وقفة صراحة : قمامة فساد كهذه تجذب أمثالها الفاسدة أيضا

بقلم مهدي قاسم

هروبا منه إلى الأمام ، و سبقا لكل احتمالات مسائلته و مقاضاته على جرائمه السياسية الكثيرة ، يحاول نوري سبايكرالمالكي الاجتماع أو التوافق مع أمثاله وممثلي أحزاب فاسدة أخرى اشتهرت بنهب المال العام و بسط الهيمنة و النفوذ التسلطي ، بغية تشكيل الكتلة الأكبر في مجلس النواب ، بهدف قطع الطريق سريعا على أية محاولة اتفاق وتوافق قد يقوم بها تحالف ” السائرون ” مع أحزاب أخرى لتشكيل حكومة عراقية جديدة و التي ستكون عازمة ومتعهدة ــ بشكل جدي ــ على مكافحة الفساد ومحاكمة الفاسدين المتورطين بمظاهر الفساد ونهب المال العام ، وكذلك العمل المثابر على تقديم الخدمات النوعية والعصرية بوفرة ، و إنعاش الاقتصاد بهدف انتشاله من ربقة الانكماش .

نقول يسعى نوري سبايكر ويحاول محموما ولاهثا لاستباق الأمور بسرعة ممكنة لتحقيق هذه الغاية و بأي ثمن كان ، و ذلك لعلمه الجيد بأن الوقت ربما قد حان وحلَّ وهلَّ الآن وقد يكون مناسبا ( بعد فوز تحالف ” السائرون ” ) لإمكانية مقاضاته وتجريمه كخطوة أولى تمهيدا لينال جزاءه العادل و حبسه الطويل و المديد عقابا على تلك الجرائم السياسية هو غيره أيضا ..

فمقتدى الصدر لن ينسى له ما فعله بجيش المهدي من حرب ضروس و قتل المئات منهم ، في الوقت الذي هادن فيه و ساوم نوري المالكي ممثلي القوى الإرهابية ، عندما لم يكن يمر يوم ـــ و على مدى وطول السنوات الماضية ـــ دون أن تفجير سيارة مفخخة ، أو قنبلة موقوتة ، أو حزام ناسف في وسط المدنيين المسالمين في الشوارع و السواق مع سقوط عشرات من قتلى و جرحى ..

حتى اضطر مكتب الأمم المتحدة في العراق لتوثيق أعداد الضحايا الشهرية من كثرة تصاعدها ” المضطرد ” بشكل غير معقول و مسبوق بعد شهر و آخر .

إذ كلنا يتذكر كيف أرسل المالكي الخرتيت الأرعن موفق الربيعي لحماية عدنان الدليمي ( الأكثر الوهابيين حقدا على الشيعة و المهووسين دعما و تمويلا وضلوعا في عمليات إرهابية ) ومن ثم مرافقته إلى فندق الرشيد بسلامة و دون أية ندامة !! ..

بعدما وجدت القوات الأمنية أربع سيارات مفخخة بقرب مقر حزبه الإسلامي المشارك في الحكومة حينذاك !! .

ثم غادر عدنان الدليمي إلى تركيا ليعقد مؤتمرات تآمر واجتماع وجمع ملايين دولارات لغرض تجنيد إرهابيين و من ثم إرسالهم إلى العراق ، ليفجروا أنفسهم في مناطق ذات الأغلبية الشيعية المزدحمة في أحياء بغداد و خاصة في الثورة ــ الصدر و الشعب ، الكثر الأحياء ازدحاما بكثافة سكانية ..

إذن …..

أما قضية طارق الهاشمي فهي بحد ذاتها تصلح أن تكون ملفا قضائيا كاملا ضد نوري المالكي بسبب سكوته وتواطئه من أجل المنصب ..,

أما ألان فربما لأول مرة تنتاب نوري المالكي مخاوف حقيقية بخصوص مصيره السياسي بعد تلك الخسارة الانتخابية الفادحة التي مني بها وأفول نجمه في مقابل صعود نجم خصمه اللدود مقتدى الصدر..

هذا دون أن نتحدث عن ” استحقاقات النظام الإيراني و دينه السياسي على عاتق نوري سبايكر وفضله عليه بعهديه الكارثيين ..

لذا فأن النظام ة الإيراني سيحاول من طرفه ممارسة الضغط السياسي على أحزاب وتنظيمات عراقية أخرى التي ترتبط به معه بعلاقات ” الصداقة اللدودة ” أن توافق على تشكيل الكتلة الأكبر في البرلمان العراقي باتجاه تشكيل حكومة تتكون من أحزاب موالية لإيران ، ولكنها في الوقت نفسه ستضمن المناصب والامتيازات والحصانة البرلمانية والقانونية لنوري المالكي وأمثاله من ساسة ومسؤولين مشتبهين بجرائم فساد و سياسية أخرى و ذلك حتى يفلتوا من المساءلة والمحاسبة القضائيتين .

فحزب الدعوة بوصفه قمامة فساد ضخمة لأبد أن يجذب زبالات فساد متشابهة .
.

ل
ها

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here