الانتخابات العراقية ومجلس النواب المتخوف

فاجات نتائج الانتخابات كل المعنيين في السياسة و كل المحللين و المراقبين للعملية السياسية و خاصة السياسيون الذين يتقاسمون كراسي الحكم و ادارة الدولة العراقية منذ تأريخ الاحتلال الامبريالي لبلد الرافدين، و يخافون القبول بنتائجه من قبل موظفو السياسة و حكام الفساد المستشري في كل خلايا الدولة العراقية، سواءا خلايا القوى التشريعية و كذلك التنفيذية، خوفا من فقدان توازنهم و كشف الفساد، الارث الوحيد الذي يتركونه للشعب العراقي بكل قومياته و معتقداته.

من يطلع على تاريخ والتجارب السياسية الانتقالية للشعوب الاخرى لدول العالم المختلفة ، التي يطبق عليها التعريف السياسي الديمقراطي، يعرف و يفهم جيدا ان من يخسر اي انتخابات يعلن بكل صراحه الاعتراف بنتائج العملية الانتخابية مهما كانت و يقدم التهنئه و التبريك للقوة او القوى الرابحة و يقبل بعملية التغيير، في نفس الوقت يعلن انه سيكون الند القوي كقوه معارضة ضمن العمل السياسي داخل اروقة المجلس الوطني والمجالس الاجتماعيه و يتعلم من هذه الخساره، من المؤكد انها مره، و يصحح اخطائه واضعا معايير جديدة و خطط مستقبلية لحركته السياسية.

في نفس الوقت تعلمنا تجارب الشعوب ان العملية انتخابيه تجري بشكل مخطط، تبدا باستقالة القوة التنفيذية، على ان تستمر في اعمالها بشكل مؤقت لحين تشكيل النظام الجديد، فاما مجلس النواب فيوقف اعماله بذا لا يكون له اي دور و لا القدره على الاجتماع او اتخاذ قرارات مهما كانت لانتهاء دورتها و دورها التشريعي، بذا يغادر كل برلماني مقعده، ليفرغ نفسه في العمل الحزبي من اجل دراسة النتائج الانتخابية و تصحيح سياساته و عمله الحزبي اوالرجوع الى العمل المهني الذي كان يمارسه. هذه هي التجربة السياسية لكل الشعوب المتقدمة

و لكن من يراقب نتائج الانتخابات العراقية وعملية التغييرالمستقبلية يصطدم بواقع سياسي جديد وتجربة لم تحصل الا في قرون مضت منذ زمن في كل العالم . فبعد الاعلان عن نتائج الانتخابات، لتفتح ابواب التغيير الاداري نصطدم بأن المجلس الوطني مازال يبحث عن الاغلبيه لعقد اجتماعاته و اتخاذ قرارات و تفنيد نتائج الانتخابات و تجميد عمل مفوضية الانتخابات حتى تتجاوز على تجميد السفر لاعضاء المفوضية و التشكيك في شخصياتهم، مع ان هولاء الاعضاء جاؤو مع عملية المحاصصة و كانوا قد فرزوا مع العملية الانتقاليه للكتل و الاحزاب المشتركة في حكم العراق و الذين اطلقوا لانفسهم كل الحرية في عملية النهب و الفساد

. و متجاوزين بذلك على كل العميلة السياسية و اخلاقية التغيير الديمقراطي.بذا يمكننا فهم هذا التخلف و عملية الانتقال بانها نابعة من خجل وتخوف للخاسرين ، الذين جاؤا الى الحكم هذه المرة بعدة قاطرات القرن الجديد على خلاف القطار الوحيد لانقلاب الثامن من شباط في بداية ستينات القرن الماضي. انهم انفسهم جاؤا يرافقهم التخلف الحضاري و الاخلاقي ، انهم جاؤا من اجل الترقيع و النهب ثم التقسيم. انهم خدمة اهداف الاطماع الامبريالية في المنطقة

عبد الستار ياره الفلاح

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here