وقفة صراحة :كليهما يسرقان الناخب و المنتخب

بقلم مهدي قاسم

انتشر على صفحات التواصل الاجتماعي مشهد فيديو لشاب يمضي بعربته الروس رايز ــ نقصد ستوتة أم البتوتة !!ــ في شوارع فرعية قالعا في بغداد ” منهولات ” أي أغطية مشبكة لمجاري الصرف الصحي ، مسببا من خلال ذلك ليس أضرارا مادية كبيرة للدولة فحسب ، إنما مخاطر تهديد لحياة الصغار و الكبار أيضا ، ولا سيما الصغار من أطفال الذين سيسقطون أثناء اللعب و الجري السريع في عمق تلك المجاري فأما يموتون غرقا في مياه آسنة و قذرة أو يصابون بجروح و كسور بليغة .

ولكن يبدو أن نمطا من هؤلاء” البشر ” لا تهمهم سلامة حياة الآخرين بقدر ما تهمهم سهولة الحصول على المال غير المشروع و ذلك أسوة بالذين يقومون بانتخابهم من أحزاب فاسدة و ساسة لصوص ناهبين للمال ..

فالناخب يسرق إذا جاءت الفرصة و كذلك المنتخب

و أن كان هذا ليس بأمر جديد عليهم ..

أليس هؤلاء و أمثالهم وأضرابهم من ” الطيور التي تقع على أشكالها ” دائما ، قد قاموا بسرقة و نهب أموال وممتلكات الدولة ابان سقوط النظام السابق ؟.

و قد برر البعض عمليات النهب و الفرهدة تلك على أساس أنها جاءت بمثابة” رد فعل جماهيري ” ضد دولة قمعية و بعثية نشمية !!..

حسنا…و الآن ؟ ..

على ماذا يقلعون الأغطية المشبّكة لمجاري الصرف الصحي كرد فعل وعمل فحل ؟ ..

فأليس هذه الدولة التي يقودها ” معممون متقون ” هي دولتهم و التي جعلوها مختزلة على أشكالهم و مقاس سلوكهم وتكاسلهم

و تخلفهم حيث جعلوا منها دولة كارتونية رثة ..

بلا روح أو هيبة …

حتى دون أي حضور معتبر أو محترم رصين ..

فهؤلاء قد تفّهوا ــ من تتفيه ــ و أفسدوا كل شيء في العراق وقزمّوها حسب ” أذواقهم ” البدائية و نظرتهم الكهفية للأمور ..

وفوق ذلك بعضهم مدجج بأعتى أسلحة فتاكة سواء على شكل مجاميع مسلحة أو عصابات إجرام منظم ، طبعا مع حماية إما عشائرية أو ميليشاوية ..

فتخشى منهم عناصر الشرطة وهم متلبسين بسرقة أو بمخلفات مرورية و غير ذلك ..

لهذا فالدولة المنهارة تجد نفسها متقزمة أمام سطوتهم و هيمنتهم و تخشى منهم بل وتتردد في محاسبتهم أو مقاضاتهم ..

طبعا كل تلك السرقات و أعمال النهب لا تمنع حرصهم الشديد على أداء فروضهم الدينية والمذهبية بكل استغراق خشوع وإيمان عميقين ..

هامش ذات صلة :

* ( وفاة شابين حاولا انقاذ طفل تكشف تردي البنية التحتية

إهمال وفساد وراء مآسي العراقيين

أ. ف. ب.

لم تكن فتحة الصرف الصحي هذه مغطاة فقضت على حياة 3 عراقيين

لم تكن فتحة الصرف الصحي هذه مغطاة فقضت على حياة 3 عراقيين

3 0

0

مواضيع ذات صلة

إعمار العراق… رغبة دولية بالمساعدة ومخاوف من الفساد

العبادي: الفساد موجود بيننا وبقاؤه سيعيد داعش للعراق

المساكن العشوائية تنتشر في البصرة أغنى محافظات العراق بالنفط

البصرة: يؤدي الاهمال في البنى التحتية والفساد الى حوادث مأساوية متكررة في العراق، هذه المرة حصدا شابين حاولا انقاذ طفل سقط في فتحة للصرف الصحي وسط مدينة البصرة في جنوب البلاد ما اثار موجة استياء عارمة لدى السكان.

وقعت الحادثة مساء الخميس الماضي في وسط حي الموفقية الشعبي مؤدية الى وفاة الشابين اللذين ضحيا بحياتهما، والطفل البالغ من العمر سبع سنوات واصابة اربعة آخرين.

