العبادي بين خيارين

عباس الكتبي

يذكر المؤرخون حادثة تاريخية، يقولون: أن هاشماً “الجد الثاني لنبي الإسلام” وعبد شمس كانا توأمين، وأن هاشماً ولد واصبعُ واحدة من أصابع قدمه ملصقة بجبهة “عبد شمس” وقد نزعت بسيلان دم، فتشائم الناس لذلك، من وقوع الحسد والعداوة والبغضاء بينهما. وفعلا قد وقعت العداوة بين ذرية هاشم “وهم العلويون”، وذرية عبد شمس” وهم الأمويون”، وما زالت_العداوة_مستمرة بينهم.

نتائج الإنتخابات العراقية، أنجبت لنا توأمين “سائرون والفتح” فلا توافق ولا إنسجام بينهما، وذلك بسبب الإلصاق الحاصل في قائمتيهما “الشيوعية والعصائب” وهما موضع العداوة بين القائمتين، وربما لا تبشر الأمور بخير في المستقبل بسببهما، وما زاد في الطين بلة أن هناك إلصاق خارجي دخل بينهما “القانون”، والمعروف أن بين المالكي والعامري زواج يحترم العلاقات الزوجية ويقدرها.

بعد زيارة الحكيم للصدر في النجف، حصل أتفاق مبدئي بينهما على أساسيات لبرنامج حكومي بعد السعي لتشكيل الكتلة الأكبر التي تحضى برئاسة الوزراء، ثم لحق بهما علاوي، وقد وثق هذا الأمر بالأمس، عندما سربت بعض وسائل الإعلام وثيقة تم التوقيع عليها من قبل ممثلين عن قائمة سائرون والحكمة والوطنية، تم الأتفاق فيها على المبادئ الأساسية للحكومة القادمة.

هل سيلتحق العبادي بهذا الركب؟ الرجل واقع بين خيارين:( أما الولاية الثانية أو الحفاظ على وحدة الدعوة وكسب رضا إيران) وكأن لسان حاله يقول:( أَ ترك ملك الري والري منيتي أم أقتل وأمزق الدعوة) بالتأكيد لا مناص له من خيار الملك، لأنه إذا قرر التحالف مع العامري والمالكي، ستفكك قائمته فالكتل السنية المنضوية معه ستنسحب لأنها لا تقبل بإيران، أو سيأتيها أيعاز خارجي لها بالإنسحاب.

العبادي تزداد حظوظه وهو قريب جدا من ولاية ثانية، إذا أنضم الى تحالف يجمع( النصر وسائرون والحكمة والوطنية وبعض القوائم السنية والكردية) أما أنضم العامري إليهم فأن العبادي ستتلاشى حظوظه، والأقرب لرئاسة ستكون شخصية مستقلة، لكن في حال أنضمام العامري ستنسحب العصائب منه، وتنفك عقدة النكاح بين الزواج الكاثوليكي، وتربح الشيوعية، عندئذ ستتأجج العداوة بين هذه الأطراف.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here