درعا الخط الأحمر لأمريكا

ما يزال ساسة البيت الأبيض يعيشون بحلم القوة والنفوذ ، وهم يعتقدون إن الزعامة الأمريكية ما زالت موجودة ، ولو كانت هذه الحقيقة قائمة لكانت الأمور اليوم في منحى أخر، والأزمة السورية خير دليل على ذلك .
التحذيرات الأمريكية الأخيرة للجيش العربي السورية وحلفاءها بعدم مهاجمة مدينة درعا محاولة أمريكا تحاول من ورائها تحقيق عدة أهداف ستراتيجي ، في ظل وضع تشير كل المؤشرات إلى إن الكفة تميل لصالح الطرف الأخر ، وهذا سبب رئيسي لهذه التحذيرات والتهديدات برد قاسي إذا ما أقدمت القوات السورية وحلفاءها على تنفيذ هجومها الكبير المنتظر قريب جدا على مدينة درعا ومحيطها ومناطق أخرى .
الموقف الأمريكي تقف ورائه مجموعة أسباب يجب الوقوف عندها ، هي تحاول إعطاء صورة بأنها ما زالت اللاعب الرئيسي والمؤثر في المعادلة السورية ، وان الأزمة لم تنتهي فصولها بعد، والطريق نحو النهاية سيكون طويل وشاق جدا على الجميع ، لتكون كل الخيارات مطروحة ، والبدائل عديدة نحو بلوغ غايتها في تحقيق أهدافها المرسومة من الصراع السوري الدائر في وقتنا الحاضر ضد خصوم وقفوا لها بالمرصاد ضد مخططاتها و وإفشال اغلب مشاريعها ، لتتضاءل فرص انتصارها يوم بعد يوم ، والانسحاب يعني لها الكثير لأنها الولايات المتحدة الأمريكية .
الأمر الأخر الذي تسعى إليه أمريكا في حماية الفصائل المسلحة التي تدعمها في تلك المناطق ، لأنها إحدى أورقها الرابحة في ظل صراح محتدم استخدمت فيه احدث الأسلحة والمعدات المتطورة ، واحرق الأخضر واليابس ، وكانت الفصائل اليد التي تضرب الآخرين أو الوجهة التي تحتمي الكبار بيه ، ليكون العبء الأكبر عليها وضحاياه بلغت الآلاف ، لكن ما زالت تحتفظ بقوتها ورجالها وأسلحتها ، وكما قالنا إن الصراع ما زال طويل ووجودها في غاية الأهمية لأمريكا وأعوانها ، لذا تحاول حمايتهم ومنعهم من المواجهة المباشرة مع القوات السورية في ظل انتصارات متلاحقة لها في عدة مناطق أخرى وتحريرها من وجود الفصائل سواء كان عن طريق التفاوض وقوة السلاح وهنا تكمن المشكلة بنسبة للشيطان الأكبر لو نفذت القوات السورية هجومها الكبير .
القوات العربية السورية اليوم تعيش في أحسن أحوالها ، واثبت كفاءة عالية في ساحات القتال بدليل تحرير اغلب المناطق المحيطة بدمشق ، بعد سنوات طويلة من احتلالها من عناصر القتل والدمار ، لتكون المواجهة المرتقبة مع زمر الإرهاب حاسمة للطرف السوري بكل تأكيد ، وحسب كل المعطيات الموجودة على الأرض ، واستعدادات عسكرية ضخمة تنذر بمعركة لا تقبل القسمة على اثنين ، لتضاف إلى سلسلت الانتصارات المتلاحقة للطرف الحق ضد الباطل الأمريكي والعربي .
لم تتوقف المسالة على تهديد القوات السورية بل شملت روسيا العدو الأولى لها ، لأنها تعلم جيدا ً إن الدوب الروسي سيضرب بقوة ليكون انتصاره في درعا بمثابة خسارة له بالمرتبة الأولى ونكسة كبيره في ظل متغيرات ومجريات تصب في مصلحة روسيا ، ليكون دور أمريكا في المرحلة الحرجة وضع العراقيل ومنعها من تحقيق غايتها بأي طريقة ووسيلة ، لكن الحقائق والوقائع تأكد أن الغلبة لروسيا وشركائها في معظم المواجهات الأخيرة ، ليكون الوضع يعكس مدى الوضع المتدهور إلى وصلت إليه أمريكا ومن يقف ورائها، وحاله يرثى لها وخسائرها معلومة من الجميع في الأوقات السابقة .
خطوط أمريكا الحمراء أصبحت من الماضي ، وكسرت بوجود إبطال من الجيش العربي السوري والمقاومة الإسلامية البطلة ، اليوم درعا ستحرر إن شاء الله وغدا بقية المناطق السورية،ومعركتنا الكبرى ليست في سوريا أو العراق بل ستكون من اجل تحرير القدس من دنس اليهود .
ماهر ضياء محيي الدين

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here