وفد الديمقراطي الكردستاني يسعى في بغداد لترتيب أوراق انخراط الكرد في الحكومة

وصل أمس أول وفد كردي إلى بغداد بعد الانتخابات، والتقى فور وصوله زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لترتيب أوراق انخراط القوى الكردية في الحكومة المقبلة.
ومن المقرر أن يجري الوفد مباحثات مع جميع الأطراف، وأبرز مطالبه بقاء منصب رئيس الجمهورية للكرد، وتطبيق المادة 140 من الدستور.
بالتزامن مع ذلك كان مبعوث الرئيس الامريكي بريت مكغورك، يجتمع في مدينة السليمانية مع أطراف في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني وأربعة أحزاب كردية معترضة على نتائج الانتخابات.
ويمثل الوفد الكردي في بغداد الحزب الديمقراطي الكردستاني فقط، وهو أول وفد يمثل حزباً واحداً يصل الى بغداد منذ زمن، وقال رئيس الوفد فاضل ميراني، سكرتير الحزب الديمقراطي، فور وصوله إن “زيارتنا الى بغداد استطلاعية وسيتم إجراء اللقاء مع الاطراف السياسية”، مشيرا إلى أنه “ليست لدينا اعتراضات على أحد ولا نقبل باعتراضات الآخرين علينا”.
وشدّد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، خلال لقائه الوفد الكردي على ضرورة أن تعمل الحكومة المقبلة بـ”أبويّة” مع جميع مكونات الشعب.
وقال مكتب الصدر في بيان تلقت (المدى) نسخة منه، إن الأخير “استقبل في مقر إقامته في العاصمة بغداد فاضل ميراني سكرتير عام الحزب الديمقراطي الكردستاني والوفد المرافق له بعضوية كل من خسرو كوران وبنكين ريكاني وشوان محمد طه وأوميد صباح”.
وأضاف البيان إن الصدر أكد خلال اللقاء على “وحدة الموقف الكردي إزاء الأحداث والتطورات”، فيما شدد على أن “تتجه الحكومة في المرحلة القادمة على حل جميع المشاكل العالقة مع الإخوة الكرد والعمل بأبويّة مع جميع مكونات الشعب العراقي”.
وبعد اللقاء، دعا رئيس الوفد فاضل ميراني، الأطراف السياسية العراقية إلى الاتحاد معاً “لصدّ التحديات والمشاكل الداخلية المفتعلة خارجياً”.
وقال ميراني لعدد من وسائل الإعلام “هناك تحالفات كثيرة في بغداد. معظم القوائم الفائزة هي قوائم تحالفية وهذا أمر طبيعي”، مضيفاً: “هناك أكثر من مؤاخذة على المفوضية وعلى أدائها وطريقة إجراء الانتخابات عبر التصويت الإلكتروني وعطل بعض الأجهزة حيث أنه لدى الفائزين وغيرهم ملاحظات على المفوضية”.
واستدرك قائلاً: “نجاح العملية الانتخابية في العراق إنجاز ديمقراطي ووطني، فالانتخابات هي وجه من وجوه الديمقراطية ويجب أن نحافظ على هذا المنجز الوطني، وهذا الأمر موضع تأييد دولي وإقليمي ونتمنى أن يكون موضع قبول الآخرين داخل العراق أيضاً”.
وتابع، إنّ زيارتنا الى بغداد جاءت للبحث “عن وسائل لإعادة تشكيل المؤسسات الحكومية والرئاسات الثلاث والهيئات التابعة لها. ونرى أن هناك نقصاً حاداً في العملية السياسية في العراق بسبب غياب المجلس الاتحادي وهو مؤسسة مهمة في العراق وفي مجمل البلدان التي تبنى مؤسساتها على برلمان ذي مجلسين”.
بالتزامن مع ذلك، قال موقع الاتحاد الوطني في خبر تابعته (المدى)، إنّ “نجل الرئيس العراقي السابق بافل طالباني وقائد جهاز مكافحة الإرهاب التابع للاتحاد الوطني الكردستاني لاهور شيخ جنكي، استقبلا المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي لدى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش بريت مكغورك، في مدينة السليمانية”.
وأضاف الموقع الكردي إن “هذا اللقاء يأتي في إطار زيارة يقوم بها مكغورك الى السليمانية، للقاء الأطراف السياسية الكردستانية، وبحث مرحلة ما بعد الانتخابات التشريعية وتشكيل الحكومة الاتحادية المقبلة”.
واجتمع مكغورك أيضا بقادة حركة التغيير، وتحالف الديمقراطية والعدالة، والاتحاد الإسلامي الكردستاني، والجماعة الإسلامية الكردستانية.
وقال مسؤول قسم العلاقات الدبلوماسية في حركة التغيير هوشيار عمر في مؤتمر صحفي عقد في السلميانية، إن “اجتماع مكغورك مع الاحزاب الاربعة له أهمية كبيرة، وان هذه الاحزاب رفضت خلال الاجتماع نتائج الانتخابات وطالبت بإلغائها وإعادة إجراء الانتخابات في إقليم كردستان”.
وأضاف عمر، إن “هذا التزوير الكبير أمام أنظار العالم سيؤدي الى حالة عدم الاستقرار”، مشيرا الى أن “الاطراف التي وراء عمليات التزوير تتحمل مسؤولية ذلك”.
وتابع عمر، إن “الوفد الامريكي أبلغنا بالمتابعة الجدية بشأن عمليات التزوير بالتنسيق مع الامم المتحدة”، مشيرا الى أن “الوفد ركز خلال الاجتماع على أهمية إنهاء حالات التزوير وضرورة إجراء انتخابات منتظمة خصوصاً انتخابات برلمان إقليم كردستان التي من المقرر إجراؤها في نهاية أيلول المقبل”.

