الديمقراطية عملية بناء

نعم الديمقراطية عملية بناء وتحتاج الى بناة ديمقراطيون متمسكون بقيم واخلاق الديمقراطية فأعراف العشائر وشيوخها لا يبنون ديمقراطية ولا صاحب النزعة الطائفية والقومية النازية يبني ديمقراطية ولا الانتهازي الذي يسعى لمصلحته الخاصة يبني الديمقراطية ولا الذي يتعاطى الرشوة ويستغل نفوذه يبني الديمقراطية فالويل للديمقراطية وللشعب اذا هؤلاء تمكنوا من تضليل الشعب وخداعه وبالتالي اختراقه وتقدموا مسيرته ورفعوا شعارات الديمقراطية فانهم بذلك سيفتحون على الشعب باب جهنم ويحشرونه بقوة السلاح فيه وهكذا يخرج الشعب من نار ويدخل في نار اشد منذ 8-شباط 1963 الذي يعتبر من اشد ايام العراق دموية وظلاما حيث سيطرت مجموعات الاعراب الصحراوية والاعراف العشائرية وبدات تزداد نفوذا وسطوة وقوة حتى اصبحت هي السائدة وهي الغالبة في العراق لهذا لا ديمقراطية ولا دستور ولا قانون ولا مؤسسات دستورية ولا قانونية كلها اصبحت لا قيمة لها ولا اهمية لا يسمح لاي مواطن التقرب منها حتى لو حاول تنظيفها من الغبار الذي اكلها
من هذا يمكننا القول لا ديمقراطية ولا تعددية فكرية وسياسية الا بالغاء القيم البدوية والاعراف العشائرية وشيوخها وخلق انسان عراقي حر العقل يعتز بأنسانيته وعراقيته ويفتخر بهما للاسف لم تحدث هذه الحالة بل حدث العكس حيث بدأت حملة واسعة لنشر القيم البدوية الوحشية والاعراف العشائرية وشيوخها واصبح العراق وشعب العراق وثروة العراق في خدمتهم وتلاشت الدولة بكل مؤسساتها الدستورية والقانونية
لهذا بدا العراق يتقهقر الى الوراء قد يصل الى ايام حكم ال عثمان وربما الى ابعد من ذلك
فعلى كل العراقيين الاحرار الذين يعتزون ويفتخرون بعراقيتهم الانسانية ان يتوحدوا بجبهة واحدة بتيار واحد من كل الاطياف والاعراق ومن كل المحافظات ويضعوا الخطط اللازمة والبرامج الناجعة وفق خطوط ثابتة لا يجوز خرقها او التجاوز عليها تحت اي ظرف ومهما كانت التحديات
منها دعم وترسيخ الديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية وحدة العراق والعراقيين الغاء العشائرية واعرافها وشيوخها ورفضها ورفض كل من يدعوا اليها تشجيع القيم والاخلاق الديمقراطية مثل حرية العقل طرح وجهة نظر الانسان بلا خوف ولا مجاملة واحترام وجهة نظر الآخرين
كما يجب عليهم التصدي بقوة لاعداء الديمقراطية لدعاة العشائرية واعرافها ودعاة الانصال ذات النزعة الشوفينية النازية
قلنا ان الديمقراطية عملية بناء كأي بناء نريد بنائه ليست سلعة نستوردها كما نستورد الملابس والسيارات واساس الديمقراطية هي عملية الانتخابات
وهذا يعني لا ديمقراطية بدون انتخابات وكلما كانت الانتخابات نزيهة وصادقة كلما كانت الديمقراطية صحيحة ويأتي ثمرها صالحا جيدا شهيا على خلاف لو كانت الانتخابات مزورة غير نزيهة فياتي ثمرها فاسدا ملوثا ساما
لهذا نرى اعداء العراق اعلنوا حربهم على العراق والعراقيين من خلال افشال الانتخابات من خلال تزويرها شراء الاصوات التصويت بدوافع عشائرية طائفية عنصرية
لهذا على العراقيون الاحرار في كل المحافظات العراقية من كل الالوان والاطياف سواء كانوا داخل العراق او خارجه ان يتفقوا على الحقيقة الواضحة وهي لا مستقبل لاي قومية طائفة دين في العراق الا في عراق ديمقراطي تعددي واحد موحد حر مستقل واي دعوة للعشائرية للطائفية للقومية للاقليم في هذه الفترة يعني اعلان الحرب على العراق والعراقيين جميعا حيث اثبت ان مثل هذه الدعوات مصدرها دول اجنبية لها مآرب وغايات خاصة والضحية هو الشعب العراقي بشكل عام والقومية او الطائفة بشكل خاص
وهذا ما حدث للكرد على يد اردوغان
وما حدث للسنة على يد ال سعود
فلا حل لمشاكل العراقيين الا بالديمقراطية
ومن هذا المنطلق يمكننا معرفة العراقي الصادق الحر النزيه من الكاذب العبد العميل
فمن يسعى لبناء عراق حر ديمقراطي تعددي واحد موحد يحكمه القانون والمؤسسات القانونية يضمن لكل العراقيين بكل اطيافهم المساوات في الحقوق والواجبات ويضمن لهم حرية الرأي والعقيدة انه عراقي حر ومخلص اما الذي يستغل اوضاع العراق الصعبة وتكالب الاعداء عليه باسم العشيرة القومية الطائفة الدين وغيرها فانه عميل وخائن وحقير باع العراق والعراقيين لاعداء العراق
مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here