متحف للقنادر

د . خالد القره غولي
يُحدثنا التاريخ عن تاريخ القنادر منذ أن لبسها الإنسان قبل 40000 عام كما يؤكد بعض المؤرخين حين قرر أحد الملوك ، وكان يسير حافياً هو وشعبه أن يفرش الطرق بالجلد لأنه وحاشيته وجنوده تورمت أقدامهم من السير حفاة ! لكنَّ أحد مستشاريه قدم له مقترحاً بأن يرتدي حذاءً من الجلد بدلاً من إكساء الشوارع بالجلود .. وهكذا بدأت قصة القنادر ( وهو الأسم الشامي للحذاء) حتى بداية القرن السادس عشر حين أضاف له الأوربيون الكعب وبعض المتغيرات .. والتمييز بين الحذاء الرجالي والنسائي .. وتطورت صناعة القنادر حتى وصل سعر بعضها الآن في الأسواق إلى آلاف الدولارات .. ولاتكتمل أناقة الرجل إلا حين يرتدي حذاءً جميلاً .. وٍسألتُ أحد الأديبات العراقيات عن تميز الرجل لديها حين تنظر إليه فقالت أنظرُ إلى حذائه أولاً ! .. وللأحذية قصص وعبر خذلها التاريخ كخفي حنين وحذاء سندريلا وحذاء نيكيتا خروشوف الرئيس الروسي الأسبق حين رفع حذاءه في الأمم المتحدة أمام رؤساء وملوك العالم آنذاك متحدياً أمريكا في أزمة صواريخ جزيرة الخنازير الكوبية .. وهناك ركاعي قنادر أصبحوا رؤساء كالدكتاتور الروماني تشاوشيسكو .. والعراقيون لهم أهزوجة أطلقوها أبان الحكم الملكي تحدياً لحكومة نوري السعيد ( نوري سعيد القندرة وصالح جبر قيطانه) ! وقبلهم الشاعر البغدادي الشعبي الراحل الملا عبود الكرخي حين أرسل نظارته مع صانعٍ لتصليحها لدى أحد اليهود .. لكنَّ النظاراتي اليهودي أصرَّ على دفع الأجور أولاً فأرسل له بيتين مع الصانع ( روح كله خلي يدز المنظره .. ياقندرة ياأبن القندرة ) حسبما أعتقد .. وتوالت حكايات القنادر حتى وصلت ذروتها في ضرب عدد كبير من الرؤساء والشخصيات البرلمانية بالقنادر ومنها العتك واشهرها القندرة التي ضُرب فيها المجرم بوش والقنادر التي أُطلقت أخيراً في مجلس النواب العراقي ! وعلى مايبدو فإنَّ القنادر متعددة منها قصير المدى ومنها بعيد المدى ومنها المحرم دولياً .. والغريبُ في الأمر أنَّ الإسلام لايحرم حتى الصلاة بالقندرة إذا تم التأكد من الطهارة ولاتوجد عقوبة شرعية أو قانونية لمن يستخدم قندرته وبدون تردد .. لضرب من يتجرأ على الكذب والتلاعب بمصير شعبنا العراقي العظيم أنى كان موقعه ومنصبه .. فأفضل وسيلةٍ هي الضرب بالقندرة العتيكة لأن الجديدة سوف تُبقي من يضرب بها تك وتك أو يذهب حافياً إلى بيته .. والتوصية بتأسيس متحف دولي للقنادر تابع لأحد منظمات الأمم المتحدة ..مع شديد أسفي لحرارة بعض الكلمات

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here