ماذا يمكن ان نفهمه من خطاب بومبيوضد ايران

بعد ان الغى الرئيس ترامب’الاتفاق النووي مع ايران’متحديا ومتجاوزااعتراضات حلفائه الاوربيين’جاء وزيرخارجيته الجديد’بومبيو ليلقى خطابا ’ادان خلاله ايران بشدة’وبغطرسة وعنجهية واضحة مستفزة’امرالنظام الحاكم بتنفيذ 12نقطة كشرط للعفوعنه واعادته الى الحظيرة الدولية ولعل
اقسى وابشعتلك الشروط هو ان على ايران ان تكف عن نشرالشر’والارهاب خارج حدودها
ولااريد ان اعيد نشر تلك الشروط’لأن كل معنى بالامر لابد ان يكون قد اطلع عليها’لكن مااود قوله هو اني ’لم اسمع في حياتي ولم ارى مجموعة كاملة من الاهانات ’والتسلط والفوقية,كالتي جائت في خطاب بومبيو’خصوصا انه القاها على الملأ,وفي العلن’وضد دولة مستقلة عضو في الامم المتحدة
لقد بدا واضحا بأن ماقاله وزير الخارجية الامريكي’هو مشهد من سيناريومعد سلفا لمخطط مكتمل يهدف في النهاية الىاسقاط النظام الايراني الحالي بطريقة او باخرى’’خصوصا ’اني سمعت مستشار الامن القومي الامريكي الجديد بولتن قبل اسابيع’’يصرح في اجتماع عام بأن هذا العام هو اخر سنة في حياة النظام الايراني’ووعد الجماهير الحاشدة انه سيجتفل معهم في بداية عام 2019 بالخلاص من نظام الملالي’ومن داخل العاصمة طهران.
هذا التسلسل في التصريحات والخطب والمواقف’ينذر بصيف ساخن’اذ لابد ان كل ادوات التغيير قداعدت وهيأت بشكل كامل’وسيحصل في اية لحظة
مصيبتنا الكبرى تتمثل في غباء ونرجسية ببعض القادة الذين يحلمون بما لايمكن تحقيقه على ارض الواقع ويؤمنون بقوة الغيبيات المفترضة وبقناعة انها لابد ان تتدخل لمساعدتهم في مقارعة القوي الجبار
لقد قلنا الف مرة بأن على العقل الراجح ان يوزن الاحداث ويرتبها حسب المنطق
فهل من المعقول ان تقوم امريكا باحتلال العراق لتقدمه هدية لايران؟
وماالفائدة التي يمكن ان تجنيها في مثل ذلك السلوك؟
ومالذي يمكن لايران ان تقدمه للامريكان لقاء تخليهم لها عن فريستهم السمينة بعد ان تعبوا واجهددوافي عملية ملاحقتها وصيدها؟
لقد كان واضحا بان الامريكان ومن وراءهم تلك الكارتلات الاقتصادية العملاقة كانت ترغب وتهدف وتخطط لبيع السلاح واعادة اثمان النفط المصدر من منظقة الشرق الاوسط الى مصادرها عن طريق سهل ومربح وهو بيع الاسلحة
ولأن السلاح لايمكن ان يباع لدول مستقرة مسالمة’فقد كان لخطاب حكام ايران بعزمهم تصدير ثورتهم الى دول الجوار الغنية’ترحيبا كبير’حيث انه وفرفرصة ذهبية لتجار السلاح لتنفيذ اهدافهم’ولذلك فقد سمحوا لايران ان تدخل العراق وتمتد الى سوريا ثم اليمن وتحاصر دول الخليج النفطية وتهددهم بشكل مباشر’ومن الطبيعي ان تقوم دول الخليج بالدفاع عن حدودها’وذلك عن طريق شراء اطور واغلى انواع الاسلحة
لقد تبينت الحكمة والعقل الراجح في رؤوس حكام الخليج وفهموا اللعبة وفاوضوا الرئيس ترامب’واتفقوا معه على ان يدفعوا بالرضا والتراضى لقاء ازاحة ايران عن الملعب’
فوافق
وقبض
وحقق وعده
وهاهو يحقق لقادة الخليج ماوعدهم به
ويمضي قدما في انهاء النظام الايراني بعد ان انتهى دوره
اي انه استعمل النظام الايراني ككلب صيد’نشر الفوضى والارهاب وتسبب في بيع اكبر كمية من الاسلحة ’استفاد منها تجار وصناع السلاح’وعلى حساب دماء بريئة غزيرة سالت على اراضي الشرق الاوسط
لقد اعمته طموحاته الغير معقولة والغيرمنطقية ’ودفعته نرجسيته الفارغة ’واوهمته بان باستطاعته عن طريق حلق وتسليح الميليشيات ونشر الفتن ’ان يشق وحدة العراب’ويتمكن في النهاية من فرض نفوذه على الشرق الاوسط والذي فيه منابع النفط وعصب الحياة الاقتصادية
اليوم انتهى دور ايران’بعد ان حققت كل اهداف اعداء الاسلام’في طريقها المزعوم لنشر ثورتها الاسلامية
مزقت الدول وحطمت بناها التحية وتسببت بقتل ملايين الابرياء
لو كان في رأس قادة النظام الايراني بقية عقل’لما فكروا ولو للحظة بأن يتحدوا امريكا
خصوصا بعد ان فعلها صدام حسين’وراى العالم نتيجة عنجهيته وسوء حساباته
ومع ذلك يتصور البعض بانهم استثناء
رغم ان كل حسابات المنطق تؤكد ان الفرق بين القوة العسكرية الامريكية والقوة الايرانية’لايمكن حسابه’لانه اكبر كثيرا من ان يسمى نسبة
المعركة لم تبدأ بعد’وامام قادة ايران وقت كافي لاعادة النظر في سياساتهم العدوانية ومد يد الصداقة والاخوة لدول الجوار’واغلاق حدود ايران على شعبها المنكوب’ومحاولة اعادة بناء ايران الجميلة التي خربوها بعقليتهم وعنجهيتهم وطوباويتهم
من لايدرك ويفهم ويصدق ويعمل استنادا الى منطق
السياسة هي فن الممكن’لايحق له ان يحكم’وان حكم’فسوف يخرب ويدمر الشعوب المبتلات بحكمه
مازن الشيخ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here