“الازمات الدولية” تدعو الرياض لعدم جعل العراق “ساحة قتال” ضد طهران

دعت “مجموعة الازمات الدولية” في تقرير الثلاثاء السعودية لعدم تحويل العراق الى “ساحة قتال جديدة في حربها الباردة” ضد طهران.
والعراق الواقع بين القوتين المتنازعتين في الشرق الاوسط، السعودية السنية وإيران الشيعية، قد يشهد تحولا سياسيا بعد الانتخابات التشريعية التي جرت الاسبوع الماضي وتصدّرها تحالف مدعوم من رجل الدين الشيعي الشعبوي مقتدى الصدر.
ومواقف القيادي الشيعي متحفظة جدا حيال نفوذ طهران في بلاده، وقد زار ايضا الرياض العام الماضي.
وحلّ في الانتخابات في المركز الثاني تحالف فصائل الحشد الشعبي التي يقودها هادي العامري رئيس منظمة بدر المدعوم من إيران. ولعبت هذه الفصائل دورا حاسما في إسناد القوات الأمنية العراقية خلال معاركها ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وأثارت نتائج الانتخابات مخاوف من اندلاع توترات جديدة بالوكالة بين طهران والرياض اللتين تتواجهان بشكل غير مباشر حاليا في النزاعات الدائرة في اليمن وسوريا.
وحذّرت مجموعة الأزمات الدولية من انه “باستخدامها نفوذها في العراق، يجب على الرياض مقاومة اغراء تحويل البلاد الى ساحة قتال جديدة في حربها الباردة مع طهران”.
وتحسنت العلاقات بشكل ملحوظ بين السعودية والعراق منذ العام الماضي بعد اعوام من الجفاء، اثر سلسلة زيارات بين مسؤولي البلدين واعادة فتح الحدود للمرة الاولى منذ 27 عاما واستئناف الرحلات التجارية.
وتعهّد العاهل السعودي الملك سلمان في آذار/مارس الماضي للعراق بتمويل بناء ملعب جديد يتسع لـ100 ألف شخص.
وأكدت الازمات الدولية في تقريرها ان اهتمام السعودية الجديد “ينبع من الرغبة من مواجهة النفوذ الايراني”، مشيرة الى ان العراقيين، وحتى من بينهم اولئك الذين ينتقدون النفوذ الايراني، “يريدون منع بلادهم من ان تتحول الى مسرح آخر للنزاع السعودي-الايراني”.
واضافت مجموعة الابحاث ومقرها في بروكسل ان “القدرة المالية للمملكة تمنحها القوة، ولكن ليس بما فيه الكفاية لفرض آرائها”.
ورحبت مجموعة الأزمات الدولية بعودة الاهتمام السعودي الى العراق بعد غياب دبلوماسي عنه استمر ربع قرن، الا انها حذرت من انه “في حال حاولت الرياض القيام بالكثير في وقت مبكر، فإنها ستجد نفسها غارقة في البيروقراطية والفساد- او حتى استجلاب رد فعل ايراني”.
ونصح التقرير السعوديين بمواصلة تعزيز الدولة العراقية، وهو هدف يسعى الى الكثير من العراقيين، والتركيز على اعادة الاعمار وإحداث الوظائف والتجارة اضافة الى تحقيق المصالحة بين الطوائف العراقية المختلفة، “مع التركيز على تحقيق توازن في الاستثمارات في سائر انحاء البلاد”.
ودعا التقرير الرياض ايضا الى ضرورة النظر في اجراءات “للاعتراف علنا بالمذهب الشيعي كإحدى المدارس الإسلامية” و”اسكات الخطاب المعادي للشيعة الذي يعتمده رجال دين يقيمون في السعودية”.
بالمقابل دعا التقرير ايران الى “تشجيع جهود العراق الرامية لتنويع تحالفاته الإقليمية”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here