الحوار مفتاح مهم

الكاتب:لقمان عبد الرحيم الفيلي

14/6/2018 12:00 صباحا

مع ازدياد التعقيدات في ازمة الانتخابات وتشكيل الحكومة بين الاطراف السياسية العراقية، والتي من المفروض ان تكون حدثا طبيعيا في الدول التي تمارس الديمقراطية وتداول السلطة سلمياً، ارى من المناسب ان نسعى لطرح أفكار لحل الازمة من منطلقات الحوار لكي يكون الحل مفيداً ومثمراً ومستداماً ويغير من الواقع نحو الأفضل ويساعد على تقوية المنظومة الديمقراطية الفتية. صحيح اننا نواجه في الصميم أزمة دستورية او ذا بعد قانوني واضح ولكن في الوقت نفسه هناك حاجة لخلق مناخات سياسية تساعد في تعجيل الحلول. وعليه فهناك مجموعة مستلزمات حوارية مهمة وضرورية على السادة السياسيين بمختلف مشاربهم ان يفكروا فيها ويتبنوها قدر الامكان، وهي:
1 – الوصول الى قاموس مفردات ومفاهيم مشتركة قدر الامكان بين الاطراف لكي تختصر مراحل الحوار ووضع اسس صحيحة لبناء فهم مشترك .
2 – البحث عن ارضية مشتركة في الرؤى المستقبلية لعقد الحوار مع الاطراف الاخرى.
3 – ايجاد قنوات تواصل مباشرة عند الازمات (ولنسمه الخط الساخن او المباشر) بين القيادات لكي لا نزيد التعقيد وخصوصا ان مجتمعاتنا تفضل علاقات شخصية ومباشرة كمقدمة لبناء الثقة بدل التراشقات والملاسنات الاعلامية.
4 – الاعتراف بأخطاء الماضي ، ولو مع النفس فقط، وذلك بعد مراجعة كل طرف لدوره.
5 – فتح قنوات تواصل مباشرة ومستمرة بين مستشاري القيادات لكي لا يتوقف الحوار.
6 – العمل على عدم تدويل الامور قدر المستطاع وذلك لان ازدياد تدخل الاطراف الخارجية سيزيد التعقيد وان الازمات لن تزول بالضغوطات الخارجية.
7 – العمل على تحديد معالم خارطة طريق لتفكيك الأزمة ضمن مظلة الدستور، والتعامل السلمي بعيداً عن تهديدات حمل السلاح او حشد الشارع، وترسيخ الديمقراطية، واستقلالية القضاء، ودعم مفاهيم المواطنة والحقوق
الدستورية.
8 – البحث عموماً عن حل عراقي أولاً ومن ثم مد اليد للاخرين خارج الحدود لمساعدتنا.
9 – ترك التصعيد الاعلامي ضد الاخر وايقاف اتهامات الاخر بالعمالة واللاوطنية وغيرها من المفردات التي تزيد التعقيد وترسخ الحقد وتنقل المشكلات الى الشارع بدل ان تكون بيد القيادات وعقلاء القوم.
10 – على الطبقة السياسية ان تعي ان العراق وشعبه وتاريخه وكيانه امانةً على عاتقها وهي مسؤولة امام الله والتاريخ عن كل مثلبة تصيب هذا البلد، وعليها وضع مصلحة العراق فوق كل الحسابات الحزبية والكتلوية السياسية والجزئيات المذهبية والقومية الاخرى، فالتاريخ لا يرحم.
ضروري ان نعرف ان ما نراه الان من تصعيد وحراك ساخن بين الاطراف السياسية نفسها وبين مؤسسات الدولة يساعد على فقدان الدولة لمقدرتها على ادارة أمورها وهي تتجه نحو نفق مظلم لا يعرف عقباه. هذا الفقدان لهيبة وتجانس اجهزة الدولة سوف لا نستطيع استعادته من دون خلق معالم مشروع وطني لفك تعقيداته.
جزء كبير من هذه التعقيدات حقيقية وتحتاج الى وقفة جادة من جميع الاطراف مع ضرورة التغاضي عن الجزئيات، والجزء الاخر مختلق ولا يحتاج منا ان نركز عليه او نعطيه الاولوية في المعالجات. اللهم فك عن هذا الامة عقدتها وأزل عنها
غمتها.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here