقبله … ايران اخذت من العراق اكثر من نصف شط العرب وصبت على انهره ومياهه نفايات مصانعها وكان لها دور في تدمير العراق منذ قدوم خميني للسلطة ولحد الان. هي التي قتلت ملايين العراقيين في حرب مدمرة استمرت ثمان سنوات بسبب تعنت خميني ثم ولدت تلك الحرب حربي الخليج الاولى والثانية والحصار البربري الأمريكي … ولعل خميني كان سببا غير مباشر او ربما مباشر بمقتل محمد باقر الصدر عندما كان يبعث له برسائل عبر المذياع مما تسبب بإحراجه وحبسه ثم قتله من قبل الدكتاتور الظالم صدام .. أي انه وقع ضحية ما بين (حانه ومانه).. ولعل الايام تكشف بان ايران لها دور في ادخال داعش لأنها كانت تقاتلهم في سوريا فدفعتهم للعراق لغايات وليس لغاية واحدة في نفس يعقوب تحقق الكثير لها منها …

على ايران ان لا تدفع بأزلامها من أمثال سليماني ومن لف لفه للتدخل بشؤون العراق وترك شيعة العراق لنفسها ولمرجعيتها في النجف الاشرف المتمثلة بالسيد علي السيستاني ونحن لا نريد ان نرى صورة خميني الذي قتل حرسه وجيشه شباب العراق ومنهم الشيعة في حرب خميني – صدام لمدة ثمان سنوات اصر عليها خميني.

وعلى هذه الأسس فانه من الخطأ تبرأة حيدر العبادي من أساس الفشل الذي حصده حزب الدعوة جراء افعاله لان العبادي من هذا الحزب واليه. وعليه فان أي شخص يسعى لمنصب رئيس مجلس الوزراء العراقي عليه ان ينظر بعين الاحترام لأصوات الناخبين وليس لكرسي السلطة …. أصوات الناخبين وغير الناخبين رفضت تلك الأحزاب ومنها حزب الدعوة وفشلها ورفضت الولاء للدول الأجنبية وهذا ما يجب ان ينظر اليه الذي يريد خدمة الوطن وأهله وليس ان يشيح بوجهه عنه ولا ينظر الا الى سلطة زائلة بين أحضان حزب فاشل ولائه خارجي .. واذا ما حصل هذا فان الشعب سيقول كلمته …

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here