العراق مقبل على كوارث ان لم يتم تحرير المنطقة الخضراء والقضاء على الفساد

بقلم: الدكتور سامي آل سيد عگلة الموسوي

مرت ١٥ سنة على الاحتلال الأمريكي البغيض للعراق والذي جر خلفه احتلالات عديدة منها ظاهره ومنها باطنة مثل الاحتلال الايراني المتخلف والاحتلال الداعشي القبيح والاحتلال التركي في شمال العراق وغيرها من احتلالات اقتصادية ونفطية.

الذين وصفهم (بول بريمر) بانه جاء بهم من الشوارع ….. من سياسي التسكع في الاجورد رود في لندن وازقة قم ومقاهي حي السيدة زينب ومن الذين كانوا يعتاشون على الصدقات الاوربية كمعونات او المسجلين بعاهات نفسية ومن الذين قتلوا العراقيين جنباً الى جنب مع حرس خميني وغيرهم هؤلاء كلهم هم الذين دمروا العراق وجعلوا منه بلداً فاشلاً يأن تحت وطأة من الجهل والتخلف والطائفية والفوضى والامراض والدمار الذي حل بكافة المفاصل المهمة للدولة والمجتمع. وبعد كل هذا الدمار تلوح ازمة خراب أخرى هي المياه التي يتم قطعها او تلويثها من قبل ايران وتركيا. و لا يوجد استثناء لهذه الاشكال والوجوه الكالحة التي بسبب عدم نضوجها وعدم امتلاكها للحس الوطني والديني الصحيح بل تلبسها بالدين ظاهراً فقط وتشبثها بالمذهب تعنتاً تحول العراق الى بلداً فاشلاً بعد ان كان متقدماً. كان من الممكن لو توفرت القيادة الحكيمة للعراق ان يوفر العيش الكريم والحر والمترف لكافة مواطنيه خلال ١٥ سنة مضت.

الانتخابات التي مرت منذ ما بعد سقوط بغداد بيد القوات الغازية الامريكية هي لم تكن سوى إعادة تلك الوجوه الكالحة للسلطة ولا تختلف انتخابات ٢٠١٨ بل اثبتت الايام الماضية مدى تغلغل الفساد في كافة السلطات والهيئات والأحزاب العراقية. كما وأثبتت مدى عمالة هذه الأحزاب لإيران ولغيرها من الدول الإقليمية والدولية.

الان وقد اعيد انتخاب نفس الوجوه وقد تسابق الجميع يسقط بعضهم بعضا…… والصراع المستميت على السلطة فان العراق لامحالة مقبل على ما هو اشنع واخطر. لقد اصبح سياسي العراق مثار للضحك والسخرية عندما وقفوا على أبواب السفراء من أمثال السفير الأمريكي والسفير البريطاني ناهيك عن السفير الايراني وجماعة قاسم سليماني … وقفوا يستجدون منهم العطف بان يتم شمولهم في التشكيل القادم من الحكومة او من اجل الشكوى حول الانتخابات (المهزلة). انها فعلاً يستحق ان نسميها ام المهازل او ام الفوضى او مسخرة الدهر. لعل تلك هي الفوضى التي تحدث عنها ممثل السيد علي السيستاني يوم الجمعة الماضية.

هم يعيبون حكم البعث ويتخذونه عاراً وسخرية ولكنهم أسوأ واكثر سخرية واشمل عاراً من حكم البعث …. بل يكفيهم عمالتهم الطاغية تردياً وسقوطا. مقارنة بسيطة تثبت بان العراق في حكم البعث كان يعد من الدول التي تسير نحو ان تكون دولة متقدمة في كافة المجالات وكانت ذات سيادة قوية وجيش قوي وتطور مضطرد وامن محكم وكهرباء لا تنقطع وصناعات عسكرية وغير عسكرية تتنامى وتعليم قفز بشكل كبير قفزات مدروسة ومجال صحي يفوق ما هو موجود في الدول الإقليمية وزراعة تفيض للتصدير ونفط اصبح بيد الدولة العراقية والقضاء على البطالة والقضاء على الامية وغيرها …. نحن لسنا مع الحكم الدكتاتوري الظالم الذي استفرد به صدام حسين ولكن ضربنا مثلاً بذلك لكي يتضح بأن الوجوه التي قدمت من الشرق والغرب هي أسوأ من صدام بكثير جداً …

