أغيثونــــــي …

بقلم: د.لبنى مرتضى
لاأعرف كيف بدا لي الحلاج وهو يسير في شوارع البصرة قائلا :
(أغيثوني من الله)
هل لأن الآخرين قد وصلوا إلى الحالة ذاتها، ولكن شتان مابينهما هو الخلاف مع اختلاف المجرات الذهنية والفكرية التي يقف عليها كل منهم، فالخلاف عرف في ذاك الوقت مامعنى سطوة المال والمادة على القوم وسطوة السلطان أيضا فوقف في تاريخه المشهور على الوجه الآخر أي اعلانه المعارضة والتي قادت المتصوفة فيما بعد وكان لها اهراماتها الثقافية وأشعارها الصوفية التي لم تزل ينظر لها الغرب بعيون تسكنها الدهشة مثل آثار سوريا ولبنان وإعلانه التحدي والعصيان في وجه سطوة الإثنين: المال والسلطان.
وقال للناس إذا السلطان يحكمنا بأنه هو الحاكم بأمر الله…إذا هل قال الله له أن يحكمنا بهذه الطريقة؟ فأنا هو الحق إن الله الذي نعرفه نحن الفقراء لايمر من قصر السلطان وكلنا نعلم كيف بات الخلاف أحد نقاط النزعات المادية في الاسلام كما قال الاستاذ حسين مروة:
إذا.. مثل هذا الشريط السينمائي الذي يسير دائما في ذاكرتي من أحداث ووقائع تاريخية وفكرية وثقافية كانت زادي في بداية الرحلة لكن كوابيس شرفة لي بالمر تعيد لي الوجع، الوجع على الانسان مثل مايقال عندنا في سوريا ويلنا منهم عليهم أن يصل طاعون النقود إلى هذه السطوة..
أين أنت ياسيزيف؟ لاسيزيف ولامحمد الانكليزي.. إنهم يحتاجون إلى يسوع آخر جديد..يمسح هذا الصدأ عن النفس البشرية..ولكن !! ربما سيصلبونه من جديد على هذه الشرفة قبل صياح الديك..
مسكين هذا النبي جبران كيف مر في الغربة بصراخ قبوره ..
ثلاثة أيام تمر على إنسان مخلوق بشري يموت في بيته وما من أحد..
أنا الضائع مع نفسي،و للألوان مزيج آخر ، انها البشرية التي تحدثك عن الريح وعن الحب وكانت (سيرا ..وسراب)ووجه أمي الذي يطفح بالندى..وهي تقول اريدك عاليا كالغصن وأريد أن أفديك..
ذلك الحلم الذي آثره فرويد عندما قال:
أن الشخصية ميدان لصراع كثير من القوى، والدوافع،وهو ميدان يصطرع بدوره مع ميدان البيئة الاجتماعية والثقافية، وأن تكامل الشخصية رهن بقوة(الأنا) فإن تخاذل الأنا أو ضعف مالت الشخصية إلى أن يختل تكاملها ….

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here