السفير الاميركي الاسبق: الصدر يشارك في مباحثات حساسة تحدد مستقبل نفوذ واشنطن في العراق

سلطت صحيفة “أميركا اليوم” الأميركية، اليوم الخميس، في تقرير لها الضوء على دعم واشنطن لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي يسعى إلى تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، بعيداً عن إيران، بعد فوز قائمته بالمرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية التي جرت في 12 آيار الحالي، فيما نقلت عن يمس جيفري، وهو سفير أميركي سابق في العراق قوله، إن “الصدر يشارك الآن في مفاوضات سياسية حساسة، وستكون نتيجتها تحديد مستقبل النفوذ الأميركي في العراق”.

وذكرت الصحيفة الأميركية، في تقرير لها نشرته اليوم، أن “مقتدى الصدر، برز كرجل دين شيعي متشدد، كان أتباعه في يوم من الأيام يشنون ثورات قاتلة ضد القوات الأميركية في العراق، وهو الآن يبرز كأفضل أمل أميركي في تحجيم النفوذ الإيراني المتزايد في العراق”.

وأوضحت أن “انتصار حزب مقتدى الصدر في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، يحث المسؤولين الأميركيين على إعادة النظر في سياسة الولايات المتحدة في البلاد، التي ساعدت بأكثر من 5000 مستشار عسكري أميركي في هزيمة تنظيم داعش”.

ونقل التقرير عن جيمس جيفري، وهو سفير أميركي سابق في العراق، قوله إن “الصدر يمكن أن يكون غير عقلاني لكنه أفضل من الإيرانيين”.

وأضاف جيفري، أن “الزعيم الشيعي يشارك الآن في مفاوضات سياسية حساسة مع فصائل أخرى، وستكون نتيجة تلك المحادثات التي قد تستغرق شهوراً تحديد مستقبل النفوذ الأميركي في العراق”.

ولفت التقرير إلى أن “في المركز الثاني بالانتخابات العراقية، جاءت القائمة التي لها علاقات وثيقة مع إيران بينما جاء التنظيم السياسي لرئيس الوزراء الحالي المدعوم من الولايات المتحدة، حيدر العبادي، في المرتبة الثالثة”.

وقالت الولايات المتحدة إنها تريد البقاء في العراق إذا أرادت الحكومة أن يواصل المستشارون تدريب القوات المسلحة للبلاد، لكن ليس من الواضح كيف ستنظر الحكومة الجديدة إلى وجود المستشارين العسكريين الأميركيين”.

ويرى مسؤولون أميركيون، بحسب التقرير، عدم تغير العلاقات مع العراق، حيث قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هيذر نوايرت: لدينا علاقة جيدة مع حكومة العراق، ونعتقد أننا سنستمر في ذلك”.

وقال مايكل باربيرو، وهو جنرال متقاعد من الجيش، خدم ثلاث جولات في العراق: “من مصلحتنا أن نواصل المسيرة”.

وأوضح ألتقرير أن “الصدر نأى بنفسه عن إيران، خلافا لغيره من رجال الدين الشيعة والسياسيين في العراق، إذ وضع نفسه كرجل قوي وطني، لكن الفصائل المدعومة إيرانيا، والتي ساعدت على دحر تنظيم داعش، لاتزال قوات قوية في العراق”.

ويعود جيفري وفقاً للتقرير، إلى القول: “إذا افترضنا أن داعش لن تعود، فالسؤال الحقيقي الوحيد في العراق، هل ستهيمن إيران ببطء على البلاد؟”.

وبين تقرير الصحيفة الأميركية، أن “قائمة الصدر السياسية (سائرون)، لم تصل إلى الأغلبية، وبالتالي ستحتاج إلى تشكيل ائتلاف مع الأحزاب السياسية الأخرى في العراق”.

وأبدى جيفري وفقاً للتقرير، قلقه من أن “الأحزاب السياسية التي قد تشكل ائتلافًا كبيرًا، قد تسمح للمجموعات المدعومة من إيران بالدخول إلى الحكومة، وبالتالي السيطرة على وزارات قوية”.

وتوقع أن “يظل العبادي رئيساً للوزراء إذا شكلت قائمة الصدر، تحالفاً مع حزبه أي حزب رئيس الوزراء السياسي والأحزاب الأخرى غير المرتبطة بإيران”.

وقال لقمان فيلي، السفير العراقي السابق لدى الولايات المتحدة، إنه “لايزال أمام العبادي فرصة أخرى”.

ويخشى مسؤولون أميركيون، وفقاً للتقرير، من أن “تهيمن الهيمنة الإيرانية في العراق على السنّة، الذين يشكلون أقلية في العراق، لكنهم سيطروا على السياسة في البلاد حتى الإطاحة بصدام حسين عام 2003.

وتابع فيلي أن “السُنّة المحرومين سياسياً كانوا سببًا رئيسيًا في تمكن تنظيم داعش من السيطرة على مساحات شاسعة من العراق في عام 2014، واعتبر العديد من السنة أن الجماعة الإرهابية هي الحصن ضد الحكومة التي يهيمن عليها الشيعة”.

وأكد فيلي، وفقاً للتقرير، أن “الصدر حليف غريب للولايات المتحدة، حيث قاد أنصاره انتفاضات مميتة ضد القوات الأميركية في العراق عام 2004 في النجف، (المكان الشيعي المقدس في جنوب العراق)، وبعد ذلك بسنوات في مدينة الصدر، وهي (حي شيعي فقير في بغداد).

وقال ستيرلنغ جيسون، الأستاذ المساعد في كلية الدفاع الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة في أبو ظبي، بحسب التقرير، إن “نداء الصدر القومي جاء من مستوى الجذور، من الأعماق، وليس كحملة علاقات عامة من الأعلى إلى الأسفل، كان العراقيون معتادون على رؤيتها من قادتهم السياسيين”.

وكان القائد الأعلى لقوات التحالف، الجنرال ريكاردو سانشيز، قال في عام 2004، إن “مهمة القوات الأميركية هي قتل أو القبض على الصدر”.

الصدر هو ابن زعيم ديني شيعي محترم وله اتباع اقوياء، لا سيما بين الطبقة العاملة والشيعة الفقراء، ووسّع هذا النداء خلال الانتخابات البرلمانية، مما دفع برسالة قوية وطنية ومكافحة الفساد، كان مؤيدوه السياسيون فعالين في إيصال رسالتهم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here