أنهم يساهمون في انقراض بعضهم بعضا .. فلا بأس !

بقلم ــ مهدي قاسم

الانفجار الذي حدث في مدينة الصدر و الذي نجم عنه سقوط عشرات بين قتيل و جريح وانهيار منازل على رؤوس ساكنيها ومقتل عوائل بكاملها ، نقول أن كل هذا قد كشف النقاب ــ قبل أي شيء آخر عن ـــ وجود دولة داخل دولة ، وحكومة داخل حكومة ، و جيش مدجج بالسلاح ، رديفا موازيا للجيش الرسمي ، طبعا مع وجود مخازن معدات و مواد تفجير و أسلحة متكدسة لمختلف ميليشيات تنشط في مناطق و أحياء سكنية ، وهي في النهاية أكثر نفوذا وقوة و تأثيرا من الدولة الضعيفة و الهزيلة أصلا .

ووجود هذه العوامل و التحديات الشاذة و السلبية و المضرة هو الذي سيبقي الدولة هزيلة و ضعيفة إلى أمد بعيد ، بل تجعل منه حائطا” ناصيا ” لتتبول عليه كل كلاب العالم و جرابيعه ، طالما أن الداخل الشرس المتسلح بالأسلحة والعقائد المعلقة على مشاجب الخراب ، !!، لا يخشى من هذه الدولة شبه المنهارة ولا يحترم هيبتها ـ أن وجدت ــ فكيف بالأمر مع الطامع المتحفز من وراء الحدود و الذي يقتنص فرصا مناسبة ليلحق أضرارا أكبر بالعراق ليبقى منهكا و ضعيفا إلى مدى الحياة..

لذا فمن يعتقد بأنه ( في ظل وجود عدد كثير من ميليشيات مسلحة ومتنافسة فيما بينها ، و كارهة لبعضها بعضا ، أو متعادية و بالضد من بعضها مع بعض ) يمكن إقامة دولة ذات مؤسسات قانونية و مدنية محترمة مع فرض أجواء من أمن و أمان و سيادة قوانين الدولة ، نقول فمن يعتقد ذلك فهو أما ساذج أو خبيث ، فضلا عن أن هذه المجاميع المسلحة و عموما أحزاب الإسلام السياسي ” الشيعية ” تنظر إلى سكان مناطقها التي تفرض عليها سطوتها أو هيمنتها المطلقة ، على أنهم مجرد عبيد و قرابين و نذور ليست رخيصة فقط أنما مجانية أيضا وبلا أية قيمة تذكر، ما عدا كونها أرقام كضحايا تارة من أجل العقيدة أو من أجل هذا السياسي ” المقدس ” أو ذاك ” المبارك ” تارة أخرى ، و قد تجلى كل ذلك من خلال التواطؤ والمساومة والمداهنة مع ممثلي القوى الإرهابية وغير ذلك بهدف البقاء على كرسي المناصب وعند مصادر المال العام بهدف النهب المنظم ..

ولكن الأغرب من ذلك هو أن الضحايا راضون بمصيرهم المزري هذا ــ على الأقل في قرارة أنفسهم ــ و كذلك بوضع تقديمهم كنذور وقرابين بشرية مجانية ، بقيمة قبضة من تراب أو رماد !..

على كل حال فهم يساهمون في انقراض بعضهم بعضا..

فلا بأس !!..

فليكن …..

إذا كان القاضي راضي !! ..

*صور عن مكان التفجير و عن المنازل المنهارة على رؤوس سكانها ..

http://baghdadtoday.news/news/47243/%D9%85%D8%B5%D8%AF%D8%B1-%D9%85%D8%B7%D9%84%D8%B9-%D9%8A%D9%83%D8%B4%D9%81-%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%B5%D9%8A%D9%84-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9-

بالصور … فاجعة مدينة الصدر

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here