سؤال بسيط الى وزارة الكهرباء . أين ذهبت 50 مليار دولار ؟

يعيش الفساد في عصره الذهبي في العراق , وحكاياته التي هي أغرب في الخيال , في السريالية الغرائبية , في نظام الاحزاب الطائفية الحاكمة , التي تدير أدارة البلاد وشؤون العباد , تحت بركات حكم نظام المحاصصة الفرهودية , فقد تفاحلت المشاكل والازمات اكثر من السابق , منذ سقوط النظام الدكتاتوري , ولحد آلآن وعلى مدى 15 عاماً , عجزت الحكومات المتعاقبة , في معالجة مشكلة الكهرباء , فقد اصبحت الازمة الخانقة , التي تروع وترهق المواطن ظلماً وتعسفاً , في شكلها البربري والهمجي , وتمثل لوحة قاتمة السواد للعراق والعراقيين , فقد فشلت هذه حكومات العهد الديموقراطي القرقوزي , في ايجاد معالجة وحلول تريح المواطن , من الانقطاع التيار الكهربائي ولساعات طويلة , وخاصة في فصل عز الصيف الملتهب والحارق , في القيظ الجهنمي والعطش , دون رحمة بالعباد , في ايجاد بصيص انفراج لهذه الازمة المستفحلة , فقد رفعت الحكومات المتعاقبة , الراية البيضاء بالفشل الذريع , في تحسين تشغيل التيار الكهربائي , حتى لو اكثر ساعة او ساعتين اكثر من السابق , رغم ان الدولة ضخت مبالغ طائلة وخرافية , تقدر بمبلغ 50 مليار دولار . لكن ازمة الكهرباء تسير من السيء الى الاسوأ , حتى أسوأ من العهد النظام الدكتاتوري السابق , الذي كان يجهزالمواطنين , في تشغيل التيار الكهربائي يومياً , من 5 الى 8 ساعات يومياً , بينما نظام المحاصصة الفرهودية , لم تتعدى ساعات التجهيز عن 3 الى 5 ساعات يومياً من تشغيل التيار الكهربائي , ومهما ضخت من اموال اضافية , لم يتغير الوضع المأساوي قيد أنملة , كأنها تزرع في ارض صحراوية قاحلة ورملية , او بالاحرى لا تذهب الاموال الى معالجة مشكلة الكهرباء , وانما تذهب الى جيوب الفاسدين , بضمائر ميتة , وقلوب حجرية , لاتعرف الرحمة والشفقة . او ان المواطن خارج المنطقة الخضراء , يعتبر من الحيوانات السائبة التي لا تستحق العيش والحياة , وإلا ما معنى المنطقة الخضراء تتمتع ببذخ الكهرباء والاسراف في الاستهلاك , لا ينقطع عنها التيار الكهربائي طوال اليوم , حتى ولا لحظة واحدة , رغم حجم الاستهلاك والاسراف الكبير بالطاقة الكهربائية . والمواطن خارج هذه المنطقة الخضراء , اي في المنطقة الحمراء , محروم من هذه النعمة ومن بركة الكهرباء . لماذا يتجرع القيظ الملتهب والعطش , في انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة . ولم يسمع المواطن , سوى الوعود , تبشر به وزارة الكهرباء كل عام , بأن هذا العام سيتحسن انتاج الطاقة الكهربائية بشكل كبير , ولا ينقطع التيار الكهربائي لساعات طويلة , وسيشهد المواطن تحسن كبير في تشغيل التيار الكهربائي ويتمتع بصيف بارد داخل بيته , ولكن يحدث العكس تماماً , حيث ينقطع التيار الكهربائي , في عز الظهيرة الحارقة والساخنة , وتكتمل فصول المأساة العراقية . فلا كهرباء ولا ماء . كان هناك نهج في تعذيب المواطن بشكل سادي دون رحمة وشفقة . ان ازمة الكهرباء , تمثل صورة ساطعة لشريان الفساد الشرس , الذي استولى على عقلية المسؤولين والمشرفين عن شؤون عباد الله , بأن كلما ترصد الاموال وتضخ المبالغ الطائلة , يبلعها الفساد ( مثلث برمودا ) . فلا تحسين في خدمات الكهرباء , كالخدمات الاخرى التي تشهد البؤس والحرمان في كل ميادين الحياة . وهذه المشاكل والازمات , باقية مع , لا يمكن ان تزول , مع وجود الاحزاب الفاسدة ونظام المحاصصة الفرهودية في دفة الحكم والسلطة . تظل خيرات العراق لحيتان الفساد وحدها دون غيرها , اما المواطن مغلوب على أمره , فلا في العير ولا في النفير ……………….. والله يستر العراق من الجايات !!

جمعة عبدالله

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here