الیمن فی ظل عدوان المتصارعین

الصراع في اليمن يتخذ بعدا جديدا بعد ان بدأت قوات تحالف تقوده السعودية يوم الأربعاء 13/6/2018 هجوما على مدينة الحديدة الساحلية في اليمن التی تعتبر البوابة الوحیدة لایصال حاجة المواطن الیمنی هذا التحالف يخطط للسيطرة على المطار والميناء والطريق المؤدي للعاصمة صنعاء ، الانسانیة التی تهز الضمیر . الأمم المتحدة تقول إن 22 مليون يمني بحاجة إلى المساعدات الإنسانية وإن نحو 8.4 مليون على شفا المجاعة.

هذه الحرب الحل الافضل فيها سياسي وليس عسكريا وان على دول التحالف انهاء عدوانهم و لاشک ان الاستمرار فی ارتكاب هذه الجرائم يطفيء جذوة الامل الوحيدة التي تعلق على الجهود السياسية وتعقد الامور اكثر من ذي قبل. و من شأنه أن یقدم خدمة كبيرة للعدو الإسرائيلي ومن یقف الی جانبه و يمتد لأبعد من حدوده ولم یساعد جذب الجيوش العربية للمشاركة فيها تحت اسم الائتلاف والفشل للوصول الی الهدف المعد والمخطط له . وهو غير قادر على تحقيق شيء جوهري للصمود والتحدی الذی یجابه به من قبل هذا الشعب المظلوم بصموده الذی فاق کل شیئ ، أن استخدام المطارات والموانئ والمؤسسات المالية والجوانب الاقتصادية والإنسانية في الصراعات، تعد جريمة تخالف جميع القوانين والأعراف والإتفاقات والمواثيق الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان. یجب الکف عنها والأهداف المتناقضة لأطراف التحالف العربي هي ورائها وفی إطالة أمد الحرب مع التشتت في معسكر التحالف، و تنافس الأجندات السعودية – الإماراتية في جنوب اليمن، وتقويضها السلطة الشرعية . ولکن فی الاخر العرب سيجبرون على العودة إلى مفاوضات السلام في اليمن بناء على قرارات الأمم المتحدة اذا ما کانت حازمة والتي لم ترقى إلى مستوى الحدث لحد الان وبحمایة دولیة لا سيما في الجانب الإنساني و يشبة “التهرب أكثرمن تحمل المسؤوليات” وأن موقفها سيبقى محكوماً بموقف واشنطن ما سيجعل عملها عبثياً. ولم تنجح ولونسبياً في التخفيف عن المعاناة الإنسانية لليمنيين و تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة محبطاً وتدل على أن قرارات إيقاف الحرب في اليمن لوقف الكارثة الإنساتية هناك ليس مربوطاً بالمجتمع الدولي، إنما باللاعبيين الأساسيين وهما التحالف العربي والولايات المتحدة وقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لإنهاء ما وصفها ب”الحرب العبثية”في اليمن معرباً عن أمله أن تضغط الإدارة الأميركية على السعودية لتخفيف الأزمة الإنسانية التي تعصف باليمنيين تشكل الظروف الإنسانية القاهرة التي يعيشها معظم اليمنيين محفزاً لمن يمتلك أدنى حساسية إنسانية، للعمل على إيقاف الحرب في اليمن “ولا يحتاج فرقاء الائتلاف في اليمن وحلفاؤهم إلى مبعوث دولي اذا ما کانوا یمتلکون حس انسانیا و من الواضح أنه طالما بقي الحوثيون في القمة والصمود والنجاحات التي حققهوا على أرض المعركة والتی تدفعهم لرفض مفاوضات السلام وعدم تنازلهم عن حقهم، لعلمهم انه عاجلا أم آجلا عليهم الانهماك في حوار مع أطراف أجنبية من أجل شرعنة حقهم . و الأكثر من ذلك أنهم أعلنوا رغبتهم بدء حوار سياسي فی اکثر من مرة، و لكن هناك شرط و هو عدم عودة الحکومة السابقة بقیادة ومنصور هادي الهارب على رأس الحكم والذی طلب مساعدت السعودیة واحضرهم للقتال ضد شعبه المظلوم . و هذه الحقيقة تجعله خائنا في أعينهم وخائنا بحق بلدهم. و غير مستعدين لنسيان حقيقة أنهم التزموا بكل الشروط التي وضعت قبل الحرب وکل المفاوضات کانت تتم تحت إشراف المستشارین فی الأمم المتحدة الخاصین بالقضیة الیمنیة ، الذین ظل أداؤهم محكوماً بحدة الاستقطابات الإقليمية التي صاحبت اندلاع الحرب في اليمن، بما فيها تكريس الوصايتين، السعودية والإماراتية، على الملف اليمني، ، و مع ذلك شنت الحرب ضدهم بغض النظر عن كل هذا. وهذا ما یثیر غضب الملك السعودي الجديد سلمان بن عبد العزيز آل سعود الذي يظن نفسه القائد القومي الجديد. و بنفس الوقت تتحول الأمور في المملكة من السيء إلى الأسوأ. والشعب السعودی غير راضية عن الحرب و انخفاض العائدات جراء هبوط أسعار النفط خلقت لهم مشاکل حیاتیة و لهذا ليس من قبيل الصدفة ان ترفع الأسعار بین حین واخر. و الوضع أيضا متوتر على الحدود اليمنية السعودية، المسكونة بالقبائل اليمنية التي تعتبر الریاض عدوها الاول .

عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامی

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here