الانتخابات المقاطعون المشاركون الحاكمون الجميع فائزون

أربع وعشرون مليون لهم حق التصويت في الانتخابات البرلمانية , فمن شارك وقاطع لديه اسبابه الخاصة بيه ، لكن الأهم كيف سيكون المشهد الأخير بالنسبة للمشاركين والمقاطعين والحاكمين والجميع سيكون فائزون في نهاية المطاف .
في اغلب الانتخابات السابقة كان الأمور صورة طبق الأصل بكافة الجوانب مجرد تغيرات طفيفة في الأسماء أو العناوين وتبادل ادوار في المناصب العليا والوزارات السيادية وتقاسم الكعكعة بينهم حسب توافقهم ، ولعل القادم لا يختلف عن السابق إطلاقا .
ما تميزت هذه الانتخابات الأخيرة بثلاثة أمور بارزة , لعل أبرزها رفع شعار المدنية بدلا الدينية ، حيث كان الشعار الديني عنوان بارز لكل الكتل والورقة الطائفية ورقة رابحة حققت لهم مأربها، ولم تقتصر على الانتخابات بل شملت تشريع القوانين وإقصاء الغير والحصول على مكاسب عديدة ، ولان الظروف تغيرت وأصبحت الورقة الدينية غير مجدية لتحل محلها المدنية ، وقد تكون للانتخابات القادمة شعارات مختلفة تسعى من ورائها الأحزاب لكسب ود الشارع وضمان بقاءها بالسلطة .
الأمر الثاني مشاكل المفوضية والاعتراض على عملها قبل الانتخابات وبعدها لم يكون موجود في معظم الانتخابات السابقة بهذا المستوى ،بحيث وصلت الأمور للمطالبة بإعادة إجراء الانتخابات وحل المفوضية ، لتكون النتائج النهائي محل لكثير من الانتقادات والاعتراضات والتشكيك بيه .
وهو الأمر الثالث حيث كانت نسبة المشاركة الأقل منذ الانتخابات الأولى ، ولأسباب معروفه من الجميع ، لتصل نسبة المشاركة حسب المعلن 44.5% وأقاويل أخرى تأكد على اقل من ذلك بكثير، لتكون نقطة تحول كبير في تاريخ الانتخابات العراقية بعد 2003 ، ولو استمر الحال بنفس المنوال ستكون المشاركة للانتخابات القامة قد لا تتجاوز10 نسبة % .
لنعود إلى عنوان كلامنا لتبرز لنا فئة المقاطعون التي فقدت الأمل في التغيير والإصلاح ووصلت القناعة لديهم لحد الإحباط واليأس ، والمشاركة من عدمها لا تقدم ولا تأخر ، بل حضورهم ومشاركتهم يسجل للغير .
إما المشاركون كانت لأسباب عدة ، منها على أساس طائفي عشائري ولائي ، لتكون مشاركتهم لها حسابات خاصة جدا ، ودورهم ينحصر في مهام محددة ، وهناك فئة كان لها رأي آخر في المشاركة ، ومختلفة جذريا عنهم ، وأملهم قائم على بصيص من الأمل في التغير والإصلاح ، بوصول وجوه جديدة لقبة برلمان .
إما الحاكمون يعرفون اللعبة جيد ، لأنهم هم من وضع قوانينها ، وكيف تكون الأمور في النهاية تصب في مصلحتهم ، وبدليل كل النتائج السابقة والحالية ونسبة المشاركة قلت أو زادت تعزز بقاءهم في السلطة .
خلاصة الحديث من شارك ضمن بقاء أصحابه في السلطة ومن قاطع الانتخابات حقق غايته ورمى الكرة في ملعب الغير ، إن ساءت الأمور أكثر وأكثر ، يتحملها الآخرين .
المشهد النهائي كما قولنا صورة طبقا الأصل لن يتغير شي إلا في الأسماء والعناوين وتبادل المناصب ، إذن الكل فائزون .
ماهر ضياء محيي الدين

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here