منذ السقوط ولحد الان اصبح العراق البلد الزراعي وبلد المياه الفائضة بلا زراعة فهم دمروا الزراعة كما ودمروا الصناعات كلها وصارت مشكلة الكهرباء من المستحيلات التي أصبحت لغزاً محيراً يعجز عن استقصائه جهابذة الفكر والعقول …. ولكن يعرف سببه وزراء نوري المالكي في الكهرباء والطاقة ووزراء العبادي (الدعوچي الاخر) وحرامية المنطقة الخضراء …. ولقد ضاع الامن وانعدم التخطيط (كانت في عهد صدام توضع خطط خمسية) وتشرذم الشعب الى طوائف ومذاهب تم تشريعها بالدستور الذي كتبه هؤلاء ليتماشى مع عقولهم المتخلفة. ولقد تم بيع النفط للشركات الأجنبية لكي يحصل وزير الطاقة والنفط وجلاوزته على العمولات كما وتمت سرقة أموال الشعب بشكل او باخر ….. كان النفط في عهد صدام قد عاد للدولة العراقية فاحدث ثورة اقتصادية قبيل الحرب الصدامية الخمينية.

ومن اهم الامور التي تجعل المفسدين وحرامية المنطقة الخضراء الحاليين والذين انهزموا بالأموال لا يتحملون الا ان يبقوا في السلطة لانهم يخافون اذا جاء غيرهم فقد يكشف المستور ويعرضهم للمحاكمة …. وهنا لابد من المقارنة مرة أخرى في عهد صدام لم يكن لوزير ان يسرق شيء ما عدا راتبه المسموح به ولو سرق اقل شيء فأن صدام سيعدمه …. فمن هو الذي يستحق العار والشنار أصحاب المنطقة الخضراء اليوم ام صدام الذي كان على حق عندما طردهم ولم يسمح لهم ولأحزابهم العميلة ان تشارك في الحكم لانهم اثبتوا للعالم اليوم صحة ما فعله بهم صدام …. ونحن لا ندافع عنه لأنه رجل قد ولى لدار حقه… ولو انهم قاموا بأثبات العكس لكان لنا كلام غير هذا معهم ولكننا ندينهم من خلال افعالهم وما عملوه بالعراق خلال سنوات عجاف من العمالة والدمار والفساد والحرامية والشعارات الزائفة والتلبس بالدين والمذهب وتجهيل الناس وتدمير كل شيء ما عدا شيء واحد هو تربعهم على عرش سلطة لا يتشرف الحليم ان يقعد مقعدها …

الفساد الذي احدثه هؤلاء في الدولة العراقية لا يمكن تعداده ولا يمكن تصوره وبحاجة الى ثورة تقتلع جذور الفساد والفاسدين وتقديمهم للمحاكمات لينالوا جزائهم …. هل يستطيع الشعب القيام بهذه الثورة؟ ام هل سيقوم بها الجيش مع الشعب؟ الا يرون الشعب الأردني عندما خرج ضد ارتفاع الضرائب فاجبر خلال ساعات ان تتغير الحكومة وتغير نهجها السابق الذي رفضه؟ …..

يبدو ان العراق بحاجة الى ثورة مليونيه مستمرة لاتقف الا بتحرير المنطقة الخضراء وتقديم الفاسدين والفاشلين الى القضاء واستعادة أمواله وكرامته وسيادته المهدورة بين العمالة والتملق…

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here