عندما احتدمت الازمة بين ترامب ورئيس كوريا الشمالية

ظهر الثاني على شاشات التلفزة,وهو يتحدى امريكا,وباقي حلفائها, يهدد ويتوعد ويرغي ويزبد
مما جعل البعض يتوهم ,بأنه استطاع ان يخيف ويحرج الرئيس الامريكي
ويدفع جيران بيونغ يانغ,من حلفاء امريكا الى الطلب منها تهدئة الموقف ومفاوضة الرئيس الكوري الشاب المتهور’وتقديم بعض التنازلات من اجل ’لجمه وابعاد خطر استخدامه للاسلحة النووية المكدسة لديه والتي تزيد على 60 رأس نووي’اضافة الى الصواريخ البالستية بعيدة المدى والقادرة على حمل تلك القنابل الذرية
اي كانوا يتصورون ان من يمتلك اسلحة ذرية,يكون قادرا على فرض رأيه واحترام الاقوياء ,له و تفهمهم لارادته
!جاهلين ان القوة ليست بامتلاك السلاح الفتاك فقط,بل هناك عدة اعتبارات ومقاييس يمكن ان تحدد قوةالدول الحقيقية’منها قوة الاقتصاد,والعلاقات والمصالح الدولية المشتركة
فكوريا الشمالية تعاتي من فقر شديد,حيث ان معظم وارداتها وانتاجها يخصص للاغراض العسكرية,اضافة الى الحصار الخانق الذي تقوده امريكاضدها,حيث ان الصين فقط تتعامل معها وهي شريانها الحيوي,ورغم التعتيم الاعلامي الذي فرضه الرئيس بالوراثة كيم الحفيد’,الذي عزل كوريا الشمالية عن العالم,حيث منع الستلايت والانترنيت,والهاتف الجوال, فقد تسربت انباء مؤكدة عن وجود مجاعة حقيقية,وعلى مستوى مخيف
لذلك فقد خفت صوته وتلاشت قوته وتوقف عن تهديداته بعد ان تأكد له,بأن الرئيس ترامب ليس كمن سبقه من رؤساء امريكا,فهو يفعل مايقول,ولايتوانا عن اتخاذ اي اجراء يجده مناسبا,حتى ولوتطلب الموقف ضرب كوريا الشمالية بالقنابل النووية
بالاضافة الى انه عندما عندما التجأ الى حليفه الوحيد الصين,وطلب منها ان تؤازره’سمع مالم يكن يتمناه,حيث رفضوا ا ن يوعدوه بالمساعدة,بل انهم لم ولن يستطيعوا ان يفعلوا اي شئ ان تورط في مواجهةحقيقية مع امريكا,
فالصين اختارت ان تحارب بزيادة وتطوير انتاجها الوطني في كل أشكاله والحصول على اسواق في طول وعرض العالم,وهي تحقق نجاحات وتنافس امريكا وتطمح الى التربع على عرش العالم الاقتصادي,ولامجال امامها لتبني مواقف كيم المتطرفة
هذا هو الواقع,الشعب الكوري الشمالي بحاجة الى الغذاء والكساء’والعيش في هذا العالم مثله مثل غيره من الشعوب
لذلك وكتحصيل حاصل لم يجد كيم الحفيد امامه خيارا واقعيا ,غيرالاستسلام للارادة الدولية والتسليم بالهزيمة,فقدم تنازلات تليق بمستواه وقيمته وقدرة بلاده الحقيقية
وهاهي قمة سنغافورة تفتح اول باب لكوريا الشمالية للاطلال عل العالم الخارجي’وتنهي اكثر من ستة عقود من التطرف والتخلف والعنجهية والديكتاتورية البغيضة والتي بدأها جد الرئيس الحالي كيم ايل سونغ,الذي اله ذاته وجعل شعبه يعيش في وضاعة وذل وفقر
لقد كان باديا على الرئيس الكوري,اثناء توقيعه على الاتفاقية التي اجبرته على نزع اسلحته الذرية,علامات الذل والانكسار,حيث انه اجبر بدافع من ضغط الواقع ومنطق العقل ,على ان يجنب نفسه,قبل شعبه مصيرا اسودا فيما لو استمر بالعناد والتحدي,
ماكان امامه الا ان يوقع على وثيقة,تعتبر,قياسا لمواقفه ومواقف جده ووالده,هزيمة وتراجع عن مواقف صلبة,تبين في الحقيقة ان لاوزن لها.

هناك حقيقة’وهي ان القوي يفرض ارادته على الاخرين,وان امريكا هي القوة الاعظم في العالم,
كما انها اليوم تحت قيادة اقوى واكثر رؤسائها ,عزما وتصميما وصراحة,لقد كشف وجه امريكا الحقيقي,لم يعتمد براغماتية او ديماغوجية في تعامله مع جميع الملفات التي تهم امريكا وعلاقاتها مع الخارج
بل كان صريحا وحازما,
وبخلاف سلفه ن الرؤساء الامريكان,فهو حقق كل وعوده,بالرغم من احتجاج وامتعاض اغلب حلفائه
اليوم الكرة اصبحت في ملعب النظام الايراني’واملنا الكبير ان يرعوي قادته ويفكروا بجدية وبنوع من الالتزام الاخلاقي والديني تجاه شعوبهم وان لايذهبوا بعيدا في التحدي الاجوف,فبرأيي المتواضع ان اعداء ايران هم اكثر الناس رغبة بان يروا النظام يتمادى في التحدي
وخصوصا بعد ان انذر وزير الخارجية ايران بشكل واضح وصريح,بانهم سوف يعاقبون بشدة,وبشكل لم يسبق له مثيل,ان لم ينفذوا ماامرهم به,خصوصا سحب قواتهم من دول الجوار وعدم التدخل في شؤون الاخرين
هناك امر يجب ان يفكروا به قبل الرد على تهديد بومبيو
وهي ان على ايران ان تتجنب مواجهة محتملة مع امريكا,لانه وفق كل الحسابات’فان اية مواجهة سوف تنهي ايران,كما انهت العراق من قبله
هاهي كوريا التي تمتلك اسلحة نووية’قد اقرت بانها لاتستطيع ان تفعل شيئا امام قدرات امريكا,واستسلمت الى منطق العقل والواقع
اي لافائدة من صناعة قنابل ذرية,لانهالن تستطيع ان تؤذي احدا,بل ستنفجر على اصجابها
سباق القوة انتهى,وكل ثبت موقعه على الارض’ولذلك لابديل من الحوار والنقاش والتفاوض’لكي يعلم كل قدره,ومايستطيع لعبه فعلا على الساحة الساسية العالمية,ويساهم في احلال الامن والسلام على ربوع العالم اجمع

مازن الشيخ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here