أسوأ الخيار هو الاختيار بين السيء والأسوأ

بقلم مهدي قاسم

يبدو أن الخيار بين بين السيء و الأسوأ كأنما قد أصبح قدر العراقيين الدائم في العقود الأخيرة ..

فهل يرجع سبب ذلك لاعتقادهم بعدم وجود ما هو أحسن و أفضل ؟! ..

بحكم هيمنة مظاهر العجز و الاتكالية و اليأس و الإحباط و الخيبة الدائمة من أي تغيير إيجابي نحو الأفضل ؟! ..

إذ ما أن ابتهج غالبية العراقيين بفضل خلاصهم من طغيان صدام وحروبه الداخلية والخارجية و أساليبه القمعية و الديكتاتورية الخانقة ، حتى بدأ الكثير منهم يحنّنون مجددا إلى ذلك الزمن الدموي الرهيب ، زاعمين أن نظامه الديكتاتوري المسعور كان أفضل من النظام الحالي لأنه كان يوّفر لهم شيئا من الأمن و الأمان ، متناسين طاحونة الموت اليومي الدوّارة بسبب الحروب و الإعدامات والاعتقالات و غرف التعذيب و الحصار الاقتصادي الذي جعل بعض العراقيين أن يبيعوا حتى نوافذ بيوتهم و قسم من أثاثهم و غير ذلك لتأمين لقمة خبز شحيحة لأفراد عائلاتهم .

بينما سافرت نساء عراقيات ليبعن نعالا و خرقا بالية أخرى على أرصفة عمان و دمشق بغية تأمين المعيشة لأطفالهن ..

و الآن يجد بعض العراقيين أنفسهم مجددا أمام الاختيار بين السيء و الأسوأ ،

أي بين العبادي و المالكي ، على أساس أن حيدر العبادي أفضل من نوري المالكي بعض الشيء أو بالأحرى أقل سوءا !!..

ربما أن هذا التصور هذا قد يكون صحيحا بشكل من الأشكال كمقارنة سياسية فحسب بيين سياسيين أحدهما أضر كثيرا بينما الآخر قليلا جدا ..

غير أن السؤال الأهم هنا :

ــ يا ترى لماذا يجب على العراقيين أن يختاروا بين السيء و الأسوأ دائما و أبدا ؟! .

فهل إلى هذه الدرجة قد بات المجتمع العراقي عقيما وعاجزا عن إنجاب زعيم سياسي أفضل بكثير من بين صفوفه وشرائحه الاجتماعية المتنوعة ، ممن يستطيع إنقاذ العراق من وضعه المزري الراهن وذات أفق مسدود و مظلم نحو عصر البناء و التعمير و التحديث و العصرنة؟..

نحن لا نظن ذلك ..

ولكن إذا كان الأمر هكذا و بالفعل فإن المجتمع العراقي يستحق مصيره الحالي ..

فلا أسف عليه ولا هم يحزنون ! ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here