وقفة صراحة : على ماذا استحقت قائمة علاوي على 21 مقعدا

بقلم مهدي قاسم

حاولنا أن نفهم المزاج الديني و المذهبي ” للجماهير الغفيرة و المؤمنة ” والدوافع الكامنة وراء ميلها الدائم للتصويت لأحزاب طائفية وقومية فاسدة ، وذلك انطلاقا من تطبع سلوك عقائدي و ذات خلفيات مذهبية وقومية أيضا ..

بالرغم من علم ” هذه الجماهير ” بمدى فساد وفشل هذه الأحزاب الطائفية والقومية منذ السنوات الماضية و حتى الآن ، وبكونها هي السبب الأساسي و المباشر لمعاناتها و فقرها الدائم وافتقارها إلى خدمات جيدة وعصرية ..

إذ أن ثمة ” جماهير غفيرة ” لا زالت تصوّت على هذا الأساس والبنيان و طيحان الحظ وغشاوة العميان في زمن زعران ورجال سياسة خصيان ..

لأنها أما مخدوعة ومضللة وجاهلة ــ و هذا الافتراتض بات ضعيفا بعد عصر الفضائيات و الفيسبوك ــ أو لأسباب ” عقائدية ” متعصبة تتصرف حتى بضد من مصالحها هي بالذات ، عندما تصوّت لأحزاب فاسدة حتى النخاع ..

أما ” الجماهير الغفيرة ” التي صوّتت لتنظيم أياد علاوي ليحصل على 21 مقعدا ؟!!! ..

فعلى أية إنجازات ومكاسب صوّتت ” هذه الجماهير ” و لماذا صوّتت لكي تستحق حركته الخليطة من بعثيين ومتعاطفين مع داعش كل هذا العدد الكثيرـ نسبيا ــ من مقاعد نيابية ؟!..

فمنذ سقوط النظام السابق وحتى الآن بات اياد علاوي وحركته ” برغيا” مهما في محرك ماكنة نظام المحاصصة الطائفية والقومية ،و شريكة في هذا النظام المحاصصتي الطائفي البغيض اشتراكا مباشرا و فعّالا ، وهو النظام الهجين والوباء العجين ، الذي دمر العراق ونهب ماله العام و أهدره طيشا ورعونة و جشعا بلا حدود ، مثقّلا كاهل الدولة العراقية بديون هائلة مع مظاهر فقر وإملاق منتشرة في كل مكان من العراق..

و لعل أسوأ بين كل ذلك ، هو إصرار أياد علاوي على أن يكون نائبا ثالثا لرئيس الجمهورية بلا أي معنى أو فائدة غيرتكليف و إرهاق ميزانية الدولة الفقيرة عشرات مليارات دنانير شهريا ، وهي المبالغ الطائلة التي كان من الممكن أن توفّرعيشة مريحة لمئات عائلات فقيرة تنقب عن مصدر عيشها بين تلال نفايات و زبالات كريهة ومتعفنة وجراثيم منتشرة ..

أو بناء مدارس عصرية حيث يجلس بعض من تلاميذ العراق على أرض جرداء ورطبة في صفوف متداعية ونوافذ متكسرة وبلا مقاعد ، صفوف ” لا تصلح حتى أن تكون حظيرة أو إسطبلا لبهائم في أوروبا ، سيما في فصل الشتاء القارس جدا ..

فلو كان هذا الرجل ــ أي اياد علاوي ــ يتمتع بذرة من تعاطف إنساني وضمير وطني ــ حرصا ـ على أموال العراق ومصير العراقيين الفقراء البائس و المزري لما وافق أو قبل وبإصرار عجيب، أن يكون نائبا لرئيس الجمهورية وهو يعلم جيدا فداحة هدره الظالم للمال العام ( طبعا سوية مع نوري سبايكر المالكي و أسامة النيجيفي المتدعش ) في كل شهر وطيلة السنوات الثلاث الماضية ، طبعا بدون أية منفعة ، لا سياسية ولا إدارية قد تعود بقليل من فائدة للشعب العراقي ، ما عدا الفخفخة و الأضواء البراقة ، بغية الحصول على امتيازات مالية و معنوية هائلتين ..

بطبيعة الحال كان أياد علاوي ولا زال يعرف و يدرك جيدا بأنه لولا نظام المحاصصة وبفضله تحديدا ( و الذي يندد به بين حين و آخر كذبا ونفاقا وضحكا على ذقون سذج و بلهاء ) لما كان بمسطتعه الحصول على منصب نائب رئيس الجمهورية على نحو ” شجرة التوت بالبستان هيبة ” !! ..

كما يقول المثل العراقي الدارج ..

غير أننا ــ وفي سياق حديثنا عن هذه الجماهير الغفيرة أو عن تلك ، لسنا بحاجة إلى” صفنة ” عميقة لسرعان ما ندرك أو نكتشف بأن لأياد علاوي أيضا ” جماهيره الغفيرة و المؤمنة ” من بقايا و مخلفات النظام السابق من بعثيين سفاحين و الذين هم في حقيقة الأمر أسوأ بكثير حتى من ” جماهير غفيرة ” لأحزاب الإسلام السياسي الشيعية ، لأن هذه الجماهير الأخيرة تعد ” خرفانا ” مدجنة وناعسىة في دهاليز الغيبوبة التاريخية العميقةــ و التي تفضل التضحية بنفسها لتحصل أحزابها و قادتها على سلطة ونفوذ و امتيازات !!، على أن تفجر نفسها بين أناس مسالمين ، مقارنة مع جماهير أياد علاوي التي بغالبيتهم أو بعضهم يتكوّنون من بعثيين نشطين قتلا و ذبحا و تفجيرا ـ و من رافعي شعار كفاده على أنه كلما كان الوضع سيئا و خرابا في العراق فذلك أحسن لهم و أفضل ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here