قال مسؤول في الشرطة ان ستة من الشباب هرعوا لانقاذ طفل كان يسير بدون انتباه سقط في داخل فتحة مجارٍ.

وأضاف ان “اثنين من الشباب اختنقا في داخل المجاري وتوفيا على الفور، فيما نجا اربعة آخرون لكنهم بحالة خطيرة ويرقدون في مستشفى الفيحاء”.

وأفاد مصدر طبي ان الشابين عادل الساري وعماد الربيعي توفيا نتيجة اختناق بالغازات داخل فتحة المصرف (المنهول)، اضافة الى الطفل كرار الشمري.

وعزا سكان البصرة مسؤولية ذلك الى المشاريع الفاسدة والوهمية التي يعاني منها العراق.

وقال الناشط والصحافي احمد عبد الصمد في فيديو نشره على صفحته، “نحن اليوم امام جريمة مروعة ، وقعت بسبب المشاريع الفاسدة” مضيفًا ان “ثلاثة اشخاص قتلوا بسبب غطا منهول، ايها الشركات الفاسدة”.

وتساءل “ما ذنب هؤلاء الذين تركوا وراءهم زوجات واطفالا؟”.

وتحدث عبد الصمد لفرانس برس عبر الهاتف قائلا إن “الحادث مآساة كبيرة، كتب على العراقيين الموت، اما بالحشد او بطلقة او بمنهول” وتابع “كل ما نطلبه ان نموت بشكل طبيعي”.

بدوره، قال شقيق احد الضحايا في فيديو بثه الناشط عبد الصمد، وهو يتكلم بغضب شديد، إن الحادثة وقعت امام محله.

وتابع “منذ اسبوع ونحن نطالب البلدية بتوفير غطاء للفتحة لكنهم يقولون لنا، اجلبوا لنا كتابا رسميا”، مضيفا “هل جلب غطاء منهول بحاجة الى كتاب رسمي؟”.

وزارت فرانس برس مجلس عزاء عماد الربيعي في منزله وتحدثت لشقيقه اياد الربيعي، الذي اجهش بالبكاء قائلا “هل يعقل بسبب الاهمال ان يتوفى اخي وهو اب لثلاثة اطفال وينتظر مولوداً”.

وتابع، “كل هذا بسبب البيروقراطية، البلدية كانت ترفض جلب غطاء الا بعد طلبات للمجلس البلدي وسلسلة طويلة من المراجعات”.

وبحسب السكان ان الفتحة كانت مغطاة بصفيحة معدنية لحظة سقوط الطفل.

بدوره، قال نجاح شاكر مسؤول بلدية الموفقية “نواجه تحديًا بسبب سرقة اغطية فتحات المجاري ــ عن إيلاف “.
للحقيقة وجه أخر غير الفساد :

** ( امانة بغداد تستنجد بقيادة العمليات للحد من ظاهرة سرقة متفشية

دعت امانة بغداد، اليوم الاحد، قيادة عمليات بغداد والجهات الامنية الاخرى الى التعاون معها في ردع وإعتقال ضعاف النفوس الذين يقومون بسرقة اغطية (منهولات) شبكات الصرف الصحي والامطار.

وذكرت مديرية العلاقات والاعلام في بيان انه “في الوقت الذي تعمل امانة بغداد وبجهودها الذاتية في تهيئة وسد النقص الذي يحصل في أغطية (المنهولات) فأن بعض ضعاف النفوس الذين يقومون بسرقة اغطية (منهولات) شبكات الصرف الصحي والامطار الذي يؤدي الى انسداد الخطوط وحدوث طفح المياه فضلاً عن تعرض حياة المدنيين لاسيما الاطفال الى خطر السقوط فيها”.

واضافت ان “امانة بغداد وعبر الدائرة القانونية ستقوم بتحريك دعوة قضائية ضد الذين ظهروا في مقاطع الفديو المسجلة من كاميرات المراقبة وهم يقومون بسرقة اغطية (المنهولات) لإعتقالهم وتقديمهم الى القضاء لنيل جزائهم العادل”.

واهابت امانة بغداد بالمواطنين الى “الابلاغ عن هذه السرقات لإتخاذ الاجراء المناسب خدمة لأهالي العاصمة بغداد”.

ويذكر ان عدداً من المناطق والمدن شهدت حوادث سقوط اطفال في فتحات المجاري جراء سرقة اغطيتها عن صحيفة صوت العراق ) .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here