عذابات

——- : ضياء محسن الأسدي
(( أسدل الليل ستاره المخملي الأسود على غرفتي وجفا النوم عيني كعادته في كل مرة وأنا أحاول التوسل به كي يعاودني بين الحين والآخر ليرتاح جسمي الممد على الأريكة بصعوبة أتقلب فيها يمينا وشمالا بدون جدوا وعيني الشاخصة إلى جدران الغرفة التي تزينها صورنا التذكارية المملوءة بعطر رائحة أنفاسك الزكية التي طالما أنعشت رئتي وجسمي الذي يحن لتلك الأيام الجميلة التي تقاسمناها هموما وعشقا وهياما نذوب بها يوميا وكل لحظة بجمالها وعذوبتها صباحا ومساءا تحت ضياء القمر ليلا كشاهد علينا نرسم ملامح حياتنا المستقبلية بكل تفاصيلها ومقاساتها نضع خطوطها على صحف كتاب العمر المدفون تحت طياته صورك المبعثرة على صفحاته أتفرسها , فكل صورة لها طعم ومعنى وذكرى عشنا لحظاتها سويا . كم جميلة تلك الصور وأنا أقلبها بين أصابعي لتلامس نعومتها كفي أشبعها لثما وتقبيلا أحسها تزيد عذابي ومعاناتي المتوطنة بداخلي تجري في عروقي كقطرات الدم المتدفقة في أوردتي الضعيفة تأجج عذابي وآهاتي كلما نظرت أليها . لم أعرفك بها القلب القاسي وأنت تحاول أن تخرج من حياتي التي كنتُ آمل منها السعادة والمحبة إلى الأبد تحنو عليّ ويداك تتوسد رأسي وأناملك تداعب خصال شعري الطويل المسترسل بيننا كطفل رضيع يحتضن أبواه كنتُ أسمع أنفاسك وهي تعزف أحلى الحان الحب لأذني وهي تهدهد ترانيمها لتنام وتغفو عليها عيني . أما حان لهذه العذابات أن تتوقف بإطلالتك لتقّبّل بين عيني التي أتعبها سهر الليالي وتمسح عن مقلتي الدموع التي تغرق وسادتي يوميا فمكانك في القلب باق يتربع عرشه بكل شموخ وكبرياء فيه لتعيد الفرحة والبسمة والسعادة لي ثانية )

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here