العراق دولة فاشلة تحكمها أحزاب فاسدة لا ينفع معها الا القلع

بقلم: الدكتور سامي آل سيد عگلة الموسوي

هناك سؤال اصبح يطرح نفسه بإلحاح وهو هل كان صدام حسين محقاً حينما ابعد جميع الشراذم والوجوه الكالحه الموجودة في الحكم والسياسة العراقية واعتبر ان ايران خميني مصدر خطر على العراق؟ نحن لا نتفق مع سياسات صدام لأنها هي التي أوصلت هذه الشراذم للحكم ولكن اصبح مما لا يدعو للشك ان اقصائه للأحزاب الشيعية والسنية والكردية الحالية كان صواباً شهدت عليه السنوات الخمسة عشرة منذ تسلم هذه الأحزاب السلطة وبشكل بغيض …. كما وأثبتت الاحداث المتتالية والتدخل الفارسي المقيت ان ايران لا تريد للعراق الا الضعف والتشتت والطائفية وابقائه (بازاراً) لتصريف سلعها البائرة ودس عملائها من الأحزاب والمنظمات المعروفة لتكريس اجنداتها التي لم تعد خافية على احد… وهذه الاجندات الجاهلة لا تتماشى مع مذهب اهل البيت الصحيح فهو منهم براء …

لقد كشفت سنوات الحكم الطائفي الشيعي السني الكردي منذ عام ٢٠٠٣ لحد الان بأن الأحزاب والكتل الطائفية ما هي الا عصابات تتحكم فيها الطائفية والمذهب والدين (غير الحق) والمحسوبيات والمنسوبيات والاعراق المختلفة وهذه كلها تدخل ضمن تعريف العصابات وتصب في خانة الظلم والفساد والاستهتار بحياة وكرامة الشعب.

هذه الشراذم من حزب الدعوة والحزب الإسلامي والأحزاب الكردية وأحزاب السنة والشيعة الطائفية لا تمثل الوطن ولا حتى المكونات التي أتت منها بل هي عبارة عن واجهات تدعي الانتماء لهذا الطرف او ذاك ولكنها لا تخدم الا أصحابها ومن هم على رأس قمة الفساد. لا يوجد استثناء لاحد بما في ذلك الرئاسات كرئاسة البرلمان الفاسدة من أمثال سليم الجبوري وهمام حمودي وآرام الشيخ والذين اقاموا الدنيا لانهم خسروا في الانتخابات وسوف يجرون البلد للاقتتال بعد حين. اذ يبدو انهم وبسبب خسارتهم سوف يدفعون الناس نحو الحرب الاهلية كعقوبة لهم لانهم لم يعيدوا انتخابهم.

اما رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي الذي هو جزء من حزب الدعوة العميل لإيران فهو من الضعف بحيث لا يستطيع ان يصرح بان ما يقوم به سفير ايران وتدخل رجل المخابرات قاسم سليماني غير مقبول …. وهو عدما سأله احد الصحفيين حول ذلك اجابه بان للدول المجاورة مصالح وهي تدافع عن مصالحها! هذا هو عين النفاق وعين الاستهتار بالشعب والوطن اذ ان رئيس وزرائه لا يقدر ان يفرق بين التدخل في الشؤون الداخلية وبين المصالح المتبادلة … ايران وسفيرها تعلن كل حين تدخلها بكيفية تكوين الحكومة العراقية وعدم سماحها لا طراف بان تكون على رأس السلطة بينما حيدر العبادي يسمي هذا مصالح!؟ اذا كان حيدر العبادي يخاف من استدعاء سفير ايران وتحذيره من التدخل او طرده لأنه غير مرغوب به فكيف سيحارب الفساد بولاية ثانية وعلى رأس قمة الفساد مسؤوليه هو من حزب الدعوة من أمثال نوري المالكي وإبراهيم الجعفري وباقي جوقة الفساد ممن هم مدعومون من ايران مثل حسين الشهرستاني ومن لف لفهم.

هذه الشراذم لا يستثنى منها اياد علاوي ولا أسامة النجيفي ولا عمار الحكيم ولا أعضاء البرلمان ولا حكومة العبادي لانهم هم جميعاً سبب الفساد وتدهور الخدمات كلها وانحدار البلد نحو هاوية الفشل بحيث اصبح العراق يقارن مع بلدان في ذيل القائمة من الفقر والجهل والتخلف بعد ان كان يعد من البلدان التي في طورها لتكون متقدمة في أعوام السبعينات والثمانينات حتى جاء خميني هو وصدام ودمر كل شيء بحربه الضروس والجبانة.

لقد قلناها سابقاً بان بقاء وجوه الشر والفساد تتربع على هرم السلطة في الكتل الحالية كلها سوف يؤدي الى فشل العراق ليس كدولة فحسب بل سيجر الشعب للاقتتال وهذا ما سمعناه من اكثر من واحد من هذه الوجوه الكالحة. وخير دليل على ذلك الايام الماضية بعد الانتخابات والتي أصبحت مرفوضة ومشكك بها من قبل الفاشلين والخاسرين ومقبولة ومرحب بها من قبل من فاز منهم مهما كان سبب الفوز..

الحل الوحيد هو ان يتم قلع هذه (السرطانات) الفاسدة قلعاً يمرون به في قفص الالتهام الذي تم محاكمة صدام فيه … وهذا اشرف لهم من ان يتم قلعهم من قبل الشعب لان تأريخ الشعب العراقي معروف وهو ان يصمت قليلاً ويصبر قليلاً ثم ينفجر واذا انفجر فانه يسحل ظالميه سحلاً … وقد يتمنى الظالمون ان يتم سحلهم في الدنيا لان هذا السحل الدنيوي قد يقلل عنهم السحل على وجوههم ليكبوا في النار في الاخرة …

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here