مشروع الصدر والليال العشر

يوسف رشيد الزهيري

قال تعالى في سورة الفجر( وَالْفَجْرِ . وَلَيَالٍ عَشْرٍ ) والمقصود بالفجر هو كما معروف للجميع فجر الأيام، وخاصة فجر يوم النحر آخر أيام العشر ذي الحجة، أما الليالي العشر التي ذكرها الله تعالى بعد الفجر فهناك قولين في تفسيرها؛ والرأي العام والأكثر انتشاراً هو أنها الأيام العشرة الأولى من ذي الحجة ولأن اللغة العربية واسعة فإنّه يراد بكلمة الأيام أحياناُ الليالي والعكس صحيح، وهذا الرأي مبني على أهمية العشر الأولى من شهر ذي الحجة وفضلها، أما الرأي الآخر في تفسيرها هو أنها الأيام الأخيرة من شهر رمضان لفضلها العظيم ولأن لفظ الأيام يدل على الأيام وليس الليالي في أي حال من الأحوال ولفظ الليالي يقصد بها الليالي، هذا الرأي مبني على أهمية العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، كما أن فيه ليلة القدر التي تعد أفضل من ألف شهر.

ونحن على مقتربات نهايات الشهر الفضيل والذي شهد احداثا سياسية وامنية وبيئية خطيرة شكلت منعطف جديد في خارطة السياسة الخارجية المستقبيلية مع تركيا اثر قطع مياه نهر دجلة وتحويله الى حوض سد اليسو العملاق، وحادث تفجير مدينة الصدر المهول في ظل احداث غامضة والذي بادر مسرعا السيد مقتدى الصدرفي اصدار بيان يطالب فيه وزير الداخلية بمصادرة كافة الاسلحة في عموم العراق وحصر السلاح بيد الدولة واعلان مدينة الصدر مدينة “منزوعة السلاح” فيما واصل البرلمان العراقي بعقد جلساته الاستثنائية واصدر قراره الاخير، الذي جمد فيه صلاحيات مجلس المفوضين واناط عمله الى لجنة من القضاة لاعادة العد والفرز اليدوي وابطال نتائج الفرز الالكتروني نتيجة كشف عمليات تزوير في النتائج الالكترونية، حيث يعد هذا القرار تشكيكا بالعملية الانتخابية التي جرت في العراق ونتائجها ومستقبلها القادم .وفي ظل تسارع الاحداث والتفاهمات الاخيرة على تشكيل الكتلة الأكبر بين تحالف سائرون المدعوم من قبل الزعيم العراقي مقتدى الصدر ،وتيار الحكمة الوطني بزعامة عمار الحكيم ،وائتلاف الوطنية بزعامة اياد علاوي ،وربما سنشهد في قادم الايام المقبلة توسيع هذا التحالف الجديد والذي تم الاتفاق عليه وفق بنود مشروع الإصلاح الوطني الذي يتبناه السيد مقتدى الصدر وقد تكون الايام الاخيرة( الليال العشر) من الشهر المبارك مفتاح الفرج للعراق وللعراقيين الذين عانوا طيلة فترة طويلة من الزمن من البؤس والشقاء والحرمان وسوء طالع الايام، ومن جور وظلم السلطان .وعلى الشعب ان يدعو ويبتهل الى الله سبحانه وتعالى في هذه الأيام المباركة ان تكون خاتمة الاحزان وانهاء معاناته وازماته ومشكلات،ه والصدر اليوم يترقب ايضا وينتظر ويدعوا الله سبحانه وتعالى ان يخلص العراقيين من الظالمين والفاسدين، وان يعم الامن والسلم في العراق، ويدعوا ابناء شعبه للتمسك بالله والصبر على البلاء وضبط النفس وعدم الانجرار الى اية فتنة قد تعصف بالبلاد. فظروف العراق معقدة وبالغة الخطورة والحساسية في وضعه الداخلي والإقليمي، ويجب التعامل بحكمة مع الاحداث والمستجدات وقد ترك الباب والخيار مفتوحا للقوى الوطنية للالتحاق بمشروعه الوطني ودعم كتلته الفائزة. والطموح القادم في انضمام كتل اخرى وطنية تؤمن بمشروع الإصلاح وباهدافه الوطنية في تحقيق العدل والمساواة والآمال المنشودة للشعب العراقي برعاية حكومة ابوية كما اسماها الصدر، راعية لكل الشعب العراقي بكل مكوناته ،وتهتم بمصالح الشعب واسترجاع حقوقه وامواله المنهوبه من قبل السراق الذين عاثوا في الارض فسادا .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here