طريق المجد للشباب (حلقة ثقافية) ـ اجعل المجد هدفك

(*) د. رضا العطار

يعيش كثير من الشباب سادرين يجرون مع التيار كأنهم حطامة يحملها السيل ويتجه بها اية جهة. ويقنعون من الدنيا بما تعين لهم الحوادث. ليس لديهم هدف او برنامج.
ولو ان احدا اسس مدرسة واعلن انه ليس له برنامج لتجنب الناس وعدوا المدرسة مؤسسة للفوضى. لان غاية المدرسة هي التعليم، وهويحتاج الى درجات مرتبة من التثقيف تنتهي الى نهاية.

وكذلك يجب ان يكون الشأن في الحياة، نهدف منها تربية الشخصية، فنعمل جاهدين الى ان نصل الى نضجها وايناعها، نحن نتربى وننضج بما يقع بنا من حوادث وتجارب. فالحياة هنا مدرسة تربينا مدى سبعين او ثمانين سنة. نعيش على هذه الارض. ولكن يجب علينا نقف من هذه التربية موقف المعلم والتلميذ معا نختار البرنامج ونعين الهدف ولا نترك انفسنا منفعلين مندفعين بالتيارات الجارفة.

ومما تثبته السيكولوجية الحديثة ان لكل منا هدفا يتعين منذ ايام الطفولة، فنرسم لانفسنا الصورة المثلى التي نتمنى ان تتحقق. ثم نجهد على غير دراية منا كي نصل الى تحقيقها.
ولكن هذه الصورة طفيلية وهي ليست جديرة بان نجهد الى تحقيقها، فيجب الا ننخدع بها.

ان الشاب الناضج هو الذي يقف حوالي العشرين من عمره موقف العقل والاختيار، فيعين هدفه لنصف قرن الباقي من عمره. ويسأل ماذا اريد من هذه الدنيا ؟ كيف يجب ان اكون بعد 30 او اربعين سنة ؟ وهل اسلوب الحياة الذي اتخذه الان سيقود بي الى المجد والمعرفة واليسر ؟ ام الى التخلف والحقارة والفقر ؟
فإذا هو عين هدفه واستقر عليه بعد المراجعة والتنقيح، فعليه ان يعين البرنامج على مراحل، كل مرحلة خمس سنوات مثلا يرتقي بها من حال الى حال اخرى في كل ما يمتاز به الانسان الراقي من الصحة والمعرفة واليسر.
ان الشاب الذي يتوخى المجد لا يحتاج الى ان يفكر في غيره لان هذا الهدف وحده سيوجهه وسيضطره الى ممارسة كثير من الفضائل.
احترف المجد ايها الشاب من الان، واجعله هدفك، وعيًن برنامجك اتحقيقه.

* مقتبس من كتاب طريق المجد للشباب للموسوعي سلامة موسى.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here