العاصفة

الهدوء الذي يسبق العاصفة الأمريكية القادمة للمنطقة والتي ستحرق الأخضر واليابس حسب كل المؤشرات والتصريحات الأخيرة ، لان أمريكا وصلت إلى نهاية الطريق وفشلها في سوريا جعلها إمام خياران إما تبقى في الزعامة وتثبت للعالم أنها مازالت قوية وقادرة وستدمر إي قوة تقف في طريقها من اجل مخططاتها أو تعلن خسارتها للحرب مع روسيا وحلفاءها وهو الأمر المستحيل حدوثه .
العقوبات الأمريكية الأخيرة تعطي دلائل واضحة إن الحرب مع إيران قادمة لا محالة ، والانسحاب من الاتفاق النووي والمطالبة بإعادة النظر فيه مجرد لعبة أمريكية لكسب الوقت أو لديهم حسابات أخرى للاستعداد والتهيئة للقادم الأيام الصعبة ، لان قرار الحرب اتخذ لا رجعة عنها ،وان ساسة أمريكا اليوم لا يجدون غيره الخيار الأمثل للتنفيذ سياستهم في المنطقة ، بعد فشل كل الأساليب السابقة والتي معروفة من الجميع .
لو مررنا سريعا على الشروط الاثنى عشر والمفروض على إيران القبول بيه لا يمكن القبول بيه تحت ظرف وهي تمس السيادة الإيرانية والتدخل في شؤونها الداخلية بشكل واضح وصريح ، وخصوصا بما يتعلق بالملف النووي بالذات ، وقدراتها العسكرية الأخرى صواريخها البالستية ومنظومتها الدفاعية ، وهو أمر لا يقبل الشك في نوايا أمريكا الشيطانية .
أمريكا تحاول رمي الكرة في الملعب الإيرانية في الوقت الحالي لأسباب عدة ، لعل في مقدمتها كسب الرأي العالمي لصالحها من خلال إعطاء صورة للكل أنها لا تسعى إلى الحرب بل إلى السلام وليسوا دعاة حرب بل تطالب إيران بالتخلي عن نهجها وسياسيتها في المنطقة وأسلحته الفتاكة، وتكون الأمور مستقرة للجميع وبذلك ستكون إيران تحت الضغط من قبل الأسرة الدولية ، وبطبيعة الحال لن تقبل إيران التنازل والتفاوض على إعادة النظر في الاتفاق النووي وعدم الاستمرار في تطوير قدراتها العسكري لأنهم يدركون جيدا إن مأرب أمريكا لهم إبعاد عن هذه المسائل بل هي حجة من اجل تدميرها وضربها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ومن يقف ورائها إسرائيل والسعودية .
الموقف الروسي يمثل العالق والتحدي الأكبر بعد التحشيدات والتحركات الأمريكية ، والذي سيغير مجريات الإحداث بمعنى أدق لو وصلت الأمور للمواجهة المباشرة كيف ستكون ردة الفعل الروسي طرفا في النزاع أو أنها لن تسمح بتصعيد الأمور إلى هذا الحد أو تقتصر المسالة على تقديم الدعم بأسلحة متقدمة كما في سوريا ، ولان القضية الإيرانية تختلف جذريا عن الأزمة السورية ، إيران حليف ستراتيجي للروس في المنطقة فمن الصعب تركها وحيدة بالساحة إمام حلف دولي تسعى أمريكا إلى تشكيله ، وهو ما يصعب الأمور على الأمريكان .
العاصفة السوداء القادمة على إيران ستكون مختلفة عن السابق بكافة النواحي ، من تهديدات وضغط دولي وعقوبات اكبر عليها اقتصاديا وسياسيا، حتى على الشركات الأجنبية العاملة لديها، والضغط على دول الاتحاد الأوربي من اجل ضمان تخليها عن دعم إيران حسب التصريحات الأمريكية والخيار العسكري سيكون احدهن ، ولعل الضربة الجوية والصاروخية في مقدمته ،لكن ما يخشى منه على الجمهورية الإسلامية الفتن والاضطرابات الداخلية لزعزعة أمنها واستقرارها.
إيران لم تقف مكتوفة الايدى ليكون ردها عنيف ، ولديها إمكانيات وأدوات ستضرب بيه في عدة دول للمصالح الأمريكية وللحلفاء ها ، وبلدنا العراق سيكون له النصيب الأكبر من هذا النزاع المحتدمة ، وحرب لم نشهد لها مثيل لأنها حرب أكون أو لا أكون بالنسبة لأمريكا .

ماهر ضياء محيي الدين

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here