هيفاء الأمين..

رحمن خضير عباس

لم تكد هيفاء الأمين تحصل على الأصوات التي أهلتها كي تصبح عضوا في البرلمان الجديد . حتى إنهالت عليها حمم النقد والتجريح والاساءة.

وكأن هذه المرأة قد تسببت في خراب الوطن وتدمير إقتصاده وإحتلال أرضه خلال الخمس عشرة عاما الفارطة !

كلما فعلته هذه السيدة أنها عبرت (من خلال مقابلة تلفزيونية) عن بعض وجهات نظرها عن العلاقة ببعض دول الجوار.ومنها السعودية وإيران . وماعبرت عنه ، هو وجهة نظر شخصية قابلة للحوار، والاخذ والرد ، ولكنها غير قابلة( لتصفير) التأريخ الوطني والنضالي لمن أدلى بها.

إنها الان مجرد مواطنة ، وليست عضوا برلمانيا. والتصريحات الصحفية لاتعبر عن موقف رسمي للشخص مادام لم يتسنم ذلك المنصب بعدُ .

هيفاء الأمين تمثل الكثير بالنسبة لنا كعراقيين وكوطنيين .

فهي تمثل – شئنا أم أبينا – التيارات المدنية والتيارات الديمقراطية المهمشة في ظل هذا الاصطفاف الطائفي والقومي.

كما أنها تمثل التيارات اليسارية ومنها الحزب الشيوعي الذي تنتمي اليه منذ بواكير صباها الى هذه اللحظة. وهذا اليسار أصبح محل إحترام وتبجيل من قبل أكثر الناس.وذلك من خلال نزاهة وعفة بعض أعضائه الذين تسنموا بعض المناصب لفترة قصيرة. ولكنها فترة من العمل الصادق والدؤوب والنزيه.

مفيد الجزائري مثلا.

كما أن هيفاء الأمين تمثل المرأة المعذبة والمهضومة الحقوق في بلدنا. حيث البطالة بين النساء بلغت نسب كبيرة من خلال كثرة العاطلات عن العمل .إضافة الى وجود جيش من الارامل والمطلقات.

هيفاء تمثل المراة العراقية المستلبة الحقوق بغض النظر عن هوية تلك المرإة ودينها ومذهبها . تلك المرأة المهددة بقوانين رجعية قد تُفرض عليها.

ولذا فان دخول هذه السيدة الى البرلمان ليس نزهة. وانما تنتظرها الكثير من الصراعات والمعارك لبعض القوى التي يهمها إفشال القوى الوطنية والديمقراطية.

لذلك ينبغي أن نقف معا سندا لها. ونترك أساليب النقد الجارح والإساءات الشخصية.

إتركوها تستعد لمعارك مقبلة. فحيتان الفساد مازالت قوية. وتتربص للسيطرة على دفة البرلمان القادم ، فالحوارات والتفاهمات السرية والعلنية بينهم قائمة لعودتهم مرة أخرى.

ليعيدوا لنا المحاصصة وتقاسم السلطة.

إتركوها ياسادتي الآن . ووجهوا أقلامكم ضد من يريد أن يختطف الوطن.

إتركوها بسلام الان. ومن حقكم أنْ تراقبوا أداءها ومهماتها في أثناء عملها البرلماني.

فإذا خيّبت طموحات الناس. عنذاك يحق لنا أن ننقدها بشدة وبدون رحمة. وأن نتبرأ منها.

وإذا كانت وفية لنبض الشارع العراقي ، وأصبحت صوت المعذبين والمعذبات.وصوت من لأصوت له . فيجب أن نقف معها ونسندها بقوة .

المسطرة الدقيقة لقياس وطنية النائب هو عمله داخل قبة البرلمان ، وطبيعة إنجازاته، وليس تصريحاته عبر الفضائيات

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here