هل سنشرب نفطنا في عام 2020 ؟

* د. رضا العطار

نفطنا يا عزنا – – نفطنا يا مالي خزائننا بالذهب – – نفطنا يا نافخ حساباتنا في البنوك – – نفطنا يا رافع ناطحاب السحاب في خليجنا – – نفطنا يا مالئ شوارعنا بالسيارات الفارهة والفصور الفخمة واسواقنا ب (المولات) المليئة بما لذ وطاب. – – نفطنا يا من مكنتنا من شراء سيارات قديمة (كتحف فنية) بملايين الدولارات – – نفطنا، دمت لنا حامي حمى اوطاننا وباني مجدنا – – فكن علينا واقيا، وعلى عوراتنا خافيا ولفسادنا مطهرا، ولخيباتنا ناصرا.

لا شك في ان العالم باكمله، فقيره وغنيه، قويه وضعيفه، خائف من كارثة انهيار اقتصادي من جراء ارتفاع اسعار النفط الى مستويات غير مسبوقة، والعالم الخارجي، ليس وحده المتضرر، بل نحن العرب ايضا. وها هي اسعار المواد الاستهلاكية والمستلزمات الضرورية وكل ما نشتريه، قد ارتفع ثمنه اضعافا مشاعفة عما كان عليه من قبل – – – وهو ما يعني ان ارتفاع اسعار النفط ليس ضررا للمستهلك، يكتوي بناره، ولكن المنتج ايضا هو الذي يكتوي بهذه النار اكثر فاكثر لانه لا ينتج حبة رز ولا راس بصل. فنحن نستهلك كل شئ من الاخر، بدأ بالغذاء والكساء والدواء وغير ذلك.

وها هي الصحف العربية مليئة بشكاوي المواطنين من ارتفاع الاسعار ولا حل لدى المسؤولين غير القول للمستهلكين : كفوا عن التبذير وغيروا من سلوكيات الاستهلاك.
وهذا مطلب معقول، ولكنا اليوم لم نعد نسكن بيوت الشعر ونعيش على التمر واللبن.
ولولا انتاجنا للنفط – وهو في واقع الامر ليس انتاجنا، وانما انتاج شركات اجنبية تخرجه من باطن الارض – ولولا الغرب وعلم الغرب وعلماء الغرب، لبقى النفط في اعماق ارض سكنانا، لما كنا امّة تنتج شيئا، ولاصبحنا امة تنتظر الهلاك.

نعم العالم يرتجف خوفا بما هو قادم. من مزيد من ارتفاع الاسعار. والعرب عموما هم من اكثر شعوب العالم خوفا، وكأن النفط اصبح غولا او ذئبا اسود. فقد غدوا لا يملكون ان يشتروا خبزهم بسعر اعلى من السعر الحالي، ولا تملك حكوماتهم من المال الكافي ان تدعم الرغيف اكثر فاكثر ولا يستطيعون وأد اطفالهم خشية املاق.

البترول في العالم وضعه كوضع الدواء، منتج استراتيجي، لا تنتجه كل الامم. – – البترول ليس قمحا يمكن ان تزرعه اية امة وينتجه اي شعب – – البترول ليس ذهبا بحيث يستطيع العالم ان يعيش من دونه. والاستغناء عنه بكل سهولة.
البترول مادة ضرورية واستراتيجية وحيوية حاليا – مالم يكتشف البديل – لحياة كل البشر ولذا فعلى الدول المنتجة للنفط (اوبك) ان تضع سقفا لسعر البترول لا يتجاوزه حتى لا يحترق العالم ونحن معه ولا تعتمد على عامل العرض والطلب في تسعير برميل النفط. – فالبترول ليس قمحا ولا ذهبا.
* مقتبس من اعمال شاكر النابلسي.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here