الهجرات العربية بأتجاه الشرق قديما ! حضرموت ودورها المحوري في نقل الثقافة الاسلامية الى اقطار جنوب شرق آسيا ! – ح 6

(*)
د. رضا العطار

غادر حضرموت في العام 313 للهجرة قافلة من المسلمين تضم عددا من الاسر العلوية، هاشمية النسب, برفقة اتباعهم وذويهم في سفينة شراعية متجهة الى ممالك الهند الصينية, كان من بينهم ابناء الحاج احمد بن عيسى, ابن حفيد الامام جعفر الصادق (ع) . واحمد هذا لقب بعدئذ بكنية المهاجر، نظرا لما قام به من نشاط وهاج في نشر العقيدة الاسلامية في الاقطار التي حل فيها. وعندما وصلت سفينتهم الى الهند لم يلبثوا فيها طويلا بل انما واصلوا رحلتهم في سفر شاق طويل, كانت الرياح الموسمية تجرف سفينتهم بأتجاه الشرق الاقصى حتى وصلوا جاوة، احدى جزر اندونيسيا الكبيرة، بعد خمسة شهور من الابحار, فأرسوا على شواطئها الغربية واستقروا فيها.

تقع اندونيسيا بين المحيطين الهادي والهندي وهي مجموعة جزر تفصل قارة اسيا عن استراليا وتعرف بأسم ارخبيل الملايو، وقوامها جزر كبيرة مثل سومطرة وجاوه واخرى صغيرة مثل بالي وجزر الملوك واخرى جزر صغيرة كثيرة.
تقع اندونيسيا في المنطقة الاستوائية كثيرة الامطار لكن البحار المحيطة بها وكثرة الغابات ساعدت على تلطيف مناخها. وقد جادت الطبيعة عليها بالخيرات التي جعلتها طعمة المستعمرين. ففيها البترول والرصاص والمطاط والقهوة وقصب السكر والقطن والتوابل وجوز الهند والاخشاب وغير ذلك من المواد الضرورية للصناعة.
واكثر الجزر الاندونيسية ازدحاما هي جزيرة جاوه. ففيها ثلاثة اخماس السكان.
وهي اكثر الجزر تقدما من الوجهة الاقتصادية والثقافية.

كان المسلمون التجار والدعاة الاوائل يصلون الى اندونيسيا منذ القرن الاول للهجرة, قادمين من بلدان الشرق الاوسط. وكانت الملايو محطتهم الاولى ولعل اقدم ما يوثق صحة هذه الاخبار هو ما كتبه الرحالة الايطالي مركوبولو عام 1292 م . وكذلك ابن بطوطة عام 1345 م .

* مقتبس من كتاب دائرة المعارف الاسلامية لحسن الامين بيروت 1990
* انتوني نتنج، كتاب العرب، القاهرة 1980

الحلقة التالية في الاسبوع القادم !

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here