الامام علي المقياس الذي نقيس فيه الانسان

الحقيقة لا اجد اي صفة اعظم واكبر واجمل من عبارة الانسان فعبارة الانسان تمثل روح الله ولا شك ان روح الله التي اودعها الله في هذا الكائن المقصود بها هي العقل وبفضل روح الله اي العقل اصبح هذا الكائن المخلوق انسان واصبح سيد الوجود وخليفة الله في ارضه وكل شي في هذا الوجود في خدمته ومن اجله حتى قال الله له استخدم العقل تكون مثلي انا اقول للشي كون فيكون انت تقول للشي كون فيكون
فالانسان هو الذي يعيش للانسان للحياة ويموت من اجلهما ولا يشغل نفسه بأي شي خاص لنفسه لو دققنا في حياة الامام علي لاتضح لنا بشكل واضح انه انسان بالمعنى الكامل للانسان
انه يرى الحياة في حياة الآخرين حتى لو مات من اجل ذلك
وكان يرى السعادة في سعادة الآخرين حتى لو شقا من اجل ذلك
وكان يرى الشبع في شبع الآخرين حتى لو جاع من اجل ذلك
لهذا لست مبالغا اذا قلت ان الامام علي هو المقياس الذي نقيس به الانسان قاذا كان بمستوى حبه للناس وللحياة وبمستوى تضحيته نقول انه انسان والا فانه دون الانسان لا شك ان الانسان منذ ان بدأ يعي ويدرك بدأ يفكر ويسعى من اجل خلق انسان كاملا ومن المؤكد سيتحقق ذلك في المستقبل لهذا اختلف الناس فيه فهناك من قال انه اله وعبده وهناك من قال انه شيطان وكفره لانهم يجهلون الانسان
فكان يرى الدين والخلافة والامامة والدين لا قيمة ولا اهمية لها حتى ولا تساوى الحذاء البالي الممزق اذا لم يقم عدلا ويزيل ظلما وكان يرى الحاكم الخليفة المسئول مجرد خادم للناس وليس سيدا عليهم انه في خدمتهم ومن اجلهم وليس هم في خدمته ومن اجله
لهذا حدد وضع الحاكم المسئول وحالته
على الخليفة الحاكم المسئول ان يأكل يلبس يسكن ابسط ما يأكله يلبسه يسكنه ابسط الناس واعتبر الخليفة الحاكم المسئول التي تزداد ثروته عما كانت عليه قبل تحمله المسئولية والذي يعيش مرفه منعم والناس ا حوله في نصب وعناء لص وفاسد لهذا انه فضل الحاكم الكافر ا العادل الصادق على المسلم الجائر الكاذب فكان يرى الفقر كفر والجهل كفر والظلم كفر لهذا ركز بقوة على هذه الامور وسعى بكل جهده من اجل القضاء على هذا الكفر فالمجتمع الذي فيه فقير واحد مجتمع كافر والذي فيه مظلوم واحد مجتمع كافر والذي فيه امي واحد مجتمع كافرحتى لو تحول كل بيت الى مسجد
لهذا نرى النخبة الاسلامية رفضته واعلنت الحرب عليه واتهمته بالكفر والخروج على الشريعة ووقفت بقوة ضده ومنعت افكاره وشوهتها وذبحت من يطلع عليها وشنت اكبر حملة اعلامية من اجل الاساءة اليه واتهامه بكل التهم وذبحت كل من يؤيده ويناصره ويكون معه لانها ترى فيه سدا منيعا يحول دون تحقيق رغباتها وشهواتها الخاصة فكانت ترى في الحكم عطية من الله لانها افضل الناس وعلى الناس الخضوع والاستسلام لها لكن افكاره الانسانية تمكنت من اختراق كل السدود والموانع التي خلقها اعداء الحياة والوصول الى عقول الجماهير المهمشة في قاعدة المسلمين فدفعتها الى التحدي ضد الفئة الباغية النخبة الاسلامية وأطاحة بها اختارت الامام علي خليفة للمسلمين وهكذا كان الامام علي اول خليفة اختارته قاعدة المسلمين متحدية النخبة الاسلامية للاسف ان القاعدة الاسلامية يغلب عليها الانفعال وعدم التنظيم وغلبة القيم العشائرية والبدوية ووحشية وقسوة الفئة الباغية سهل للفئة الباغية بقيادة ال سفيان التي تظاهرت بالاسلام كذبا وقررت الكيد للاسلام والمسلمين سرا وبدأت بخلق الاكاذيب والافتراءات وخلقت التكتلات ومجموعات القتل وصنع ماكنة اعلامية لاثارة الفتن بين القبائل واعادة النزعة العشائرية القبلية البدوية والقضاء على القيم والمبادئ الانسانية الحضارية الاسلامية
وهذا يعني ان الامام علي اول صرخة اسلامية كانت تستهدف اصلاح الاسلام وتجديده واطلاق سراحه من قبضة الفئة الباغية التي اختطفته ووضعته بين انيابها ومن ثم دفنه
فالاسلام رحمة للعالمين والرحمة تأتي من خلال تصرف المسلم مع الآخرين من حب وصدق واخلاص وتضحية لا يريد شي لانه مسلم
فكان يرى الجهاد هو قول كلمة حق بوجه سلطان جائر والشهيد هو الذي يقول تلك الكلمة فيقوم السلطان الجائر بقتله وليس الجهاد غزو الآخرين وذبح ابنائهم وسبي نسائهم واخذ اموالهم وفرض الاسلام بالقوة هل يرضى الله بهذا الاسلام هل يرضى الله ان نرفع السيف على الآخر ونقول له قول اشهد ان لا اله الله ومن ثم اسر زوجته بنته ونهب امواله لا شك انها عادة جاهلية معادية للاسلام
لهذا فصرخة الامام علي فزت ورب الكعبة اول صرخة للانسان الذي يرغب في الحرية وخلق انسان حر وبناء حياة حرة كريمة المؤسف والمؤلم لم نجد من فهم هذه الصرخة ومن جددها وطورها ودفعها الى الامام ورفعها الى الاعلى هل هناك شك اذا قلنا ان الامام علي هو المقياس الذي نقيس به الانسان
نعم تمكن اعداء الحياة والانسان ان يذبحوا جسده الا انهم عجزوا عن ذبح روحه بل بقيت تزداد سموا وتألقا بمرور الزمن الا اني اخشى على روحه من اولئك الذين يدعون انهم من محبيه ومن انصاره الا انهم يسلكون مسلك اعدائه فهؤلاء هم الذين يقتلون روحه
مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here