هناك عدة فرضيات في قضية حرق صناديق الانتخابات

عباس راضي العزاوي

الفرضية الاولى تقول ان الفاعل هم الفائزون انفسهم لانهم لم يرق لهم فكرة اعادة فرز الأصوات يدويا فينكشف مقدار التلاعب وتضيع منهم عدد من المقاعد التي حصلوا عليها في الاعلان الاول.
والفرضية الثانية ان الفاعل هم الخاسرون في الاعلان الاول للنتائج من الذين اصروا على إعادة فرز الأصوات يدويا فاحرقوها لشعورهم بان الجهات الفائزة والمتنفذة ستتلاعب مرة ثانية بالنتائج او لن يحصلوا على شيء من إعادة الفرز فاختاروا اسلوب الحرق ليثبتوا ان التزوير حاصل ومالحق بهم من ظلم كان بفعل فاعل وحتى ان لم يكن كذلك سيصعب في كل الاحوال على الجميع التاكد من هذا الأمر طالما ان الأوراق الانتخابية احترقت وانتهى الأمر .

الفرضية الثالثة ان الفاعل جهة اخرى اعجبتها فكرة الخلاف والتناحر بين الاحزاب السياسية، الشيعية منها تحديدا فاقدمت على حرق الصناديق لتشعل شرارة الحرب بين الاحزاب التي لديها فصائل مسلحة لتطالب – اي الجهة الاخرى- بعد ذلك بحكومة انقاذ وطني او تصريف اعمال حتى اعادة الانتخاب في اجل غير مسمى وهذا هو المطلب الثمين في نفوسهم.
لذا نجد ان السيد اياد علاوي وقبل ان تنطفىء الحرائق دعا الى حكومة انقاذ وطني، وهذا الخيار ماانفك يردده منذ سقوط بغداد حتى اليوم.
السيد سليم الجبوري من جهته طالب باعادة الانتخابات مع معرفته اليقينية بصعوبة اعادتها في الوقت الراهن على الاقل،سيما والحكومة ستنتهي صلاحيتها قريبا.
اما الاحزاب الشيعية فهي تمارس سياسة الترقب وكُلَّ يتربص بصاحبه فان قال احدهم نعيد الانتخابات سيعترض الاخر وان قال نقبل بالنتائج الحالية وهذا ما سيكون حسب رأيي، سيعترض المتضرر او تشتعل حرب التصريحات النارية ومايتبعها من مشاكل بين القواعد الشعبية.
المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية اللواء سعد معن اطلق من جانبه تصريح غريب مفاده ان الصناديق المهمة لم تحترق وكأننا نتحدث عن صناديق طماطه بدرجات جودة متفاوته وبالامكان تعويض ماتلف منها بالمتبقي من المحصول ، فايّ تسطيح واستغفال تمارسه الجهات الرسمية وهذه اشارة واضحة لسيناريو الايام القادمة والقبول بالنتائج واسقاط ماتم احراقه لانه غير مهم ولايؤثر على النتائج حسب المتحدث.
اما رئيس المفوضية فكان اكثر حذقا ونباهه فقد اعلن عن وجود نسخ احتياطية لاوراق الانتخاب!!!. اذن ليس لدينا مشكلة اساسا، ولكن لانعرف كيف ومتى تم تصوير هذا الكم الهائل من الاوراق.

هذه التصريحات وغيرها تشير بمقدار لابأس به لوجود اتفاقات سرية لتمرير النتائج وتسوية الخلافات مع بعض “المتضررين ” الخاسرين لضمان بقاء العصابات والاحزاب ذاتها في المقدمة

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here