الكتابة الإرتزاقية عندما يصمت على جريمة بيع معارضين لمخابرات صدام في قارورة خمر وسكي

نعيم الهاشمي الخفاجي
للاسف نحن في زمن انعدمت به القيم والأخلاق والمبادىء، أصبح الدولار والريال والليرة والدينار والباون هو المقياس في كتابة الكثير من الكتاب وبالذات العرب ممن يدعون التدين او ممن افنوا حياتهم في الكتابة والتنظير للافكار اليسارية والتقدمية وتحرير المرأة، من المؤسف تجد كتاب يساريين يكتبون في صحافة الخليج بطرق ارتزاقية قل نظيرها بالتاريخ لتلميع وجه اقبح واقذر انظمة رجعية متخلفة لازالت تعتبر المواطن عبد خادم مطيع ليس من حقه المطالبة في ابسط حقوقه، مرت علينا نحن من عارض صدام والبعث ظروف قل نظيرها بالتاريخ القديم والحديث، تورطت دول عربية كثيرة في تسليم الاف العراقيين المعارضين والغير معارضين الى نظام صدام انتهت في اعدام المئات، اتذكر في مدينتي قضاء الحي مدينة العلم والعلماء والمثقفين والشعراء والفنانين وفي عام 1988 اصبح الصباح والا في مخابرات صدام احضروا شاب الى بيت عائلته في احدى قرى ناحية محرجة مدينة جدنا محمد العامر الخفاجي والتي سميت محرجة نسبة الى العملية البطولية التي نفذتها جدتنا الخالدة المجاهدة شايعة بيت شيخ الظواهر المياحين والتي انتقمت من ابناء قومها من خلال تحريض ابنائها الاثنى عشر شاب هاشم واخوته في قتل ابناء عمومتها بسبب غدرهم في زوجها جدنا الاكبر محمد عامر شمخي الخفاجي فقد دبرت لهم محاولة انتهت في حرق القتلة في هذه المنطقة التي تقع في شمال قضاء الحي على ضفاف نهر الغراف وسميت في اسم هذه الحادثة محرجة انتهت في هروبنا الى الاهوار العصية وانتشرنا في الحويزة ولازال لنا اعمام في الحويزة في منطقة كوت الهواشم التابعة للاهواز اﻵن نسبة الى اعمامي احفاد هاشم واخوته الاحد عشر، في هذا الصباح المشؤم من عام 1988 احظر جلاوزة البعث شاب الى بيت عائلته ونصبوا عمود وربطوه واحضروا عائلته ونفذوا به حكم الاعدام بطريقة بشعة امام مرأى عائلته وتبين ان هذا الشاب كان يقيم في الكويت وحكومة امير الكويت جابر الصباح هي التي سلمته الى مخابرات صدام، بعد خروجي من العراق التقيت مع شيوخ قبائل لعشائر ال غزي الكرام وشيوخ قبائل من البدور العنزيين الكرام قامت السلطات الكويتية بزجهم بالسجون وتم ترحليهم الى سوريا بينما سلمت المئات الى مخابرات صدام انتهت في اعدامهم، السعودية سلمت المئات بحقبة الثمانينات اما بعد اعتقال 30الف اضطرتهم الظروف بالمجيء الى السعودية فتم بيع 3000 شاب معارض من خيرة الشباب لمخابرات صدام من قبل مسؤول حماية معتقل رفحاء الى مخابرات صدام بسعر قارورة خمر وسكي سعر الشخص الواحد قارورة خمر وسكي، والاخ فاضل خليل مدير مكتب الامم المتحدة والسيد عبدالكريم اﻷتاسي على علم بهذه الجرائم، السلطات الاردنية سلمت المئات ومنهم الشهيد الداعية عبدالله السبيتي انتهت في اعدامه مع كوكبة تضم اكثر من 100عراقي وايضا تم تسليم مجموعة اخرى اتهمت ظلما في اغتيال عدي الكسيح انتهت في اعدامهم، لم اجد كاتب من كتاب الارتزاق من بعض من يدعي اليسارية والعلمانية انه كتب مقال في الصحف السعودية والاماراتية والقطرية التي يكتبون بها وتطرقوا الى قضية بيع العراقيين المعارضين الى اجهزة مخابرات صدام وفي اسعار تافهة تصل قيمة البيع قارورة خمر وسكي في اغلى الاسعار بينما تجد البعض يستند الى اقوال ازلام صدام ممن تلوثت اياديهم عندما كانوا يترأسون جهاز مخابرات صدام في نسج اقوال نسبت الى مسؤلين ايرانيين بتسليم معارضين عراقيين الى صدام او يستند الى مقال كتبه شخص مفتري في صحيفة هنا وهناك، اقولها دولتين ساعدت العراقيين المعارضين بتلك الحقبة السوداء فقط هما ايران وسوريا بغض النظر على الظروف المعاشية لكن هذه هي الحقيقة في حقبة التسعينيات كل الدول العربية لم تسمح لنا بالدخول الى بلدانهم ماعدى سوريا وايران فقط، ينبغي على الكتاب النزيه ان يكون منصف لكن للاسف نحن نعيش في زمن انقلبت به القيم والموازين والاخلاق واصبح الكثير من الكتاب يكتب لاجل الدولار والريال، انا شخصيا بدأت الكتابة في اسلوب بسيط وتدرجت ودرست واكملت دراستي واصبحت خريج كلية صحافة ويشهد الله مافكرت في يوم من الايام ان اصبح مراسل صحفي واتخذت قرار ابقى اكتب في حرية واستقلالية لنصرة المظلوم اسوة في كتاب شرفاء اخرين لهم تاريخ نضالي رفضوا السجود للدولار والريال وهم موجودون لكن الاعلام المرتزق يغيبهم ولنا على سبيل المثال الاخ الكاتب الوطني مهدي قاسم نموذج مشرق ييحتذى به، لدينا كلمات يفترض ان نقولها لكن نصبر وامرنا الى الله سبحانه وتعالى ونشكر الاخ الاستاذ انور الفيلي ابو علي فقد كان له فضل كبير في نشر مقالاتنا والتي سببت له مضايقات من اعداء الكلمة الحرة وقد اتصلت جهات عديدة في الاخ مدير صحيفة صوت العراق الاستاذ ابو علي الفيلي لقمع صوتنا لكنه ابى ورفض فتحية له ولكل زملائي كتاب صوت العراق الغير راكعين للدولار وللريال مع تحيات نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here