ماذا قال سليماني للسيد الصدر,وجعله يتنازل عن ثوابته المبدئية؟!

مازن الشيخ
[email protected]

بعد أن فازت سائرون بقيادة السيد الصدر بالمركز الاول’وبعد ان استبشرالعراقيون خيرا’من خلال تصريحاته المتكررة وخطابه الاعلامي المعلن من انه لن يتحالف مع الفتح ودولة القانون’وبعد ان كان العراقيون ينتظرون على احر من الجمرالاعلان عن ولادة حكومة تكنوقراط’عابرة للطائفية,ولاتتبع اوامر ايران او غيرها من دول الجوار,واذا بزيارة خاطفة للسيد سليماني الى بغداد,’تقلب الامور رأسا على عقب’حيث فاجأنا السيد مقتدى الصدر’باعلان اتفاقه مع السيد العامري على تشكيل تحالف يمثل الكتلة الاكبر!
هذا الامر يؤكد بما لايقبل الشك بأن
السيد سليماني لديه اوراق ضغط لاتقاوم’وانه حذر السيد الصدر’واجبره على ان ينفذ الارادة الايرانية, في تأسيس التحالفات واختيار خط الحكومة وهوية القادة الجدد
وهذا الامر فيه خطورة كبيرة
حيث ان اول مايمكن فهمه من خلال هذا التحالف الغريب,هو ان حزب الدعوة تراجع الى الوراء وفقد كل امكانية او احتمال بحصوله على رئاسة الحكومة’وذلك امر جيد ومفهوم ومطلوب
لكن من جهة اخرى ,هناك شكوك بأن يمنح كرسي رئاسة الحكومة الى قائمة الفتح عامة,والى السيد العامري شخصيا
ذلك الامر لايمكن قبوله,ولانه سيكون مؤشرا سيئا جدا
فالسيد العامري,رجل حرب وليس قائدا سياسيا,كما انه فشل فشلا ذريعا عندما تولى وزارة النقل,وقصة قيام ابنه باعادة طائرة نقل ركاب بعد ان طارت من بيروت لانه تأخر عن الالتحاق بها,لامر جدير بالتامل,لانه يذكرنا بالمقبور عدي,رغم انه ربما لم يكن عدي ليجرؤ على الاقدام على مثل هذاالتصرف بمثل تلك العنجهية والصلافة ,
كما ان السيد هادي العامري رجل حرب,والعراقيون ملوا من الحروب ,ويريدون قائدا وحكومة تتولى الاعمار,واعادة بناء مادمرته الحروب العبثية,
المشردين في مخيمات اللجوء,ينتظرون حاكما يتولى اعادة اعمار مادمرته الحروب واعادتهم الى محلات سكناهم المهدمة,ولااعتقد ان العامري وحلفائه قادرون على تنفيذ تلك المهمة,ناهيك عن خبرتهم وقدراتهم
واذا مااخذنا بنظر الاعتبار,موقف ايران الدولي والتهديد الجدي الذي وجهه اليها وزير خارجية امريكا السيد بومبيو’واحتمال ان تتحدى امريكا وتلجأ الى المواجهة,فان الخطر الكبير سوف ينصب على شباب العراق,وخاصة متطوعي الحشد,والذين لايخفى ان قادتهم يتلقون الاوامر من ايران وقيادة فيلق القدس حصرا’ان ايران قد خططت لمواجهة الامريكان عن طريق زج شباب الحشد في التصدي للهجوم الامريكي,وهذا معناه احراقهم في اتون معركة لن تكون متكافئة
لقد تبين واضحا ان ايران تتعامل بجدية مع تهديد الرئيس ترامب,والذي هددها صراحة,وخصوصا بعد ان تأكدت بانه ينفذ مايقوله,واضطرت بسبب ذلك لتهديد التخلي عن حليفها الحوثي,وما نجم عن ذلك من تقهقر,القوات الحوثية وقرب سقوط ميناء الحديدةالذي يعتبر المتنفس الوحيد للحوثيون,كذلك الانباء التي تحدثت عن قرب رحيلها من سوريا,بعد ان تخلى عنهم الروس,والذين تبين انهم كانوا محتاجين للقوات الايرانية لكي تسهل لهم مهمة السيطرة العسكرية على معظم الاراضي السورية,ثم الاانقلاب عليهم بعد استتباب الامر لصالح القوات الروسية
الان لم يبق للايرانيين غير العراق هم يراهنون على الحاقه بايران وامتصاص ثرواته عن طريق تنصيب حكومة عميلة لهم
لكنهم واهمين
فالرئيس ترامب,’ورغم سحنته الكوميدية,الا انه ثبت انه لايحب الا الجد,وقد امر ايران,ان تخرج من العراق,وهددها ان لم تفعل,ويقينا ان صيف هذا العام سيكن حارقا
لننتظر ونرى عجائب الدنيا, والتي بلغت 77
مازن الشيخ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here