رويترز: حملة شبابية تنقذ 30 الف كتاب في الموصل عبر ثقوب الصواريخ

نشرت وكالة الانباء العالمية رويترز، اليوم الاحد، تقريرا حول الفرق الشبابية التطوعية التي تعمل على إعادة الحياة الطبيعية لمدينة الموصل، فيما سلطت الضوء على الفريق الذي انقذ 30 الف كتاب عائد لمكتبة جامعة الموصل، عبر الثقوب التي احدثتها الصواريخ.

وتقول الوكالة العالمية، :”إنهم ينقذون ما تبقى من تراثها الغني، ويزيلون الأنقاض ويوزعون المساعدات في مدينتهم، ويصرخون من أجل المساعدة بعد الحرب ضد داعش”، موضحة ان “المشروع بدأ عندما قررت رغد حمودي ومجموعة من الطلاب إطلاق حملة للمساعدة في إعادة بناء المكتبة المركزية في جامعة الموصل، التي أحرقت وقُصفت في الحرب. وبعد فقد محتوياتها الكثيرة”.

وأضافت رويترز، انهم “وجدوا تحت طبقات من الرماد، حوالي 30000 كتاب سليم”، مبينة ان “الطلاب قاموا، خلال أكثر من 40 يومًا حارًا، مع استمرار الحرب على الجانب الآخر، بنقل الكتب واحدة تلو الأخرى باستخدام الثقوب التي صنعتها الصواريخ لحملها لبر الأمان”.

ونقلت، عن رغد حمودي، البالغة من العمر 25 سنة، وهي طالبة تمريض ضمن الفريق، قولها إن “المدينة فقدت بأكملها ذات الماضي المجيد والتاريخ القديم تراثها وثقافتها، قبر النبي يونس، مئذنة الحدباء”، وهي جزء من مسجد النوري الكبير الذي يعود إلى القرن الثاني عشر، حيث أعلن أبو بكر البغدادي في عام 2014، الخلافة، وتم تدمير القبر القديم لما يُعتقد أنه النبي يونس في حملة عسكرية لاستعادة السيطرة على المدينة.

وأضافت حمودي، أنه “من الرائع أن نتمكن من إنقاذ جزء من هذا التراث”، مشيرة الى انه “من بين الكتب التي تم إنقاذها، مكتوبة بخط اليد من قبل علماء موصليين. وتضمنت بعض الطبعات كتباً مكتوبة بالمصلاوي، وهي لهجة مميزة في المنطقة التي كانت تعرف في السابق بمركز الإسلام العلمي وفخر الكثيرين بمساجدها القديمة وكنائسها ومعمارها القديم”.

ثورة في الداخل

وفي أماكن أخرى، اشارت رويترز، الى ان “المتطوعين قاموا بتطهير الأنقاض والقمامة وفتح الطرق وحفر آبار المياه ووزعوا المساعدات”.

وأكدت رغد حمودي، ان “الوضع في الموصل أفضل بكثير الآن، وهذا بسبب الثورة التي حدثت داخل الموصل، داخل شبابها”.

ولفتت وكالة رويترز، الى انه “بعد العيش تحت حكم داعش الصارم ثم الحرب لاستعادة السيطرة على المدينة، تشعر الشابات وكأنهن قد تحررن”، مشيرة الى ان ” الفريق الذي انطلق لإنقاذ الكتب كان مختلطا، وهو أمر نادر في مجتمع الموصل، حيث كان الاختلاط بين الجنسين خارج الأسرة أو الجامعة محدودًا حتى قبل تنظيم داعش”.

وشددت حمودي، على انه “لقد تم كسر حاجز لا يصدق في هذه المدينة، قد يكون شيئا تافها لبقية العالم، ولكنه كبير بالنسبة للموصل”.

بعد أشهر من إعلان العراق سيطرته الكاملة على المدينة، عادت الحياة إلى أجزاء عديدة. لكن الكثير من المدينة القديمة، حيث كانت المعارك الأخيرة والأكثر دموية تشن، لا تزال مدمرة بالكامل، بحسب رويترز.

ونقلت الوكالة العالمية، عن ضياء الطاهر، وهو من السكان الذين يساعدون في إعادة تأهيل المنازل، قوله، إن “معظم الناس، رغم كونهم فقراء، قد عادوا إلى الأحياء التي تم فيها إزالة الأنقاض. ومع ذلك، هناك مناطق بأكملها مهجورة تماما. الجثث تتفاقم تحت الحطام”.

وأضاف طاهر، ذو الـ30 عاما، ان “الفقر يمكن أن يضر أكثر من داعش”، محذرا من انه “إذا بقيت المدينة هكذا ولا يستطيع الفقراء العثور على أي شيء يأكلونه، فإنهم سيفعلون أي شيء”.

وبيّن، إن “هدفه هو إعادة تأهيل ألف منزل، وقد أنهى حتى الآن إعادة تأهيل 75 منزلاً، معتمداً فقط على تبرعات من السكان المحليين”.

معجزة الفرار

كانت مروة الجبوري، البالغة من العمر 25 عاماً، وهي مطلقة، من أوائل المتطوعات بمجرد أن فرت هي وأسرتها من القتال.

ونقلت رويترز عن مروة، قولها: “تحرير المدينة كان معجزة، منذ ذلك الحين رفضت قبول البقاء في المنزل، لقد رفضت أن أسكت، ولم أقم بذلك منذ ذلك الحين”.

وأضافت إنها “اضطرت للتغلب على وصمة العار التي تلاحقها بكونها امرأة مطلقة تقوم بعمل خدمي وخيري”.

تدير مروة أنشطة للأطفال وتساعد في تنسيق الوصول إلى الرعاية الطبية والمعدات للعائلات، ونظم فريقها افتتاح حديقة كانت تستخدم في السابق كمنطقة تدريب عسكرية للمقاتلين الذين حكموا المدينة لمدة ثلاث سنوات.

وتقول الجبوري، التي تلاحقها صور ليلة هروبها، إنه “إذا أعيد بناء الموصل، فإن الناس يحتاجون إلى المساعدة لتجاوز الخسائر العقلية”.

وختمت مروة الجبوري، حديثها بالقول: “سيتم إعادة بناء المدينة، حتى لو استغرق الأمر 1000 سنة. ولكن إذا دمر العقل، فستضيع المدينة، وستكون دون أمل حتى يوم القيامة”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here