بصيص أمل في آلنّفق ألمسدود:

هل بقي ماء وجه للفاسدين المتحاصصيين(1) خصوصا رؤوساء 320 حزباً و منظمةً إرهابية حكموا العراق بآلخداع و الكذب و النفاق لأجل المال والرّواتب ومصرّون على إدامة الفساد بأيّة وسيلة أو عنوان جديد يستهوي أكبر عدد ممكن من المغفليين و الغنم السائرين المنضوين لأجل مصالحهم؟
وهل يدّعون بعد كلّ الذي كان من نهب وفساد وظلم وقتل وسقوط أخلاقي؛ ألدّعوة لله والأخلاص للشعب و الوطن والأمّة؟
سؤآل بدأ يطرح نفسهُ بقوّة و بإلحاح ولا بُدّ من آلأجابة عليه لإرتباطه ببصيص الأمل المتعلق بمستقبل العراق بعد الدخول في النفق المسدود؛ لأننا لا ندري بعد الذي رأينا وشهدنا؛ هل هناك بصيص أمل في إعلان السيد مقتدى الصّدر حول الأصلاح كوريث لآل الصّدر (قدس) لأنقاذ العراق من الفاسدين الذين جعلوهُ أفسد دولة في العالم لأستدانته أكثر من ربع ترليون دولار بجانب هدر ترليوني دولار خلال 15 عاماً لشؤونهم و احزابهم و قصورهم مسبّبين إنهيار الكيان الأجتماعي وسقوط الأخلاق وتعميق العنف والعشائرية وإنهيار البنى التحتية وشيوع آلتخلف والأمية الفكرية وإنتشار الأمراض وإنعدام الخدمات؟

أمّ السيد الصدر هو الآخر إستسلم للأمر الواقع ومدّ يدهُ للفاسدين وعاهدهم على المضي لبناء (دولة “أبويّة”) يشترك فيها جميع الأحزاب التي وصل عددها آلمئات لأستمرار السلب وآلنهب والفساد القانوني لتكون ذريعة للقتل و التفجير و الأغتيالات وكما كان جارياً للآن بعنوان المحاصصة؟

لأنّ إجتماعاتهُ و لقاآته وزياراتهُ – أيّ مقتدي الصدر – بُعَيدَ الفوز و في السّر و العلن مع الحيتان من رؤوساء الأحزاب و آلكتل المتحاصصة للأستمرار في تقسيم الكعكة تحت شعار جديد (إئتلاف سائرون) تُؤشّر إلى آفاق خطيرة و مستقبل أسود لا يُحمد عُقباهُ لأنّها محاصصة جديدة بعنوان آخر و مسميات مرادفة حيث فقد شعبيتهُ مؤخراً للأسف و هو لا يزال في الخطوة الأولى على الطريق – طريق الصدر ألملئ بآلأشواك .. خصوصا بعد أزمة المياة الحالية وعودة الأنفجارات وسقوط الأخلاق!
هذا في وقت أعلن البرلمان وجوب إعادة فرز الأصوات يدوياً لعدم إطمئنان و خسارة جهات و شخصيات عديدة للانتخابات, خصوصا و إن كتلة الفتح كانت مرشّحة لفوزٍ ساحق.

لِكُلّ هذه الأسباب مجتمعةً؛ نرجوا من السيد ألمُقتدى إن لم يتمّ تغيير نتائج الانتخابات؛ ألحفاظ على بصيص النور الذي ظهر لمحاكمة الفاسدين أوّلاً, و إعادة النظر في مواقفه وخططه و طريقة إصلاحاته و إلا فمصيره لا يختلف عمّن سبقهُ في الحكم ويبقى الشعب بعد هذا هو المسؤول الأوّل والأخير لتحديد مستقبل العراق خيراً أو شرّاً قبل موت العراق في النفق المسدود الذي سيخنق الجميع بإستثناء الفاسدين الذين ملأؤا أرصدتهم و بنو قصورهم في عواصم الشرق و الغرب(2)!
الفيلسوف الكوني : عزيز الخزرجي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) فساد ألدّواعش أهون من فساد ألسّياسيين؛ لأن الداعشي قد يقتل شخص أو شخصان أو عشرة أو أكثر بتفجير نفسه, لكن السياسي بفسادة و إدارة و سرقة أموال الناس يُسبّب قتل و أنحراف جيل كامل بل أجيال متعاقبة.
(2) هذا اليوم ذهبتُ برفقة صديق (رجل أعمال) لأستئجار مكتب ولكني فؤجئتُ بكون صاحب البناية عراقيّ من بيوتات آيات الله (الوكيل), و بعد إنتهاء مراسم التوقيع تصورت بكون المكتب في نفس البناية التي وقعنا العقد فيها, و إذا بآلمشرفة على العقود تقول: [مكتبكم في البناية الثالثة], حيث تبيّن إمتلاكهم لثلاثة بنايات ضخمة الواحدة تلو الأخرى في أقدم وأفضل شوارع العاصمة (تورنتو), قلتُ لصديقي: [هؤلاء المجرمين سرقوا حقوقي و إشتروا هذه البنايات, و يدّعون فوقها الدّعوة و العمل الأسلامي وخلافة الله و يُصلّون و يصومون أيضاً], أ لا لعنة الله عليهم إلى يوم الدين, ملاحظة: كل البيوتات التي تحمل إسم(خلافة الله)(آيات الله)(الدعوة لله) يملكون القصور والبنايات والرواتب في عواصم أمريكا و أوربا و دول الجوار حتى سُمّيت شوارع بأكملها بإسمائهم,لذلك حين يظهر الأمام الحجة(ع) سيكشف كلّ هذا الفساد ليذبح (70) ألف من آيات الله والله الساتر! ليس هذا فقط بل وصل قلة الحياء ببعض الناس ومنهم “دعاة اليوم” لدرجة ألأفتخار و التبجح بفسادهم (نقطة و سقطت) على قول آباؤنا؛ فحين زارنا أيام (مركز الشهيد الصدر) رحمه الله في تورنتو والذي سعى المنافقون بآلمناسبة لأغلاقه بدعوى العودة لمركزالرّسول الأعظم(ص)على كل حال سألناهُ وهو يحمل لقب ملائكي نجفي [لماذا سرقتَ الملايين و إشتريت بها عمارة في دبي]؟ أجاب [هذه الأموال للأمريكان وليست للعراقيين], قلنا له: وهل حصلت عليها لكشف علميّ – وهو لا يحمل أعدادية – أم لتسهيلاتك التي قدّمتها لهم؟ و لو كان حقاً ما تقول فعذرك أقبح وأتعس وأمرّ و أخزى من فعلك, ومن هال المال حمل جمال, هذه واحدة من مئات بل آلاف قضايا فساد أنستنا هذه الصغائر بآلقياس مع المليارات.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here