عبقريات قرآنية!

في سلسلة عبقريات قرآنية، ومقالات معنى الظل ، وآي وتفسير:
بقلم – رحيم الشاهر- عضو اتحاد ادباء ادباء العراق(1)
أنا اكتب ، إذن انا كلكامش( مقولة الكاتب) (2)
من فضل ربي ، مااقول واكتبُ ** وبفضل ربي بالقصائد أسهبُ!( بيت الكاتب)
مقالتي كريمة ، لاحافية ، ولا مسترزقة( مقولة الكاتب)
سأعرج اليوم على القرآن الكريم ، فيكون لقلمي حضور هناك ، حيث الإعجاز المبين الذي كلما أخذنا منه ، ازداد عطاؤه ، وندرت أصالته ، وبانت فطنته ، لما فيه من أسلوب الفصاحة والبلاغة والتدبر العقلي والمنطقي والغيبي ، مايجعل أهل العقل يذوبون في سحر آيات لو قلبتها على وجوه تدبرها ، لرأيت منها كل العجب ، فلنذهب الى قوله تعالى: ” مذبذبين بين ذلك لاالى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله ُفلن تجد له سبيلا”(3)
الآية أعلاه ، قيلت في وصف المنافقين ، وكيف هم يقفون على كف عفريت ، من قلق النفاق ، فلا يستقرون على حال معين ، سوى خذلان الحق اينما يكون، وأريد هنا أن أركز على المقطع الأخير من الآية ” 00 ومن يضلل اللهُ فلن تجد له سبيلا” ، ثم أركز أكثر على لفظة (الله) تعالى ، فأقول وردت هذه اللفظة المباركة المقدسة المقشعرة للأبدان المؤمنة ، والأرواح الخاشعة ، والضمائر النقية ، اقول وردت مرفوعة كونها فاعلا ، على ماقرر النحويون ، فالمضل هو الله تعالى ، ولكني بعد وقفة تأمل ، وبعد التبصر في ظل المعنى تبصرا بحثيا ، وجدت أن لفظ الجلالة هنا له الارجحية في أن يكون مفعولا به وليس فاعلا ، كي يستقيم معنى الآية ، ويفك طلسم اللبس النحوي فيها ، ولكي يقترب هذا المعنى إلى الجودة أكثر فأكثر ؛ لأن يضل تعني الإضاعة ، ومن أضاع ربه وما هداه إليه ، من خلال الكتب السماوية والرسل والأنبياء ، فهو بالتأكيد أضاع السبيل ، وسر الحجة التي اتفوه بها هنا : اذا كان الله تعالى هو الذي يضل ، فلماذا لايجعل له ، او لهم سبيلا؟! ، أليس ذلك يدل على التعارض مع معنى العدل الإلهي ؟، بمعنى أننا إذا رفعنا لفظ الجلالة الله تعالى في الآية الكريمة ، فإن هذا سيجعلنا أمام مغالطة نحوية، تتعارض مع العدل الإلهي ومع تكامل معنى الآية ، عند عطف طرفها الأخير على الأول ، وعند إتمام الطرف الأخير بالأول منها ، ولا ادري كيف فات علماء النحو والتفسير ، الوقوف أمام هذه الآية واجالت التدبر والعقل والحوار الداخلي في طياتها لاستخراج هذه الفائدة ، فقد يكون هذا من نصيب أهل هذا الزمان ، لحكمة إلهية ، وهكذا فإني اقتطف من بين المرفوع والمنصوب ثمرة التقطها نادرة من ظل المعنى ، واضعها أمام أعينكم ، ولا اجزم أني صائب ٌ تماما ، فالعقل يتناقص كلما ازداد وافاد00

24/5/ 2018

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here