مساعد للصدر: الأميركان فتحوا قنوات حوار مع كتلة سائرون عبر وسطاء

قال أحد مساعدي زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إنّ الولايات المتحدة تستخدم وسطاء للتواصل مع أعضاء في كتلة سائرون التي يتزعمها الصدر، التي حصلت على أعلى عدد في مقاعد البرلمان المقبل.
ويضع فوز الصدر المفاجئ واشنطن في موقف محرج. فقد قام جيش المهدي التابع له بانتفاضات مسلحة ضد القوات الأمريكية بعد الإطاحة بصدام حسين في 2003.
وإذا كان للصدر تأثير قوي في اختيار رئيس الوزراء الجديد، فربما يتعين على الولايات المتحدة العمل معه لتأمين مصالحها في العراق، أحد أهم حلفائها العرب الذي يرتبط أيضا مع إيران بعلاقات وثيقة.
وقال ضياء الأسدي، المساعد الكبير للصدر، لا توجد محادثات مباشرة مع الأمريكان، لكن جرى استخدام وسطاء لفتح قنوات مع أعضاء من تحالف (سائرون) الذي يقوده الزعيم الشيعي. وأضاف الأسدي لرويترز “سألوا عن موقف التيار الصدري عندما يتولى السلطة. هل سيعيدون إلى الوجود أو يستحضرون جيش المهدي أم يعيدون توظيفه؟ هل سيهاجمون القوات الأمريكية في العراق؟”.
وأضاف الأسدي انه “لا عودة إلى المربع الأول. نحن لا ننوي امتلاك أي قوة عسكرية غير قوات الجيش والشرطة والأمن الرسمية”.
ومن المعتقد أن الولايات المتحدة لها نحو 7000 عسكري في العراق حاليا برغم أن وزارة الدفاع الأمريكية أقرت فقط بوجود 5200. ويقوم هؤلاء في الغالب بتدريب وتقديم المشورة للقوات العراقية.
ويعارض كل من واشنطن والصدر، تغلغل نفوذ إيران في العراق، حيث تسلح طهران وتدرب وتمول فصائل شيعية وتقيم علاقات وثيقة مع كثير من السياسيين.
وحقق الصدر عودته السياسية المفاجئة مستفيداً من الاستياء الشعبي تجاه إيران وما يقول بعض الناخبين إنها نخبة سياسية فاسدة في بغداد تدعمها طهران.
وهددت الولايات المتحدة بفرض “أقوى عقوبات في التاريخ” على إيران ما لم تقم بتغييرات كبيرة بما في ذلك التخلي عن برنامجها النووي والانسحاب من سوريا.
وسيدفع ذلك إيران على الأرجح إلى الدفاع عن مصالحها بقوة في العراق حيث تتنافس على النفوذ مع واشنطن.
ووجهت كتلة (سائرون) دعوة إلى السفير الإيراني في بغداد لحضور اجتماع لدبلوماسيين كبار الأسبوع الماضي. وقال الأسدي إن السفير اعتذر وقال إنه لا يمكنه الحضور.
ويجتمع الصدر مع زعماء العديد من الكتل ويحدد شروطاً لدعمه المرشحين لمنصب رئيس الوزراء. ويقول إنه يريد مرشحاً يرفض الطائفية والتدخل الخارجي والفساد.
ويمكن أن تقوض إيران أي محاولة منه لتحديد شكل أي حكومة مستقبلية. وسبق لطهران أن تلاعبت بمهارة بالسياسة العراقية لمصلحتها.
وبعد أيام من إعلان نتائج الانتخابات وصل قاسم سليماني قائد فرع العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني إلى بغداد لمقابلة سياسيين.
وقال مستشار لحكومة العراق “أتى سليماني لإضعاف الكتل. إنه يعمل من أجل تفكيك التحالفات”.
وقال مسؤول عراقي كبير سابق، إن الصدر سيحاول التغلب على إيران، لكنه أضاف إن طهران لن تتسامح مع أي تهديدات لحلفائها الشيعة الذين همّشوا الصدر لسنوات.
وأضاف “هناك حدود لما يمكنه السعي إليها. في النهاية يمكنهم (الإيرانيون) السيطرة عليه. إنهم يمنحونه مساحة كبيرة للمناورة… لكن في نهاية الأمر، عندما يتحدى الشيعة ومصالحهم، أعتقد أنهم سيكونون صارمين للغاية. (الإيرانيون) لديهم أدوات كثيرة جداً تمكنهم من النيل منه”.
ولم تستبعد كتلة الصدر تشكيل ائتلاف مع الكتلة التي يقودها أقوى حلفاء إيران، هادي العامري، ما دام سيتخلى عما يقول الأسدي عن سياسات طائفية ويصبح وطنيا عراقيا.
وقال الأسدي “لم نعقد اجتماعا رسميا معهم (الإيرانيين). أحيانا نتلقى بعض الاتصالات المرتبطة بما يدور حاليا. لكن لا يمكن اعتبار هذا اجتماعا أو نقاشا حول أي قضية”.
ووجهت الانتخابات ضربة لرئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي، الذي حلّ (ائتلاف النصر) بقيادته ثالثا. لكنّ دبلوماسيين غربيين ومحللين يقولون إن العبادي، لا تزال لديه أوراق يمكنه اللعب بها.
ويبدو أنه سيخرج مرشحاً كحل وسط مقبول من جميع الأطراف ،لأنه أدار المصالح المتنافسة للولايات المتحدة وإيران خلال ولايته بحيادية.
وقال علي المولوي رئيس مركز البيان وهو مؤسسة بحثية في بغداد “حتى الآن، لم يظهر أحد كبديل، ليس بشكل جاد”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here