الشريك العاشر

يحكي إن هناك تسعة رجال ، أردوا الشروع بمشروع صغير ، وما لديهم من مال لا يسد تكلفة ذلك المشروع رغم صغره، فكان التفكير منهم بشريك عاشر ، فلم يجده في بداية الأمر رغم البحث الطويل عنه ، ليباشروا العمل بعد إن وجدوا الشريك العاشر ، حددوا الحصص للكل , فكانت حصة العاشر وحده 20% من الإرباح ، والباقي على البقية ، فكانت ثمار ذلك المشروع تجاوزات كل التوقعات ، عام بعد عام ، لتشمل الكثيرين من خيرته الوفيرة ، من حصة الشريك العاشر ، وهنا مقصد حديثنا .
الجميع يتحدث عن مشاكل البلد ، التي لا تعد ولا تحصى ، دون إن نجد لها حلول ، وتكون الاتهامات حاضرة ضد الآخرين ، بالتقصير والفشل ، سواء كانت الحكومة وحتى غيرها ، ليستمر وضعنا على نحو يبشر بالقادم الأسوأ في تاريخ الدولة العراقية .
حتى ضيوفنا الكرام من الولايات المتحدة ، ودول أخرى كثيرة ، دائما دعمهم لنا وفق حسابات سياسية ، واغلبها لغايات محددة ، ومقتصر على جوانب معينة ، لتكون المحصلة النهائية لها سلبية للغاية ، عكس دول أخرى استفادة من دعم ضيوفنا ، لكن القضية في العراق تختلف تماما .
لنعود إلى مقدمة حديثنا ونضع حل من فكرة الأشخاص التسع ، قد لا يكون كافي لكل مشاكلنا ، لكن على اقل تقدير نحاول ونحاول ، حتى نصل إلى مستوى أفضل من الماضي ، ولو فرضنا على اقل الاحتمالات ، بموجب فكرة كلامنا ، البدء بتطبيق مشاريع عمل على نحو بسيط جدا ، وقمنا بتشغيل شاب واحد في المشروع ما ، وخصصنا نسبة 20 % منه كما فعل أصحاب فكرتنا ، كيف ستكون النتائج ، لو كان الأمر أوسع وأكثر ، كما شباب سيعمل ، والإرباح المتحققة للكل ، حتى نشجع الآخرين على القيام بنفس الفكرة ، وكم نسبة 20 % للاستفادة منه في مشاريع أخرى تخدم الجميع .
الشريك العاشرة ، هو التوكل على الله في القيام بمشروعهم البسيط ، ونسبة 20 % من الإرباح ، تخصص للمشاريع التي تخدم الناس ، ومن القيام بأقل ما يمكن تصوره حتى وصل الأمر ، إلى بناء كلية ومدرسة ومستشفى ، وأكثر من ذلك بكثير .
كلامنا هذا ليس من الخيال أو من قصص إلف ليلة وليلة ، بل حقيقة تجربة نفذت في احد الدول ، وكانت نتائجها مبهرة للجميع ، من الضرر القيام بيه ، بأقل رأس مال ومشاريع بسيطة ، وبنفس النهج والفكرة ، قد نصل إلى مراحل متقدمة ، لو كان حجم المشاركة اكبر وأوسع .
هي دعوة من اجل البناء والتغيير ، والاعتماد على أنفسنا لا على الغير ، قد يكون مشروع واحد منهن يحقق الكثير من المنافع لنا ، ولان شعوب دول أخرى ، نهضت وحققت الكثير رغم ما مر بيه ، وهي اليوم ضمن الدول العظمى ، لأنها اعتمدت على نفسها مثل أصحابنا التسع .

ماهر ضياء محيي الدين

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here