مساعد للصدر: سننتهي من تشكيل الكتلة البرلمانيّة الأكبر خلال أسبوعين

ترجمة/ حامد أحمد

بعد أسبوعين من إظهار نتائج الانتخابات فوزاً مفاجئاً لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، بدأ القادة السياسيون المنقسمون بمساعيهم للملمة الأطراف وتشكيل حكومة ائتلافية.
وفازت قائمة سائرون التي يتزعمها الصدر بأعلى عدد مقاعد من بقية الكتل الاخرى بواقع 54 مقعدا من مجموع المقاعد الكلية للبرلمان البالغة 329 مقعدا، ولكن هذا الفوز بعيد جدا عن إمكانية تشكيل حكومة من دون التحالف مع كتل فائزة أخرى لتحقيق الكتلة الأكبر في البرلمان التي سيوكل إليها تشكيل الحكومة.
وتدفق قادة سياسيون شيعة وسنّة وكرد الى العاصمة مؤخراً لإجراء مفاوضات مع أحزاب أخرى في محاولة لتشكيل تجمع كبير بما فيه الكفاية يمكنه من تشكيل غالبية، ولكن مع ذلك فإن تشكيل هذا التجمع ما يزال يستند الى مطالب الناخبين بتشكيل حكومة إصلاح.
الصدر، الذي تحول من زعيم مجموعة مليشيات الى شخصية شعبية وطنية سياسية يحتل الآن قلب المفاوضات لتشكيل الحكومة وكونه يدعو الى وضع حد للمحسوبية والمحاصصة الحزبية والطائفية، وطرح برنامجا يوضح صيغة تشكيل الحكومة القادمة. وكان الصدر قد وعد بحكومة تكنوقراط قادرة على توفير الخدمات العامة للمواطنين الذين حرموا منها على مدى 15 عاما.
ويقول صلاح العبيدي، المتحدث باسم الصدر، في حديث لموقع NPR الإخباري الاميركي من مكتبه في بغداد إنه”لقد ضاق العراقيون ذرعاً من السياسيين القدماء، وهم يريدون منظومات جديدة تتمثل بوجوه جديدة وأساليب جديدة نتعامل بها. نحن نسعى لتشكيل نوع جديد من الحكومة. لدينا الخطوط العريضة لهذا البرنامج ونريد أن نناقشه مع الأحزاب الأخرى في كيفية تحقيق برنامج كامل.”
ويضيف العبيدي”بينما اختارت الحكومات السابقة رئيس وزراء ومجلس وزراء على أسس الولاء للحزب والمحاصصة، فإن تشكيل حكومة جديدة يجب أن يكون أولا في الاتفاق على برنامج إصلاح وجمع مجلس وزراء من أشخاص مؤهلين لإدارة الحكومة”.
وأفصح قادة سياسيون خلال لقاءاتهم بالصدر عن نواياهم وبرامجهم عبر صور جمعتهم وتغريدات. إحدى التغريدات كانت للصدر، وهو أسلوب لم يسبق له أن استخدمه، استخدم فيها عبارات تدل على ان كتلته السياسية قد تتشارك مع أي كتله أخرى باستثناء كتلة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.
وقال العبيدي”المالكي نفسه مسؤول عن كثير من الكوارث التي حلت بالعراق، ولهذا فإنه من الصعب قبوله”.
رغم ذلك فإن العبيدي ترك الباب مفتوحا لتحالف قد يضم قائمة الفتح التي يتزعمها هادي العامري، وحتى قد تضم المالكي إذا ما وقعت كتلته على شروط برنامج الإصلاح الحكومي. وكانت كتلة الفتح قد حققت 47 مقعداً فيما حصلت كتلة المالكي على 26 مقعدا.
يتوقع العبيدي انه قد يستغرق الانتهاء من تشكيل تحالف بمقاعد كافية لعمل حكومة أسبوعين فقط. ولكن ضمن الخارطة السياسية المتشظية للعراق كانت المحاولات المبذولة لتشكيل الحكومات السابقة قد استغرقت ما يقارب ستة أشهر.
خلال الأسابيع الاخيرة حقق الصدر عدداً من القاءات مع دبلوماسيين في بغداد بضمنهم السفير التركي والإسباني والسوري.
في السابق كان مساعدوه قد التقوا بدبلوماسيين أستراليين، رغم مشاركة تلك الدولة في التحالف الدولي الذي غزا العراق عام 2003 بقيادة الولايات المتحدة.
يقول العبيدي إن الصدر قد يضع خطاً أمام لقائه بمبعوثين أميركان أو بريطانيين. وأضاف العبيدي قائلا”أعتقد انه من الصعب جداً أن يحصل ذلك، بحسب قدر علمي، لأن الصدر مايزال يعتقد بأنّ هناك كثيراً من المشاكل تحول دون حصول مثل هكذا خطوة مع مسؤولين أميركان.
مع ذلك أشار العبيدي الى أن وزراء صدريين من الحكومة السابقة تعاونوا مع برامج شاركت بها الولايات المتحدة، وأن الصدر لم يرفض اتفاقيات موجودة حالياً تسمح للقوات الاميركية بلعب دور استشاري في العراق.
وقال العبيدي”وجود قواعد عسكرية أميركية ثابتة في العراق يشكل لنا مشكلة. ولكن عندما قرر العبادي جلب جنود أميركان للعراق لم يوقف الصدر دعمه للعبادي،لأنه يعرف أن العبادي اتخذ هذه القرارات من أجل مساعدة العراق.”
وأشار العبيدي الى أن الصدر يعارض أيضا النفوذ الإيراني في العراق.
وقال العبيدي إشارة الى زيارة قاسم سليماني للعراق”إنه لن يتوقف من محاولات استخدام نفوذه. ولكن في الوقت نفسه، الامر متوقف على العراقيين أن يوقفوا ذلك. بالنسبة لموقف الصدر انه يرفض مثل هذه التدخلات، ليس من الاميركان فقط بل من الإيرانيين أيضا. قد يكون الأمر متعلقاً بنصائح هنا أو هناك ولكن أي تدخل مرفوض.”
بقلم جين عراف عن موقع NPR الأميركي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here