لقاءات قادة بغياب المالكي
وفي خضم اللقاءات السياسية زار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ــ وهو صاحب أكثر كتلة حصدت مقاعد برلمانية، رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، وهو ثاني لقاء يجمع الطرفين منذ إعلان نتائج الانتخابات.
وقال مكتب الحكيم في بيان مقتضب تلقت (المدى) نسخة منه، إن الأخير “استقبل مساء الإثنين، في مكتبه ببغداد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر”، من دون ذكر المزيد من التفاصيل.
وخلال الأيام القليلة الماضية زار كل من الحكيم والعبادي والعامري وشخصيات أخرى الصدر لتهنئته بفوز تحالفه (سائرون) بأكبر عدد من المقاعد، مقابل صمت كامل لزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي الذي لم يجرِ أي لقاء منذ الانتخابات.
والتقى الصدر، مساء الإثنين، بزعيم ائتلاف الوطنية إياد علاوي أيضاً. وقال مكتب الصدر في بيان تلقت (المدى)، نسخة منه إن الاخير “استقبل في مقر إقامته ببغداد نائب رئيس الجمهورية ورئيس القائمة الوطنية إياد علاوي”.
وأضاف إنه “جرت خلال اللقاء مناقشة آخر تطورات العملية السياسية وأهمية العمل بمبدأ الوطنية الحقيقية والابتعاد عن كل أنواع الاصطفافات والتخندقات”، مشيراً الى أنه “تم التركيز على سد الثغرات التي تكتنف العملية السياسية والإسراع بتشكيل الحكومة لتقوم بمسؤولياتها”.

لقاءات شيعيّة ــ سنيّة
التقى الصدر، أمس، رئيس تحالف القرار أسامة النجيفي بعد ساعات من لقاء جمع الأخير مع رئيس مجلس النواب سليم الجبوري.
وشدد الصدر في بيان تلقته (المدى) على “ضرورة سير المرحلة المقبلة بمنهج وطني خالص بعيدا عن الفئوية”.
وكان كل من رئيس البرلمان سليم الجبوري ورئيس تحالف القرار أسامة النجيفي، قد بحثا خطوات تشكيل الحكومة المقبلة.
وقال مكتب الجبوري في بيان تلقت (المدى)، نسخة منه إن الاخير “استقبل نائب رئيس الجمهورية ورئيس تحالف القرار العراقي أسامة النجيفي والوفد المرافق له”، مبيناً أنه “جرت خلال اللقاء مناقشة تشكيل الحكومة المقبلة، وأهمية التركيز على الواقع الخدمي للمواطنين وتطوير قطاع الاقتصاد والاستثمار والتنمية، ومعالجة مشاكل المحافظات”.
وأضاف مكتب الجبوري ان “الجانبين بحثا سبل بلورة رؤية مشتركة لتصويب المسار السياسي وتلافي الاخطاء السابقة، وضرورة التعاون والعمل المشترك على وفق الثوابت الوطنية ومصلحة البلاد”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here